حكم صلاة الغائب على الميت

حكم صلاة الغائب على الميت

حكم صلاة الغائب على الميت، معلومٌ أنَّ صلاةَ الجنازة فرض كفائيٌ على المسلمينَ عند موتِ أحدٍ منهم، لكن ماذا لو كان هذا الميِّت غائبًا عنهم؟ هل تجوزُ الصلاةُ عليهِ؟ وما هي آراء الأئمة الأربعة في حكمِ ذلك؟ هذا ما سيتمُّ التعرف عليه في هذا المقال الذي يطرحه موقع محتويات.

حكم صلاة الغائب

لقد تعددت آراء أهل العلمِ في حكمِ الصلاةِ على الغائبِ الميِّت، وفي هذا المقال سيتمُّ التعرف على جميعِ الآراءِ، حيث سيتمُّ ذكرها بشيءٍ من التفصيلِ مع عزوِ كلِّ رأيٍ إلى صاحبه، وفيما يأتي ذلك:[1]

شاهد أيضًا: اذا كان الميت رجل فان الامام يقف عند

الرأي الأول

إنَّ الصلاةَ على الغائبِ الميِّت مشروعةٌ في الإسلامِ، وهذا مذهب الشافعيةِ، وظاهر مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وقد استدلوا على ذلك من خلال فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث أنَّه قامَ بصلاةِ على النجاشيِّ صلاةَ الغائبِ،، وقد جاء ذلك صريحًا في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: (ماتَ اليومَ عَبْدٌ لِلَّهِ صالِحٌ أصْحَمَةُ، فَقامَ فأمَّنا، وصَلَّى عليه).[2]

الرأي الثاني

إنَّ صلاة الغائب غير مشروعةٍ في الإسلامِ، وهذا مذهب الإمامينِ أبو حنيفة النعمان، ومالك بن أنس، وعدُّوا صلاةَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- على النجاشيِّ من خصوصياتِ النبيِّ، كما أنَّهم ذهبوا إلى جوازِ رفعِ سرير النجاشيِّ أمام رسول الله أثناء الصلاةِ عليه، وبذلك يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد صلَّى على النجاشيِّ صلاةَ الحاضرِ المشاهد.

الرأي الثالث

إنَّ صلاةَ الغائبِ على لا تُشرع في الإسلام إلا على الميِّت الذي له فضلٌ وسابقة على أهل الإسلام، وهذا الرأي نقله شيخ الإسلام ابن تيمية عن الإمام أحمد بن حنبل، وبذلك يكون هذا الرأي هو الرواية الثانية عن الإمام أحمد، وقد تبنى هذا الرأية وأخذ به الشيخ السعدي رحمه الله تعالى.

الرأي الرابع

إنَّ صلاة الغائبِ على الميِّت مشروعةٌ على من ماتَ في بلادٍ ليس فيها من يصلِّي على هذا الميِّت، أمَّا الميِّت الذي قامَ جماعةٌ من المسلمينَ بالصلاةِ عليه فلا يُصلَّى عليه صلاةَ الغائبِ؛ إذ أنَّ الفرضَ الكفائيِّ قد سقط عن كافة المسلمينَ، وإلى هذا الرأي ذهب جماعةٌ من المتأخرينَ، وقد تبنى هذا القولُ شيخ الإسلامُ ابن تيميةَ وتلميذه ابن القيم رحمهم الله.

شاهد أيضًا: البكاء على الميت بدون رفع الصوت جائز

صفة صلاة الغائب على الميت

إنَّ صلاةَ الغائبِ تكونُ عبارة عن أربعِ تكبيراتٍ يكبرها المسلم بعد أن يتوجه إلى القبلةِ وينوي صلاةَ الجنازة، فيقرأ بعد التكبيرة الأولى بأمِّ الكتابِ، وبعد التكبيرة الثانية يأتي بالصلاةِ الإبراهيمية، ثمَّ بعد التكبيرة الثالثة يدعوا للميِّت، أمَّا بعد التكبيرة الرابعة فإنَّه يسلِّم عن يمينه ويساره، وبذلك تكونُ صلاة الغائبِ على الميِّت تمامًا مثل صلاة الجنازةِ على الميِّت الحاضر.[3]

شاهد أيضًا: كيف أصلي صلاة الغائب

صيغ الدعاء في صلاة الغائب على الميت

يجوز للمسلم أم يدعوا بما شاء للميِّت عند الصلاةِ عليهِ، لكن الأفضل له أن يدعوا بما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من صيغٍ، وفيما يأتي ذكر بعض هذه الأدعية:[4]

  • (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ ، وَنَقِّهِ مِنْ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنْ الدَّنَسِ ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ ، وَقِهِ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ).
  • (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا ، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِيمَانِ ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِسْلَامِ ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ ، وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ).

شاهد أيضًا: ما الحكمة من صلاة الجنازة

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام مقال حكم صلاة الغائب على الميت، وفيه تمَّ بيان آراء أهل العلمِ في هذه المسألة، كما تمَّ بيان صفةِ صلاةِ الغائبِ على الميِّت، وفي ختام هذا المقال تمَّ ذكر بعض الأدعية المأثورة التي يدعوا المسلم بها للميِّت في صلاةِ الجنازة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *