حكم قول منحت الطبيعة اسباب الحياة على الارض

حكم قول منحت الطبيعة اسباب الحياة على الارض

حكم قول منحت الطبيعة اسباب الحياة على الارض ، من الأسئلة الواردة في المناهج الدراسية، ولا سيّما في باب التوحيد، فالتوحيد في اللغة هو مصدر الفعل وحّد، أيّ جعل الشيء واحدًا، ولا يتحقق التوحيد إلّا بإثبات أو نفي، وذلك بنفي الحكم عن ما سوى الموحد، أو بإثباته له، فيقال مثلًا أنّه لا يتمّ التوحيد للإنسان إلّا بشهادته أن لا إله إلا الله، فبذلك ينفي ألوهية ما سوى الله تعالى، ويكون قد أثبتها لله تعالى وحده، وبحسب ما جاء به العلماء فالتوحيد ثلاثة أقسام وهم توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.

حكم قول منحت الطبيعة اسباب الحياة على الارض

إنّ حكم قول منحت الطبيعة اسباب الحياة على الارض غير جائز في الشريعة الإسلامية، فقوله أحدثت الطبيعة، أو فعلت الطبيعة هذا غلط، الطبيعة ما هي شيء، الطبيعة صفات من صفات الناس، كل له طبيعة، الماء له طبيعة، والنار له طبيعة، والإنسان له طبيعة، فالطبيعة صفة قائمة بغيرها ليس لها،  ولكنه من جهل الجهلاء والتقليد الأعمى، هذا جاهل وهذا مقلد، وليس هناك طبيعة تفعل شيئًا، إنما هي صفات قائمة بالموصوف، فطبيعة النار الإحراق، وطبيعة الماء الميوعة، وطبيعة الإنسان كذا، وطبيعة الحيوان الآخر كذا، وهكذا كل له طبيعة تخصه، الله جل وعلا جعله عليها وخلقه عليها، والخلاق هو الله وحده، هو الخلاق العليم جل وعلا أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ، اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ  فليس هناك شيء غير الله يخلق، لا طبيعة ولا غير طبيعة، فالطبيعة صفات قائمة بمن هي طبيعة له، وهذا جار على ألسنة كثير من أهل الباطل من الملاحدة، ويقلدهم غيرهم من الجهلة.[1]

شاهد أيضًاهل يكفي الايمان ببعض اصول العقيدة الاسلامية مع التعليل

حكم مقولة غضب الطبيعة التي تذكر في بعض الأفلام الوثائقية

لا حرج في مشاهدة الأفلام الوثائقية الخالية من الامور المخلة بالشريعة الإسلامية المحظورة إذا كانت لا تلهي عن الواجب ، ولكن لا يجوز أن تنسب إلى الطبيعة شيء من الغضب والكلام والتبرع ، ولو كان مجازا. ولأن هذا يشبه الملحد وخداع صحة أقوالهم ، فإن الملحد ينسب أفعال الخالق والخالق إلى الطبيعة ، وهذا كفر لا ريب فيه. بما أمره الله به أن يلقي به أو يهدم أو أي شيء آخر، كما قال: (فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)، وقال سبحانه: (وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ * فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).

وقد أدب الله عباده المؤمنين بترك موافقة أهل الباطل في كلماتهم، فقال: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، وقال ابن كثير رحمه الله: “نهى الله تعالى المؤمنين أن يتشبهوا بالكافرين في مقالهم وفعالهم، وذلك أن اليهود كانوا يعانون من الكلام ما فيه تورية لما يقصدونه من التنقيص -عليهم لعائن الله- فإذا أرادوا أن يقولوا: اسمع لنا، يقولون: راعنا، يورّون بالرعونة، كما قال تعالى: (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا)، وكذلك جاءت الأحاديث بالإخبار عنهم، بأنهم كانوا إذا سلموا إنما يقولون: السام عليكم، والسام هو: الموت، ولهذا أمرنا أن نرد عليهم بـ “وعليكم”، وإنما يستجاب لنا فيهم، ولا يستجاب لهم فينا.[2]

هل يجوز قول هذا غضب من الله

قد بين الله -عز وجل- في القرآن أنه يغضب على العاصين من الكفار والمنافقين ونحوهم، وجاء في السنة النبوية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: “من لم يسأل الله يغضب عليه”، وقد غضب الله على اليهود لما علموا ولم يعملوا بعلمهم، فقال تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}، وفي سنن أبي داود عن الشريد بن سويد قال: “مر بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا جالس هكذا، وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري، واتكأت على ألية يدي، فقال: أتقعد قعدة المغضوب عليهم، والمراد بالمغضوب عليهم اليهود، وقال تعالى في شأن الزوجة الزانية التي يلاعنها زوجها: {وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ}، وقال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}.[3]

شاهد أيضًا: اسماء سورة التوبة وعدد آياتها

إلى هنا نكون قد بينا حكم قول منحت الطبيعة اسباب الحياة على الارض ، حكم مقولة غضب الطبيعة التي تذكر في بعض الأفلام الوثائقية، بالإضافة إلى حكم جواز إثبات صفة الغضب إلى الله تعالى.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa , حكم قول هذا الشيء فعلته أو أحدثته الطبيعة , 23-02-2021
  2. ^ islamqa.info , حكم مقولة غضب الطبيعة , 23-02-2021
  3. ^ islamweb.net , الغضب صفة ثابتة لله , 23-02-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *