حكم تغيير الاسم المحرم .. الأسماء المحرمة والمكروهة في الاسلام

حكم تغيير الاسماء المحرمة

يتساءل الكثير عن حكم تغيير الاسم المحرم، فقد يقوم الأهل بتسمية الاولد اسمًا محرمًا نتيجة للجهل بمعاني الأسماء، أو الجهل بالأحكام الشرعية، أو ربما يكون الولد قد تسمى قبل الاسلام  وكان اسمه من الأسماء المحرمة، فيتساءل عن حكم تغيير الاسم المحرم. ومن الجدير بالذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بتسمية الأولاد بالأسماء الحسنة، والابتعاد عن الاسماء المحرمة مثل اسماء الأصنام والالهة لبعض الحضارات القديمة الضالة أو التسمي بما يرمز لمعتقداتهم المنحرفة.

تسمية الولد في الاسلام

الأسماء في الإسلام لها أهمية خاصة؛ لما لها من تأثير على نفسية الولد المسمى، فهي بمثابة عنوان، أو شعار للمسمى. وقد قال ابن القيم: (لما كانت الأسماء قوالب للمعاني ودالة عليها اقتضت الحكمة أن يكون بينها وبينها ارتباط وتناسب، وأن لا يكون المعنى معها بمنزلة الأجنبي المحض الذي لا تعلق له بها، فإن حكمة الحكيم تأبى ذلك والواقع يشهد بخلافه، بل للأسماء تأثير في المسميات، وللمسميات تأثر عن أسمائها في الحسن والقبح والخفة والثقل واللطافة والكثاف) وقد ذكر العلماء عدم جواز التسمية بأسماء غير المسلمين إذا كانت هذه الأسماء مختصة بهم. والأولى للمسلم أن يسمي أبناءه وبناته بالأسماء الحسنة الأصيلة مثل أسماء الأنبياء والصحابة والتابعين والصالحين.

أقسام الأسماء

للأسماء ثلاثة أقسام من حيث الفئات التي تتسمى بها وهي:

  • قسم يختص المسلمين.
  • قسم يختص الكفار؛ كجرجس وبطرس ويوحنا ومتى ونحوها فلا يمنع الكفار منه، لكن لا يجوز للمسلمين أن يتسموا بها، لما فيها من المشابهة فيما يختص به الكفار.
  • قسم مشترك؛ كيحيى وعيسى وأيوب وداود وسليمان وزيد وعمر وعبدالله وعطية وموهوب وسلام ونحوها، فهذه الأسماء لا يمنع منها أهل الذمة ولا المسلمون. [1]

حكم تغيير الاسم المحرم

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: (لا يلزم تغيير الاسم إلا إذا كان الاسم مما لا يجوز إقراره شرعا، كالاسم المعبد لغير الله ونحوه، فإنه يلزم تغييره، وكذلك لو كان الاسم خاصا بالكفار لا يتسمى به غيرهم، فيجب تغييره، لئلا يكون متشبها بالكفار، ولئلا يحن إلى هذا الاسم الكافر الذي يختص بالكافرين، أو يتهم بأنه لم يسلم بعد)، وبالتالي فإن حكم تغيير الاسم المحرم هو الوجوب، كما ثبت في السنة الصحيحة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يغير الأسماء غير المستحسنة إلى أسماء حسنة، ومن أمثلة هذه الأسماء؛ (فرعون، وهامان، وقارون)، فهي أسماء غير محببة عند جميع المؤمنين؛ لأنها أسماء لرموز الكفر. لذلك ينبغي لمن كان له اسم من هذه الأسماء أن يعمل على تغييره، كما يُرجى من دائرة الأحوال المدنية المسؤولة عن هذه الأمور أن تستجيب لطلب مَن يرغب في تغيير اسمه إلى اسم حسن؛ عملاً بالهدي النبوي الشريف. والله أعلم.
حيث يسن أن تغيّر الأسماء القبيحة وما يتطير بنفيه، وما فيه تزكية للنفس، لما رواه ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم غيّر اسم عاصية، وقال: أنت جميلة. رواه مسلم. [2]

الاسماء المحرمة في الاسلام

يجب على المسلم تجنب الأسماء المخالفة للشرع، ومنها:

  • الأسماء المعبدة لغير الله كعبد الرسول، وعبد الكعبة ونحوهما.
  • الأسماء المختصة بالله وحده كالرحمن والخالق والأحد ونحوها.
  • أسماء اليهود والنصارى مثل: جورج، ديفيد، جوزيف، مايكل، يارا، ديانا، جانكلين؛ لأن من تشبه بقوم فهو منهم.

الاسماء المكروهة في الاسلام

هناك ثلاث فئات من الاسماء التي يكره التسمية بها وهي:

  • تكره الأسماء القبيحة: كشيطان، وظالم، وحمار.
  • يكره أن يسمي بما يتطيّر بنفيه عادة، مثل: نجيح، و بركة، ورباح، وأفلح.
  • يكره الاسم الذي فيه تزكية للنفس، فعن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: ( كَانَتْ جُوَيْرِيَةُ اسْمُهَا بَرَّةَ، فَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْمَهَا جُوَيْرِيَةَ، وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ بَرَّةَ ) رواه مسلم.
  • أسماء العاهات نحو الأعور والأحدب والأعرج ونحوها.
  • التسمية بأسماء الحيوانات، فالإنسان مكرَّم من قبل الله، ولا يليق به أن ينزل عن تلك المرتبة فيسمي ” صقراً ” و”أسداً” ونحو ذلك.
  • أسماء الفراعنة والجبابرة التي اختصّوا بها وصارت حين إطلاقها لا تنصرف إلا إليهم، نحو ” فرعون ” و”قارون” و”هامان”.
  • الأسماء التي لها معانٍ تكرهها النفوس نحو حَرْب ومُرّة وحنظل وغير ذلك. [3]

اسماء يستحب التسمية بها

أحب الأسماء إلى الله تعالى وهما عبد الله وعبد الرحمن، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن أحب أسمائكم إلى الله عز وجل عبد الله وعبد الرحمن ) رواه مسلم. وفي زيادة لأبي داود: ( وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة )، وإنما كان ” حارث ” و ” همام ” أصدقها؛ لأن العبد لا يزال في حرث الدنيا أو حرث الآخرة، وهو لا يزال يهم بالشيء بعد الشيء. [4]

يستحب للوالد أن يحسن اختيار اسم المولود؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فحسّنوا أسماءكم ) رواه أحمد وأبو داود. وعليه فإن حكم تغيير الاسم المحرم فهو واجب أما الأسماء المكروحة وغير المستحسنة فيسن تغييرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *