حكم من سلم تسليمة واحدة في الصلاة

حكم من سلم تسليمة واحدة في الصلاة

حكم من سلم تسليمة واحدة في الصلاة من الأحكام الفقهية التي يجب على كل مسلم ومسلمة أن يكون فاهماً واضحاً لأمور دينه، فالصلاة ركن رئيس من أركان الدين، ومن ثبتها أقامها، ومن هدمها هدم الدين، والصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وقد جاء بعد الشهادتين، وفيما يلي سنتعرف على تعريف الصلاة، وبعض الأحكام الفقهية المتعلقة فيها.

تعريف الصلاة

عرفت الصلاة في قواميس اللغة العربية بأنها الدعاء، وهب ركن من أركان الإسلام الخمسة، وقبلها الشهادتان، وبعد ذلك كان الصوم والزكاة وحج البيت لمن استطاع الوصول إليه دَينٌ وواجب، وإن تركه من الكسل فهو فاسق، ولا بُدّ أن يعترف بوجوبها، ووجبت الصلاة في البداية خمسين صلاة في النهار والليل، ولكن خُففت إلى خمسين صلاة رحمة بالعباد.

شاهد أيضًا: حكم التقدم على الإمام في الصلاة

حكم من سلم تسليمة واحدة في الصلاة

إن حكم التسليمة الأولى ركنٌ من أركان الصلاة لا يُمكن للمسلم الخروج من الصلاة إلَّا بها، وهذا ما ذهب إليه الجمهور من الشافعية والمالكية والحنابلة، ودليل ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “مِفتاحُ الصَّلاةِ الطُّهورُ ، وتحريمُها التَّكبيرُ ، وتحليلُها التَّسليمُ ، ولا صلاةَ لمن لَم يَقرأ بالحمدُ وسورةٍ ، في فريضةٍ أو غيرِها”، وأما التسليم الثاني فهو سنة مستحبة عند الإمامين مالك والشافعي، وهو رواية عن الإمام أحمد، ودليلهما في ذلك أن دخول الصلاة بتكبير واحد أيضًا كإخراجها بتسليم واحد، كما كان المهاجرون يتركون الصلاة بتسليم واحد، وقال الحنابلة إن التسليم الثاني ركن من أركان الصلاة، ودليلهم على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “و إنما يكفي أحدَكم أن يضعَ يدَه على فخذِه ، ثم يسلِّمُ على أخيه من على يمينِه و شماله”، وقد خالف الحنفية في ذلك حيث يرون أن التسليم الثاني ركن من أركان الصلاة.[1]

إذا سلم الإمام تسليمة واحدة هل يجوز للمأموم أن يسلم تسليمتين

لا ينبغي للإمام أن يكتفي بتسليم واحد في الصلاة؛ لأن التسليم الثاني مستحب، والقيام به أفضل بل ذهب الإمام أحمد وبعض المالكية إلى وجوبها، وأن الصلاة لا تصح بدونها، وقد ذهب جمهور العلماء إلى أن التسليم الثاني سنة مستحبة، وبحسب الجمهور: التقيد بتسليمة واحدة لا يبطل الصلاة، وإذا سلم الإمام تسليمة واحدة فلا حرج على من يصلي خلفه أن يسلم الثانية؛ لأن ذلك أكمل وأحذر، واجتناب الاختلاف مع من يلزمه، وقد قال النووي رحمه الله: “الصحيح في مذهبنا أن المستحب أن يسلم تسليمتين , وبهذا قال جمهور العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم حكاه الترمذي والقاضي أبو الطيب وآخرون عن أكثر العلماء”.[2]

شاهد أيضًا: ماذا يفعل من فاتته الصلاة ناسيا

حكم التسليم على اليسار في الصلاة

لا بُدّ من تسليم التسليمتين على اليمين وعلى اليسار، لما روى ابن مسعود قال: “رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسلم حتى يرى بياض خده عن يمينه ويساره. وعن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: إنما يكفي أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على أخيه من على يمينه وشماله”، وإذا خالف المصلي التسليمتين عن يمينه أو عن يساره، أو الأول عن يساره، والثاني عن يمينه، صحت صلاته، وقد فاته الفضل، وقوله: عن يمينه وعن يساره يشرع الاستسلام يمينه ثم يساره، قال النووي: إذا ألقى التحية إلى يمينه أو يساره أو مقابله أو الأولى عن يساره والثانية عن يمينه تصح صلاته وتسلم عليهما ولكن فاته فضل الكيفية.[3]

حكم الاقتصار على تسليمة واحدة

إن بعض أهل العلم أباحوا الاكتفاء بسلام واحد، إذ روى أحمد عن عائشة رضي الله عنها في وصف صلاة الوتر لرسول الله صلى الله عليه وسلم: “… ثُمَّ يَجلس فيتشهَّد ويدعو، ثُمَّ يُسلّم تسليمةً واحدة: السَّلام عليْكم، يَرفع بها صوتَه حتَّى يوقظَنا”، وحقيقة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد تحرر من الصلاة بسلام واحد، فهذا يدل على دلالة واضحة على أن التسليم الثاني ليس بواجب، لأنه لو كان واجبًا لما برأ النبي منه ترك، لما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بسلام واحد، وقد قال النووي:”مذهبُنا الواجب تسليمةٌ واحدة ولا تَجِبُ الثَّانية، وبهذا قال جمهور الفقهاء.[4]

شاهد أيضًا: الصلاة التي لا حد لأكثرها هي صلاة

الأفضل للمصلي أن يأتي بالتسليمتين

اختلف الفقهاء في حكم التسليم الثاني، حيث قال بعضهم: التسليمة الثانية واجبة؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان وصيا عليها، ويجب أن نصلي كصلاة النبي ، ودليل ذلك ما رُوي عن أحمد ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: السلام عن يمينه ويساره: حتى يرى بياض خده، وقال الرأي الثاني: لا يجب، وعلى ذلك تصح صلاة المسلم إذا اكتفى بسلام واحد والدليل على ذلك: ما رواه الترمذي والحكيم من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم في الصلاة على وجهه قليلا إلى الجانب الأيمن.[5]

حكم الالتفات في التسليم في الصلاة

قال جمهور العلماء بأن كلمة السلام عليكم ركن من الصلاة في التسليمة الأولى، وذهب الحنفية إلى أن ذلك واجب وليس الخروج من الصلاة بالسلام أي أنه ليس بركن، ويكون غير ذلك من كل عمل أو يقول مخالفًا للصلاة، ويكون القيام بذلك كان عليه صلاته إذا لم يتلفظ بالسلام، قال الكاساني في بدائع الصنائع: لفظة السلام ليست بفرض عندنا ولكنها واجبة، ومن العلماء من أطلق اسم السنة عليها وأنها لا تنافي الوجوب لما عرف، وعند مالك والشافعي فرض حتى لو تركها عامدا كان مسيئا ولو تركها ساهيا يلزمه سجود لسهو عندنا، وعندهما لو تركها تفسد صلاته.

شاهد أيضًا: حكم التسليمة الثانية

إن حكم من سلم تسليمة واحدة في الصلاة كان موضوع هذا المقال، فمن المعلوم أن الصلاة تتضمن أركان وواجبات وهيئات وغيرها، وقد تبين أن التسليمة الأولى ركن رئيس من أركان الصلاة، وأما بالنسبة للتسليمة الثانية فهي من المستحبات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *