حكم من اتى كاهنا او عرافا فسأله ولم يصدقه

حكم من اتى كاهنا او عرافا فسأله ولم يصدقه

حكم من اتى كاهنا او عرافا فسأله ولم يصدقه، هو أحد الأحكام التي لا بدّ أن يعرفها المسلمون، فإتيان العرافات والعرافين شائع بين الناس، منذ القديم، فيقدم عليهم الناس ليعرفوا الماضي ويعرفوا ما هو آتٍ في المستقبل، ولكنّ ما حكم ذلك في الإسلام، ذلك ما سنعرفه في هذا المقال، وما حكم من أتي كاهنًا من باب الفضول، أو مع التصديق.

الفرق بين العراف والكاهن

قبل أن نعرف ما حكم من اتى كاهنا او عرافا فسأله ولم يصدقه، سنتعرّف الفرق بين العراف والكاهن، وفي هذا قولين للعلماء أولهما أنّه لا فرق بين العرّاف والكاهن، وأنّهما مترادفان في معنىً واحد وحالةٌ واحد، وثانيهما من العلماء الذي قالوا بالفرق بين الكاهن والعرّاف فقالوا أنّ العرّاف هو من زعم المعرفة بأمور الماضي وما حصل من الأمور، وذلك بمقدمات وأسباب يستدل بها على الماضي، كأمور السرقة مثلًا ونحو ذلك، أمّا الكاهن فهو ذاك الذي يخبّر عمّا ما سيحصل في المستقبل ويزعم بمعرفته جميع الأخبار، كما يدعي بعض الكهنة أنّه على اتصال بالشياطين والجنّ.[1]

حكم من اتى كاهنا او عرافا فسأله ولم يصدقه

في الحديث عن حكمِ من أتى كاهنًا او عرافًا فسأله ولم يصدقُه فهو حرام ولا يصحّ، كما أنّها كبيرة من الكبائر، ومن فعل ذلك لم تقب منه صلاة أربعين ليلة كما جاء في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “من أَتَى عَرَّافًا فسأله عن شيءٍ، لم تُقْبَلْ له صلاةٌ أربعينَ ليلةً”[2]، ومعنى ذلك أنّه من أتى عرافًا وإن لم يكن مُصدقًا له فقد حُرم من الثواب أربعين ليلة كقوبة له على تلك المعصية التي قام بها وهي حرام، ولا بدّ من تعزيره أو تاديبه حتّى يقلع عن هذا الباطل المُنكر.[3]

حكم سؤال الكاهن والعراف ليقيم عليهم الحجة

بعد معرفة حكم من اتى كاهنا او عرافا فسأله ولم يصدقه وبأنّه حرام، فما حكم من سأل عرافًا او كاهنًا في سبيل إقامة الحجة عليه، وهو مباح فلا بأس بالمسلم إذا شهّر بالكاهن وزمرته وبين كذب الكهنة والعرافين وأقام الحجة ببطلان ما يدعون وينكر فعلهم بذهابه إلى مكانهم، بل إنّ بعض العلماء قالوا بوجوب ذلك إذا ما استطاع المسلم إليه سبيلًا، وهو من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان ذلك بدليل حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَاذَا تَرَى؟” قَالَ ابنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وكَاذِبٌ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:”خُلِطَ عَلَيْكَ الأمْرُ؟” قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “إنِّي قدْ خَبَأْتُ لكَ خَبِيئًا”، قَالَ ابنُ صَيَّادٍ: هو الدُّخُّ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:”اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ”[4]، والله تعالى أعلم.[5]

حكم من اتى كاهنا او عرافا فسأله مع تصديقه

بعد معرفة حكمِ من أتى كاهنًا او عرافًا فسأله ولم يصدقُه، ولكنّ ما حكم من أتى الكاهن مع تصديقه، وهناك اختلاف بين العلماء مستندين على أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدَّقه بما يقول؛ فقد كفر بما أُنزِلَ على محمدٍ”[6]، وظاهر الحديث يشير إلى كفر من صدق كلام الكهنة والعرافين، وبعض العلماء قد قال أنّه كفر أصغر، وهو لا يخرج من فعله من ملّة الإسلام، وبعض العلماء قالوا ليس من جزمٍ في القول أهو كفرٌ أصغر أم أكبر، والأرجح أنّه كفر أكبر فقد صدق دعوى الكاهن في معرفته لعلم الغيب، أمّا في حال تصديقه واحدة مثل شي يتعلق بمرض أو دراسة أو غيرها فيُعدّ كفرًا أصغرًا، والله أعلم.[7]

وهكذا نكون قد عرفنا الفرق بين العراف والكاهن، وأجبنا عن السؤال حكم من اتى كاهنا او عرافا فسأله ولم يصدقه، أو مع تصديقه، وعرفنا حكم سؤال الكاهن والعراف ليقيم عليهم الحجة.

المراجع

  1. ^ alukah.net , الفرق بين السحر والكهانة والتنجيم والعرافة وحكم كل منها , 12-03-2021
  2. ^ صحيح مسلم , بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم،مسلم،2230،حديث صحيح
  3. ^ islamway.net , حكم من أتى كاهناً ولم يصدقه رابط المادة: http://iswy.co/e42il , 12-03-2021
  4. ^ صحيح البخاري , عبدالله بن عمر،البخاري،3055،صحيح
  5. ^ al-maktaba.org , كتاب عالم الجن والشياطين , 12-03-2021
  6. ^ المهذب , أبو هريرة،الذهبي،6/3228،إسناده صحيح
  7. ^ binbaz.org.sa , حكم الذهاب إلى الكهنة والعرافين , 12-03-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *