ما حكم قراءة القران للحائض

حكم قراءة القران للحائض

حكم قراءة القران للحائض هو الموضوع الّذي سيناقشه هذا المقال. فقد جعل الله تعالى أحد خصائص القرآن الكريم، أنّ في تلاوته تعبّدٌ وتقرّبٌ له جلّ وعلا. و كذلك فيها الفضل العظيم والخير الكثير. كما حثّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على قراءة القرآن الكريم في جميع الأوقات. و كذلك نهى عن هجره وترك تلاوته وتدبّر آياته. وإنّ موقع محتويات يساعد على معرفة ما إن كان يجوز للحائض قراءة القرآن الكريم، في شهر رمضان أو غيره. كما يبيّن كيفيّة قراءة الحائض للقرآن. والفرق بين قراءة الحائض والجنب للقرآن الكريم.

ما حكم قراءة القران للحائض

حكم قراءة القران للحائض هو أنّه قد اتّفق العديد من العلماء على جواز قراءة الحائض للقرآن الكريم لكن دون مسّ المصحف. حيث يجوز لها أن تقرأ بالعديد من الطّرق. و لا حرج عليها بذلك ما دامت لا تمسّ بيديها المصحف. وقد أيّد هذا القول الكثير من علماء الأمّة الإسلاميّة ومنهم: شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه والله، و كذلك ابن باز رحمه الله. كما استند مؤيّدوا هذا القول من العلماء بأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لم يكن ينهَ الصّحابيّات في فترة الحيض أو النّفاس عن تلاوة القرآن الكريم. كما يرد دليلٌ في القرآن الكريم نفسه ينهى عن ذلك. وإنّ بعضاً من المسلمين قد يعارضون ذلك لحديثٍ واردٍ ألا وهو: “لا تقرأُ الحائضُ ولا الجنبُ شيئًا من القرآن”.[1]

وإنّ هذا الحديث ضعيفٌ جدّاً وقد أكدّ العلماء على ذلك. حيث لا يجوز الأخذ به أو العمل به. كما لا يجوز نسبه لرسول الله عليه الصّلاة والسّلام، بل احتجّ العلماء المسلمون واستندوا في حكمهم لقراءة القرآن للحائض على حديث رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- حيث قال فيه لعائشة في حجّة الوداع وهي حائض: “افعَلي ما يفعَلُ الحاجُّ غيرَ أنْ لا تطوفي بالبيتِ حتَّى تطهُري”.[2] حيث أنّه -صلّى الله عليه وسلّم- لم ينهاها إلّا عن الطّواف حول الكعبة. ولو أنّ قراءة القرآن للحائض غير جائزةٍ لنهى رسول الله أمّ  المؤمنين عائشة باجتناب قراءة القرآن حتّى تطهر. والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: ما هي الاستحاضة وكم مدتها

كيفية قراءة القرآن أثناء الحيض

قد أجاز العلماء المسلمون قراءة القرآن الكريم وتلاوته للحائض. و كذلك النّفساء. لكن دون أن يمسنّ المصحف الشّريف بأيديهنّ. لكنّ قد ظهرت العديد من الطّرق الّتي تمكّن الحائض أو النّفساء من قراءة القرآن الكريم. ومن هذه الطّرق ما يلي:[3]

  • يمكنها قراءة القرآن من المصحف الإلكترونيّ في الجّوّال أو الحاسوب. فالمصحف الإلكتروني لا يعدّ من المصاحف عند العلماء. لأنّه مجرّد ذبذباتٍ تظهر على الشّاشة ثمّ تختفي.
  • كذلك يمكنها قراءة القرآن الّذي تحفظه. ويمكنها مراجعتها بهذه الطّريقة لكي لا تنساها.
  • يمكنها قراءة القرآن الكريم من كتب التّفسير. فبسبب أنّ كتب التّفسير يغلب فيها التّفسير على الآيات القرآنيّة. لم يعدّها العلماء من المصاحف.
  • كذلك يمكنها قراءة القرآن الكريم من المصحف، لكن دون مسّه بيديها. حيث يمكنها مسّه بحائل كالقفّازات أو القماش وغيره، والله ورسوله أعلم.

الفرق بين قراءة القرآن للحائض والجنب

أفتى العلماء المسلمون بمشروعيّة قراءة القرآن الكريم للحائض، لكن شرط ألّا تمسّ المصحف الشّريف إلّا بحائل. لكنّهم قد أفتوا بعدم جواز قراءة القرآن الكريم للجنب، فما الفرق بين الحائض والجنب في جواز قراءتهم للقرآن الكريم؟ وحسب ما قال أهل العلم، أنّه لم يرد في النّهي عن تلاوة القرآن الكريم للحائض أيّ دليلٍ، لا من القرآن الكريم ولا من السّنّة الشّريفة. أمّا قراءة القرآن الكريم فقد نهى الإسلام عنها بصريح العبارة، حيث ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان لا يقرأ القرآن إلّا عندما يغتسل من الجنابة، وثبت ذلك في الحديث الشّريف عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: “كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يحجُبُه عن قراءةِ القُرآنِ ما خلا الجنابةَ”.[4]

وسبب اختلاف الأحكام هو أنّ مدّة الحيض أو النّفاس تطول حيث أنّ الحائض يفوتها الكثير من الأجر ويضيع وقتها دون فائدة، ولا يمكنها الاستفادة غلّا إذا قرأت القرآن الكريم دون مسّ المصحف، أو قضاء الوقت بالذّكر، أمّا الجنب فبمجرّد زوال موجب الجنابة، يستطيع المسلم أو المسلمة الاغتسال واستئناف العبادات كالصّلاة وقراءة القرآن حيث لا تطول مدّته كالحيض، وهذا ما أكدّه العلماء والله أعلم.[5]

حكم مسّ المصحف من قبل الحائض

إنّ الحيض يعدّ في الإسلام من الحدث الأكبر الّذي يوجب الاغتسال على المسلمة، لتكون طاهرة، فلا يجوز لها مسّ المصحف لورود دليلين أوّلهما من  القرآن الكريم، فقد قال الله تعالى في محكم تنزيله: {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}.[6] وثاني الأدلّة من السّنّة النّبويّة المباركة، وهو قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لا يمسُّ القرآنَ إلا طاهرٌ”.[7] لكن قد يجوز لها مسّه لحاجاتٍ ضروريّة، كنسيانها لبعض الآيات الّتي تحفظها، فتمسّه بحائلٍ، كأن تلبس قفّازاتٍ أو تمسّه بقماشٍ أو غيرهما من الحوائل، فتراجع ما نسيته، ثمّ تتركه، والأفضل والأصحّ لها أن تراجع من المصحف الإلكترونيّ أو أن يراجع أحدٌ ما لها.[8]

قراءة القرآن للحائض في رمضان

قد سبق وذكر أنّ الإسلام قد شرّع قراءة القرآن الكريم للحائض، حيث لم يرد دليلٌ من القرآن الكريم أو السّنّة ينهى المرأة الحائض عن ذلك، ويمكنها القراءة بالعديد من الطّرق الّتي لا تضطّر فيها لمس المصحف الشّريف، فذلك ممنوع عليها ومحرّم، حيث يمكنها القراءة من المصحف الإلكترونيّ أو كتب التّفسير. وهذا الحكم يشمل جميع الأوقات والأزمان، حيث يجوز لها قراءة القرآن في رمضان وهي حائض، ولا حرج بذلك عليها، ففي رمضان وقتٌ مباركٌ وأجور مضاعفةٌ، وعندما تكون المرأة حائضاً يفوتها الكثير من الأجر بانقطاعها عن عبادتي الصّيام والصّلاة، فتغتنم الوقت بالذّكر وقراءة القرآن الكريم، لكن دون مسّ المصحف، ويكتب لها الأجر بذلك بإذن الله تعالى، والله أعلم.[9]

حكم قراءة القرآن للحائض من الجوال

جاز عند أغلب العلماء المسلمين أن تقرأ المسلمة القرآن الكريم أثناء فترة حيضها، حيث أجازوا لها ذلك بالعديد من الطّرق، وقد ذكت الطّرق سابقاً، ومن بين هذه الطّرق قراءتها القرآن الكريم من الجوال، أي تقرأ من المصحف الإلكترونيّ الموجود على ذاكرة الجوال، وجاز لها ذلك لأن المصحف الإلكترونيّ لا يصنّف كالمصاحف الحقيقيّة، فهو عبارةٌ عن ذبذباتٍ وأمواجٍ إلكترونيّة، تظهر على شاشة الجوال ومحفوظةٌ في ذاكرته الإلكترونيّة، وتختفي هذه الذّبذبات عند إغلاق المصحف الإلكتروني. فيجوز لها القراءة منه وحمل الجوال أثناء القراءة، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز قراءة القران للجنب

حكم قراءة القران للحائض مقالٌ في ختامه وجب التّنويه إلى وجوب عدم انقطاع المسلم أو المسلمة عن تلاوة القرآن الكريم. ففيها فضلٌ عظيمٌ وخيرٌ كثير. و قد ذكر المقال الكيفيّة لقراءة القرآن للحائض دون أن تمسّ المصحف الشّريف، لورود الأمر بالنّهي عن ذلك، كما ذكر أحكاماً عديدةً تتعلّق بقراءة القرآن للحائض وطرقها الجائزة.

المراجع

  1. ^ شرح البخاري لابن عثيمين , ابن عثيمين/عبدالله بن عمر/495/1/ضعيف
  2. ^ صحيح ابن حبان , ابن حبان/عائشة أم المؤمنين/3835/أخرجه في صحيحه
  3. ^ islamweb.net , قراءة الحائض القرآن من كتب التفاسير أو ذاكرة المحمول , 27/03/2021
  4. ^ صحيح ابن حبان , ابن حبان/علي بن أبي طالب/799/أخرجه في صحيحه
  5. ^ binbaz.org.sa , حكم قراءة القرآن للمحدث حدثاً أصغر والجنب والحائض والنفساء , 27/03/2021
  6. ^ سورة الواقعة , الآية 79
  7. ^ مجموع فتاوى ابن باز , ابن باز/عمرو بن حزم/343/42/إسناده جيد
  8. ^ dorar.net , قراءة القرآن، ومسُّ المصحف، وذِكر الله , 27/03/2021
  9. ^ islamweb.net , حكم قراءة الحائض القرآن عن طريق الحاسوب المحمول , 27/03/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *