حكم التسليمة الثانية .. حكم الاقتصار على تسليمة واحدة في الصلاة

حكم التسليمة الثانية

حكم التسليمة الثانية من الأحكام الفقهيّة التي يجب على كُلّ مُسلمّ ومُسلمةٍ أن يكونوا على بيّنةٍ واضحةٍ من أمور دينهم، فالصّلاة هي عمادُ الدّين، من أقامها فقد أقام الدّين، ومن هدمها فقد هدم الدّين، والصّلاة هي الرّكن الثاني من أركان الإسلام، وقد جاءت بعد الشّهادتين، وفيما يلي سنتعرّف على تعريف الصّلاة، وبعض الأحكام الفقهيّة المُتعلّقة بالصّلاة.

تعريف الصلاة

عُرّفت الصّلاة في معاجم اللغة العربيّة بأنّها تعني: الدُّعاء، وأمّا في اصطلاح الفقهاء فقد عُرّفت بأنّها: أقوال وأفعالٌ مخصوصة مُفتتحةٌ بالتّكبير ومُختتمةٌ بالتّسليم، والصّلاة ركنٌ رئيس من الأركان التي يجب أن تقوم عليها حياة المرء، فالحياة دون صلاة ليست بحياة، وهي الرّكن الثّاني من أركان الإسلام الخمسة، جاء قبلها الشّهادتان، وبعدها كان الصّوم، والزّكاة، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا، وأما تارك الصّلاة فهو بين أمرين: الأمر الأول: الكُفر، والثّاني: الفُسُوق، فإذا ترك الصّلاة جُحودًا بفضلها، وإنكارًا بوجودها؛ فهو كافرٌ؛ لأنّه أنكر معلومًا من الدّين بالضَّرُورة، وأمّا إن تركها تكاسُلًا؛ فهو فاسق، ولكنّه اعترف بوجوبها، وقد فُرضت الصّلاة أوّل ما فُرضت خمسين صلاةً في اليوم والليلة، وقد سأل النبي-صلى الله وسلّم- ربّه التخفيف، فصارت خمس صلوات في اليوم والليلة في الأداء، ولكن في الفضل خمسون.

شاهد أيضًا: ماذا يفعل من فاتته الصلاة ناسيا

حكم التسليمة الثانية

ذهب الإمام ابن باز على أن الصّحيح أن التّسليمة الثانية واجبة، وذلك لأنّ النبي-صلى الله عليه وسلّم- حافظ عليها، فكان يُسلّم عن يمينه وعن يساره، وذهب الأكثرون إلى أن التّسليمة الثانية سّنّة، وقد رجّح الإمام ابن باز أنّها ركن أو فرض، فقد حافظ النبي عليها، وقد روي عنه أنه قال:” صلُّوا كما رأيتموني أُصلّي”، وقد ذهب الأئمة الأربعة أن التّسليمة الأولى هي الواجبة، والتّسليمة الثّانية غير واجبة، وورد عن الحنابلة في أحد المذهبين بأنّ: التسليمتين ركن من أركان الصّلاة، والمذهب الثّاني: على أن التسليمة الثانية سنة.[1]

شاهد أيضًا: حكم التقدم على الإمام في الصلاة

حكم الاقتصار على تسليمة واحدة

أجاز بعض العلماء الاكتفاء بتسليمةٍ واحدةٍ، وذلك لما ورد عن روى أحمدُ عن عائشة رضي الله عنها في صِفة صلاة وِتْر رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قالتْ: “… ثُمَّ يَجلس فيتشهَّد ويدعو، ثُمَّ يُسلّم تسليمةً واحدة: السَّلام عليْكم، يَرفع بها صوتَه حتَّى يوقظَنا”، وكون النبي-صلى الله عليه وسلّم- قد تحلّل من الصّلأاة بتسليمةٍ واحدةٍ، فهذا يدُل دلالةً واضحةً على أن التّسليمة الثّانية ليست واجبة، لأنّها لو كانت واجبة لم تحلّل النبيّ منها، فلو كان تحليل الصّلاة لا يكون إلا إذا سلّم الرّجل عن يمينه وعن يساره، لما اكتفى النبي -صلى الله عليه وسلّم- بتسليمةٍ واحدةٍ، وقد قال النووي:”مذهبُنا الواجب تسليمةٌ واحدة ولا تَجِبُ الثَّانية، وبهذا قال جمهور الفقهاء.[2]

شاهد أيضًا: الصلاة التي لا حد لأكثرها هي صلاة

الأفضل للمصلي أن يأتي بالتسليمتين

اختلف الفقهاء في حكم التّسليمة الثّانية، فالبعض قال بأن التّسليمة الثّانية واجبة، وذلك لأنّ النبي-صلى الله عليه وسلّم- كان مُحافظًا عليها، ويجب علينا أن نُصلّي كهيئة صلاة النبيّ، والمُتكرّر ثبوته عن النبي أنه كان يأتي بالتّسليميتن، والدّليل على ذلك:ما روى أحمد ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه و يساره: ” السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم ورحمة الله ” حتى يرى بياض خده، والرأي الثاني قال بأنها ليست واجبة، وعلى ذلك فصلاة المُسلم صحيحة إذا ما اكتفى بتسليمة واحدة، والدّليل على ذلك:ا رواه الترمذي والحاكم من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم في الصلاة تسليمة واحدة تلقاء وجهه ، يميل إلى الشق الأيمن شيئاً .[3]

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرُّف على حكم التسليمة الثانية ، وما هو تعريف الصّلاة في اللغة العربيّة، وفي اصطلاح الفقهاء، وما الحكم الشرعيّ إذا ما ترك المسلم التّسليمة الثّانية، وهل الصّلاة تكون صحيحة دون التّسليمة الثّانبة، وما الأفضل للمصلّي أن يُسلّم تسليميتن أم يُسلّم تسليمة واحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *