حكم عمل المرأة في العسكرية

حكم عمل المرأة في العسكرية ، من الأحكام الهامة التي سيتم التعرف عليها في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أن الشريعة الإسلامية حددت العديد من الأحكام المتعلقة بالمرأة وميزتها عن الأحكام المتعلقة بالرجال، فمن المعلوم أن المرأة كلها عورة كما ورد عن بعض العلماء، ولكن هل هذا يمنع من ممارستها لبعض الأعمال؛ كعملها في الجيش والعسكرية، هذا ما سيتم التعرف عليه فيما يأتي.

حكم عمل المرأة في العسكرية

إن حكم عمل المرأة في العسكرية غير جائز في الشريعة الإسلامية؛ لحصول الاختلاط والخلوة وربما إلزامها بعدم الالتزام باللباس الشرعي الذي أمر الله به ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ولوجود الخضوع في القول المنهي عنه، والأدلة على ذلك كثيرة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومنها: قوله تعالى: “وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن”، وورد في حديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت” متفق عليه.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز ان تكون المرأة مأذون شرعي

حكم عمل المرأة في مكان مختلط

اختلف الفقهاء حول حكم الاختلاط في العمل، فمنهم من قال: إن الاختلاط في العمل جائز في حال إجبار المرأة على ذلك، ولكن بشرط أن يكون الاختلاط محكوما بالشرع، فإن هذا الاختلاط لا يتضمن أي مظاهرة أو خضوع في القول بين الجنسين، أو وجود خلوة تامة، أي لا يجوز للرجل والمرأة أن يكونا بمفردهما في مكان العمل، ويمكن قبول فكرة الاختلاط والسماح بها إذا اشتملت بيئة العمل على مساحة كبيرة عدد الرجال مع عدد من النساء وكل منهم يحترم حدود الله فلا حرج، ولكن إذا تخلت هذه الشروط فقد حُرم الاختلاط والله تعالى أعلم وأحكم.

وذهب البعض الآخر من الفقهاء إلى أن الاختلاط بين الجنسين محرم على إطلاقه ودليلهم قوله تعالى في سورة النور: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ}.[2]

حكم عمل المرأة كمدرسة

لا شك أن الإسلام جاء لتكريم المرأة وصونها وحمايتها من ذئاب البشر وحفظ حقوقها ورفع مكانتها وكان على والدها وأقاربها الإنفاق عليها عندما احتاجت إليه، وكان عليها أن تلبس حجاب الغرباء الذين ينظرون إليها خشية أن تكون سلعة رخيصة لا يقدرها الجميع، لكن هذا لا يعني أن تعمل المرأة في مدرسة لا يوجد فيها اختلاط بين الجنسين، مما يعني أنه لا حرج على المرأة أن تكون معلمة فهذا ما أمرت به الشريعة الإسلامية ورغبت فيه؛ فالعلم واجب نشره كما هو حاجة من الحوائج، ودليل ذلك من السنة النبوية الشريفة: عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ” خَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ لَيْلًا، فَرَآهَا عُمَرُ فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: إِنَّكِ وَاللَّهِ يَا سَوْدَةُ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا، فَرَجَعَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، وَهُوَ فِي حُجْرَتِي يَتَعَشَّى، وَإِنَّ فِي يَدِهِ لَعَرْقًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَرُفِعَ عَنْهُ وَهُوَ يَقُولُ: قَدْ أَذِنَ اللَّهُ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَوَائِجِكُنَّ”.[3]

حكم عمل المرأة كممرضة

لا حرج على الفتيات اللاتي يعملن كممرضات، بشرط أن تكون الممرضة في عملها في ظل ضوابط شرعية، بما في ذلك عدم الخلوة مع الغربا ، ولمسهم، وعدم الخضوع بالقول معهم، وعدم الكلام الخارج عن المهنة والتمسك بالحجاب الإسلامي، حيث يعتبر الحجاب حجابا شرعيًا كالذي أمر به الله تعالى والرسول عليه السلام، ولا يضر أن يكون لونه أبيض، فالحجاب لا يشترط أن يكون أسود، وأما التفريق بين العمل بالمستشفى  والنوم فيها فذلك يرجع إلى انضباط الموضوع وفق الضوابط الشرعية، بالنسبة للإسلام والمسلمين، فإن ما ضبطته الشريعة أفضل مما تتضبطه المستشفى ذاتها، وما هو أكثر فائدة للإسلام والمسلمين، لذلك مها كانت المهنة يجب على المرأة أن تكون منضبطة بالضوابط الشرعية التي حُثّ عليها.[4]

شاهد أيضًا: حكم قيادة المرأة للسيارة

إلى هنا نكون قد بينا: حكم عمل المرأة في العسكرية ، بالإضافة إلى العديد من الأحكام المتعلقة بالمرأة ومكانتها في المجتمع.