حكم صلاة المريض

حكم صلاة المريض

حكم صلاة المريض هو أحد الأحكام المهمّة التي لا بدّ أن يعفها المسلمون، فالإنسان مُعرّض للمرض والتعب في أيّ وقت، فكيف سيقوم حينها بالعبادات التي فرضها الله عليه، كالصلاة والصيام، وما يحتاج إلى بذل جهد من العبادات، وفي هذا المقال سنتحدّث عمّا يخصّ صلاة المريض، عن أحكامها وكيفيتها، وهل يصحّ للمريض ان يقصر الصلوات أو أن يجمعها.

حكم صلاة المريض

في الحديث عن حكم صلاة المريض بشكلٍ عام فهي واجبة، حيث يجب عليه أن يُصليّ الصلوات الخمسة وإن لم يستطع صلاتها في المسجد فيصليها منفردًا، فإن شق عليه أن يصلي كل صلاة في وقتها جمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، جمع تقديم أو تأخير حسب الأرفق به، ولا يقصر الصلاة، ولا تسقط الصلاة عن المريض ما دام العقل موجوداً، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ”[1]، والله تعالى أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم القيام في صلاة الفريضة

كيفية صلاة المريض

بعد معرفة حكم صلاة المريض سنتحدّث عن كيفية صلاة المريض، فقد جعل الله تعالى للمريض رخصًا شرعيًا منها ما يتعلق بالصلاة ومنها ما يتعلق بالصيام، وفيما ياتي سنتحدّث عمّا يتعلق بصلاة المريض، وهي كالآتي:[3]

  • على المريض أن يُصليّ قائمًا أو منحنيًا، ولكنّ إن لم يستطع ذلك فبإمكانه أن يستند على جدار، أو على عصا يحتاجها للثبات في الوقوف.
  • إذا لم يكن المريض قادراً على القيام؛ فيصلّي جالساً؛ فيجلس في موضع القيام، وفي الركوع يكون متربّعًا.
  • إذا لم يتمكّن المريض من الصلاة جالسًا؛ فيصلّي على جنبه الأيمن مع استقبال القبلة، فإن لم يتمكّن من ذلك؛ جاز له أن يصلّي وفق اتجاهه.
  • إذا لم يتمكّن المريض من الصلاة على جنبه؛ جاز له أن يصلّي مستلقياً؛ حيث يجعل قدميه نحو القبلة، ويجتهد في رفع رأسه قليلاً باتجاهها، فإن لم يستطع؛ صلّى كيفما كان.
  • يجب الركوع والسجود على المريض في صلاته إن كان قادرًا عليهما، وإلّا فإنّه يومئ بهما برأسه، ويجعل إيماءه بالسجود أخفض من إيمائه بالركوع، وإن كان قادراً على الإتيان بأحدهما دون الآخر؛ وجب عليه أن يأتي بالقادر عليه.
  • إن لم يتمكّن المريض من الإيماء برأسه للركوع والسجود؛ جاز له أن يومئ بعينيه؛ فيغمضهما قليلاً للركوع، ويغمضهما أكثر للسجود.
  • إذا لم يتمكّن المريض من الإيماء بالعينين أيضًا؛ فيصلّي بقلبه، فيُكبّر ويقرأ، وينوي الركوع والسجود بقلبه. يجب على المريض أن يؤدي كلّ صلاةٍ في وقتها، فإن شقّ عليه ذلك جاز له أن يجمع بين الظهر والعصر، أو بين المغرب والعشاء، جمع تقديمٍ أو تأخيرٍ، ولا يجوز جمع صلاة الفجر بغيرها من الصلوات.

شاهد أيضًا: ما يعوذ به المريض من القران

كيفية وضوء المريض

بعد معرفة حكم صلاة المريض، سنتحدّث عن حالات وضوء المريض، وهي كالآتي:[4]

  • يكون التيمم بأن يضرب الإنسان يديه بالأرض الطاهرة ضربةً واحدةً يمسح بها جميع وجهه، ثم يمسح كفي يديه بعضهما ببعض.
  • يجوز لشخصٍ آخر أن يُيمّم للمريض في حال عدم استطاعته فعل ذلك، فيضرب يديه بأرضٍ طاهرة، ويمسح بهما وجه المريض وكفيه، وكذلك إن كان بإمكان المريض استعمال الماء إلّا أنّه يعجز عن فعل ذلك بنفسه، فيجوز لغيره أن يُوضئه به.
  • يُغسل الجرح بالماء في حال كان موجوداً في أحد أعضاء الطهارة لدى المريض، إلّا إذا كان غسله بالماء يسبّب له الأذى، فحينها يمسحه بالماء مسحًا، وذلك بأن يبلّ يده بالماء، ويمررها على العضو، فإذا كان المسح يؤذيه أيضاً جاز له أن يتيمّم عنه تيمّمًا.
  • يجوز للمريض أن يمسح بالماء على أي عضوٍ مكسورٍ ومشدودٍ بخرقةٍ أو جبس، ولا يلزمه أن يغسله، كما لا يلجأ إلى التيمّم؛ لأنّ المسح يأتي بديلاً عن الغسل في هذه الحالة.
  • يجوز في التيمم أن يتيمّم المريض بالجدار أو بأي طاهر آخر له غبار، فإذا كان الجدار مغلّفاً بشيءٍ أو مادةٍ من غير جنس الأرض فلا يجوز له التيمم به، فالمشترط فيما يُتيمّم به أن يكون له غبار.
  • يجوز للمريض أن يضع شيئاً من التراب في إناء أو على منديل حتى يتيمم به في حال لم يتمكّن من الوصول إلى شيءٍ له غبار كالأرض أو الجدار.
  • لا يلزم المريض أن يتيمّم للصلاة التالية للصلاة التي تيمم لها إذا لم يأتِ بشيءٍ من نواقض الوضوء وبقي على طهارته.
  • يجب على المريض أن يطهّر جسده من النجاسات إن كان قادراً على ذلك، فإن لم يتمكّن بقي على حاله، وتكون صلاته صحيحة ولا حاجة لإعادتها.
  • يجب على المريض أن يؤدي صلاته بملابس طاهرة، فإذا تنجست ملابسه وجب عليه غسلها، فإن لم يكن قادراً على ذلك صلّى على حاله وصلاته صحيحة دون حاجة لإعادتها.
  • يجب على المريض أن يصلي في مكان طاهر، فلو تنجّس مكانه وجب عليه أن يغيّره أو ينظّفه، فإن لم يتمكن من ذلك جاز له أن يصلي فيه، وصلاته صحيحة، ولا تلزمه الإعادة.
  • لا يجوز للمريض أن يؤخر صلاته عن وقتها المفروض لها لعدم قدرته على الطهارة، بل يتطهّر بقدر ما يمكنه، ثم يؤدي الصلاة في وقتها.

شاهد أيضًا: هل حكم صلاة الجماعة واجبة على الرجال

حكم الصلاة جالسًا بلا عذر

بعد معرفة حكم صلاة المريض، سنتحدّث عن حكم الصلاة جالسًا بلا عذر شرعيّ يستوجب ذلك، فمن كان قادرًا على أداء الصلاة قائمًا وصحته جيدة وصلاها وهو جالس، فإنَّ صلاته لا تصح، أي باطلة والسبب في ذلك؛ أنَّ القيام في الصلاة ركن أساسي في الصلاة المفروضة، ولا يصح له الصلاة قاعدًا إلا إن كان مريضًا، أو يؤدي وقوفه إلى زيادة مرضه أو تأخر شفائه.[5]

وهكذا نكون قد عرفنا حكم صلاة المريض، وعرفنا أيضًا كيف يُصلي المريض، وكيف يتم وضوء المريض بالتفصيل، والاحكام الشرعيّة المتعلقة بصلاة المسلم وهو جالس بدون عذر، وما هي الرخص التي أعطاها الله تعالى للمريض في صلاته.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة , الآية 283
  2. ^ al-eman.com , حكم صلاة المريض: , 28-03-2021
  3. ^ islamway.net , كيف يصلي المريض , 28-03-2021
  4. ^ islamway.net , رسالة في كيفية طهارة المريض , 28-03-2021
  5. ^ islamweb.net , أبوهم يصلي في البيت قاعدا بلا عذر ويطعن في الناس , 28-03-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *