حكم مظاهرة الكفار على المسلمين

حكم مظاهرة الكفار على المسلمين

حكم مظاهرة الكفار على المسلمين من الأحكام الشرعية الهامة، فعقيدة الولاء والبراء من أعظم أصول ملة الإسلام، ولهذا كثرت الأحاديث والآيات التي تحدثت عنه، فبها يبنى الإسلام ويرتفع، وبضده تنهدم الشريعة وتضيع، وفي هذا المقال سنوضح أنواع مولاة الكفار ومالها من مسميات مختلفة، كما سنوضح حكمها، وحكم مظاهرة الكفار على المسلمين مع الاستدلال على ذلك من كتاب الله عز وجل.

أنواع موالاة الكفار

هناك نوعان لموالاة الكفار وتختلف باختلاف الحال؛ فهي على مراتب؛ منها ما هو كفر وردَّة، ومنها ما هو دون الردة وفيما يلي تفصيل ذلك:[1]

  • الموالاة الصغرى: وهذا النوع من الموالاة لا يخرج صاحبه من الملة، ولكنه خطير، ومن أمثلته: أن يتم رفع الكفار فوق منزلة المسلمين، وزيارتهم مؤانسة لا دعوة، وأن يهنئهم المسلم بأعيادهم، وجعلهم رؤساء، ونحو ذلك، ولم يسمى هذا النوع “بالموالاة الصغرى” للاستهانة بقدره، ولكن للتفريق بينه وبين الموالاة الكبرى.
  • الموالاة الكبرى: وهي الموالاة المخرجة من الملة، فهي التي يكون صاحبها كافرًا مرتدًّا حلالَ الدم والمال، ومن أمثلته: رغبة انتصار الكفار على المسلمين، والرضا بأفعالهم، وعدم اعتقاد كفرهم أو الشك في ذلك، أو اعتقاد صحة مذهبهم، أو التشبه المطلق بهم، أو مظاهرة الكافرين ومعاونتهم على المسلمين.

وللموالاة الكبرى، والموالاة الصغرى أسماء أخرى منها: “تولي، وموالاة” أو “موالاة عامة مطلقة، وموالاة خاصة”، أو “الموالاة المطلقة، ومطلق الموالاة”، وقد استخدمت هذه المصطلحات للتفريق بين الموالاة التي يكفر صاحبها من الملة، وبين ما دون ذلك مما لا يُخرِج من الملة.

حكم مظاهرة الكفار على المسلمين

إن المقصود بمظاهرة الكفار على المسلمين هو: أن يكون المسلم ظهيرًا ونصيرًا وعونًا للكفار ضد المسلمين، فينضم إليهم، ويدافع عنهم بالمال والسنان والبيان، فحكم مظاهرتهم على المسلمين كفر أكبر ويناقض الإيمان، ويخرج صاحبة من الملة، لقوله -جل وعلا-: “وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ”،[2]، ومظاهرة الكفار نوع من أنواع الموالاة لهم، وهي خيانة لله وللرسول -صلى الله عليه وسلم- تستحق غضب الله على من يواليهم فقد قال -عز وجل-: “تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ”،[3] وهو إخلال بعقيدة الولاء والبراء، وقد أوجب الله -تعالى- معاداة الكفار، فالولاء يكون للإيمان وأهله، والبراء يكون من الشرك وأهله، وبه يقوم أساس الشريعة ويرتفع الإسلام وأهله وبضده ينهدم الإسلام.[1]

شاهد أيضًا: الفرق بين الكفر والشرك .. أنواع الكفر والشرك

بينا في هذا المقال أن حكم مظاهرة الكفار على المسلمين هو الكفر الذي يناقض الايمان، و يخرج صاحبه من الملة، وذكرنا أنواع الموالاة للكفار وهي نوعان: فمنها ما هو كفر أكبر ومخرج من الملة وهي الموالاة الكبرى، ومنها ما هو غير مخرج من الملة وهي الموالاة الصغرى.

المراجع

  1. ^ alukah.net , مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين (1) , 2021-1-18
  2. ^ سورة المائدة، آية 51.
  3. ^ سورة المائدة، آية 80.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *