حكم عيب الطعام والدليل على حكم ذم الطعام

حكم عيب الطعام

حكم عيب الطعام من الأحكام الواجب معرفتها وذلك لأنّ هذه المسألة تتجدّد باستمرار، فالكثير من الناس يقومون بذم الطعام وعيبه ولا يعلمون ما هو ذلك، وبالعموم فإنّ الطعام من نعم الله التي أنعم بها علينا ويجب تعليم الأطفال منذ الصغر ضرورة شكر الله على هذه النعمة وكيفية المحافظة عليها.

حكم عيب الطعام

إنّ عيب الطعام هو أمر مخالف للسنّة، فالطعام هو أحد نعم الله الواجب احترامها وتقديرها وشكر الله عليها، وقد وردت أحاديث عدّة تُبيّن كيفية التعامل مع هذه النعمة، وفيما يأتي بعض المسائل المتعلّقة بحكم عيب الطعام:[1]

هل عيب الطعام من الغيبة

إنّ معنى عيب الطعام أي ذم الأكل كأن يقول الإنسان: مالح، حلو، حامض، قليل ملح، رقيق غليظ، غير ناضج، وما شابه ذلك، وإذا كان يترتّب على ذلك تأذي من قام بإعداد الطعام أو صاحب المطعم الذي تمّ جلب الأكل من مطعمه، وكان العيب الذي وضع في الطعام غير حقيقي فإنّ ذلك قد يُعد من الغيبة التي نهى الشرع عنها، فمن الواجب على الإنسان إذا لم يُعجبه مذاق الطعام أن يُمسك لسانه عن عيبه، اتباعًا لسنّة رسول الله وكي لا يكون مغتابًا ويأثم علي ذلك.[1]

الدليل على حكم ذم الطعام

إنّ حكم عيب الطعام يتضح من خلال الحديث الذي ورد بوصف تعامل رسول الله مع الأكل الذي لا يشتهيه، فقد قال أبو هريرة رضي الله عنه: “ما عَابَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ طَعَامًا قَطُّ، كانَ إذَا اشْتَهَى شيئًا أَكَلَهُ، وإنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ”،[2] وقال إسحاق بن إبراهيم: “تعشيت مرة أنا وأبو عبد الله أحمد بن حنبل , وقرابة له , فجعلنا لا نتكلم , وهو يأكل ويقول : الحمد لله وبسم الله , ثم قال : أكل وحمد خير من أكل وصمت”.[3]

هل يجوز إلقاء بقايا الطعام مع القمامة

ناقش العلماء مسألة إلقاء بقايا الطعام مع القمامة، فقد يزيد بعض الطعام ولا يرغب أحد بأكله فتضطر ربّة المنزل لرميه، ولكنّ هذا التصرّف لا يجوز لأنّه إتلاف للمال بدون حاجة وهذا محظور شرعي ومحرّم، ومن الواجب المحافظة على الطعام الزائد عن الحاجة حتّى يؤكل فيما بعد، كما يمكن رميه للحيوانات والدواب، أو استخدامه بأي أسلوب آخر يُحافظ عليه ولا يكون فيه امتهان لنعمة الله، ويجب تعليم الأطفال منذ الصغر هذه المبادئ وعدم الزيادة في كميات الطبخ أو شراء المأكولات وطلب الأطعمة بكثرة ومبالغة، حيث لا يتمكّن أفراد الأسرة من تناول جميع الطعام الموجود فيضطرون لإلقائه ورميه.[4]

حكم امتهان الطعام

بعد بيان حكم عيب الطعام لا بدّ من الحديث عن حكم امتهان الطعام، ويكون ذلك برميه على الأرض ودوسه بالأرجل وما شابه، وقد نصّ العلماء على كراهة وحرمة وطء الخبز وأنواع الطعام الأخرى بالأقدام، كما أنّ مجرّد رميه على الأرض مكروه أيضًا، وفيما يأتي بيان لأسباب حرمة امتهان الطعام:

  • الطعام نعمة ربّانية عظيمة بها حياة الناس ويجب احترامه والمحافظة عليه.
  • قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إِذَا وَقَعَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَأْخُذْهَا فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى وَلْيَأْكُلْهَا وَلاَ يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ”.[5]
  • المحافظة على الطعام من أنواع شكر النعمة وهذا هو سبيل زيادتها ودوامها.

وبهذا القدر من الحديث نكون قد بيّنا حكم عيب الطعام، وأنّ قول الإنسان عن الأكل مالح وحلو وحامض وغير ذلك على سبيل ذمّه يُعد من عيبه، وهذا ليس من فعل رسول الله، كما بيّنا حكم رمي بقايا الطعام في القمامة وحرمة امتهان الطعام ووجوب احترامه والمحافظة عليه.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , حكم عيب الطعام وهل يعد غيبة للطباخ أو صاحب المطعم
  2. ^ صحيح مسلم , مسلم ، أبو هريرة ، 2064 ، حديث صحيح
  3. ^ kalemtayeb.com , النهي عن عيب الطعام واحتقاره
  4. ^ aliftaa.jo , حكم رمي فضلات الطعام في النفايات
  5. ^ صحيح مسلم , مسلم ، جابر بن عبدالله ، 2033 ، حديث صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *