حكم طواف الوداع في العمرة

حكم طواف الوداع في العمرة

حكم طواف الوداع في العمرة هو أحد الأحكام الشرعية والفقهية التي لا بدَّ من بيانها وتوضيحها، حيث أنَّ عبادة العمرة هي أحد العبادات العظيمة ذات الفضل الكبير، التي يقصد من خلالها المُسلمون بيت الله الحرام، ويُؤدون فيها عدد من المناسك والأعمال، ومن خلال هذا المقال سنقوم بالتعريف بأحد أعمال العمرة وهو طواف الوداع كما سنقوم ببيان حكمه وكيفيته، بالإضافة إلى ذكر الأشخاص الذين يسقط عنهم طواف الوداع.

حكم طواف الوداع في العمرة

إنَّ حكم طواف الوداع في العمرة مُستحب وليس بواجب، حيث أنَّه لم يرد أي دليل شرعي أو حديث نبوي شريف يُشير إلى وجوب الوادع للمُعتمرين، كما إنَّه ورد أنَّ الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- أمر أن يكون آخر عهد الحجاج هو الوداع ولم يشمل بذلك المُعتمرين، وأيضًا لمَّا اعتمر المعتمرون في الرابع من الحجة تحللوا وخرجوا مع إبلهم ولم يأمره بالوداع، ومن الجدير بالذكر أنَّ العمرة هي عبادة تُقام دائمًا ومتى يشاء المرء في سائر أوقات العام، لذا فإنَّ الأمر فيها واسع ليس فيه تشديد، والله أعلم.[1]

كيفية طواف الوداع في العمرة

أجمع أهل العلم على أنَّ طواف الوداع للمعتمر ليس بواجب، إلَّا أنَّه مُستحب، وإنَّ كيفية طواف الوداع للمعتمر مُشابهة تمامًا لطواف الوداع للحاج حيث يؤدي من خلاله المُعتمر سبع أشواط من الطواف ويُصلي ركعتين، ثم يقوم بمغادرة بيت الله الحرام، وهي بمثابة تحية الوداع التي يُؤديها الحاج أو المعتمر قبل المغادرة، وإنّ العمرة هي عبادة يُمكن أن يقوم بها المُسلم ويُؤديها في سائر أيام العام وليست كعبادة الحج لها وقت مُحدد، لذا فإنَّ أمر طواف الوداع فيها واسع والله أعلم.

حكم طواف الوداع في الحج

إنَّ طواف الوداع في الحج هو أمرٌ واجب على كل حاج يقوم به بعد الانتهاء من النسك وقبل مغادرة مكة المكرمة، وهو مذهب الشافعية والحنابلة والحنفية، فقد وصَّى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الحجاج أن يكون آخر عهدهم طواف البيت، وقد ورد ذلك في عدد من الأحاديث الشريفة منها قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: “لا ينفِرنَّ أحدٌ حتَّى يَكونَ آخرُ عَهْدِهِ الطَّوافَ بالبيتِ”[2]، والله أعلم.[3]

شروط طواف الوداع

إنَّ من أهم الشروط التي يجب توافرها لأداء طواف الوداع هو أن يكون الحاج من أهل الآفاق أي له النية والعزم على السفر ومغادرة مكة المكرمة، أمَّا من كان مُقيمًا في مكة المكرمة، أو كان له النية في الإقامة فيها فليس عليه طواف الوداع، فإنَّ طواف الوداع هو بمثابة إلقاء التحية والوداع لبيت الله الحرام، وإنَّ أهل مكة أو المقيمين فيها ليس عليهم وداع، وكذلك من شروط طواف الوداع التي تخص المرأة هو أن تكون طاهرة من الحيض أو النفاس أثناء أداء الطواف.[4]

من يسقط عنهم طواف الوداع

طواف الوداع هو من الأمور المُستحبة في العمرة والواجبة في الحج، وهو أمرٌ يسقط عن فئتين من الناس هما:[5]

  • الحائض أو النفساء: حيث أنَّه ليس على الحائض أو النفساء أداء طواف الوداع، وليس عليهم دمٌ إذا لم يطوفوا طواف الوداع، إلَّا أنَّه يوجب المرأة إذا طهرت وهي ما زالت في بنيان مكة أن تعود لتؤدي طواف الوداع.
  • المُقيم في مكة: فإنَّ طواف الوداع يكون لمن يُغادر مكة المكرمة، أمَّا من يُقيم فيها فليس عليه وداع.

شاهد أيضًا: ماذا يقال عند بدايه الطواف

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي سلَّط الضوء على التعريف بأحد أعمال الحج والعمرة وهو طواف الوداع، كما بيَّن حكم طواف الوداع في العمرة وبيَّن أنَّ مُستحب وليس بواجب، كما بيَّن حكم طواف الوداع في الحج ووضَّح أنَّه واجب، كما ذكر أهم شروط طواف الوداع، وذكر من هم الناس الذين يسقط عنهم أداؤه.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa , حكم طواف الوداع في العمرة , 27/11/2021
  2. ^ صحيح أبي داود , عبد الله بن عباس، الألباني، 2002، صحيح.
  3. ^ dorar.net , حُكْمُ طوافِ الوَداعِ للحاجِّ والمُعتَمرِ , 27/11/2021
  4. ^ dorar.net , شُروطُ طَوافِ الوداعِ , 27/11/2021
  5. ^ islamway.net , من يسقط عنهم طواف الوداع , 27/11/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *