كم عدد مصارف الزكاة

كم عدد مصارف الزكاة

كم عدد مصارف الزكاة هو سؤال يكثر دورانه على ألسنة المسلمين الحريصين على أداء حق الله -تعالى- في أموالهم من خلال أداء الزكاة ثالث الأركان في الإسلام، وفي هذا المقال عبر موقع محتويات سيكون هنالك إضاءة سريعة على مفهوم الزكاة ومصارفها في الإسلام وأخيرًا سيكون هنالك وقفة مع شروط المال الواجبة فيه لكي تحق عليه الزكاة.

الزكاة

إنّ الزكاة في اللغة هي النمو والزيادة، ومن ذلك قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “العلم يزكو بالإنفاق”، ومن معاني الزكاة كذلك في اللغة الصلاح، ومن ذلك قوله تعالى: {فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا}،[1] وقوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}،[2] وقيل سمّيت الزكاة بذلك لأنّها تطهّر المال وتصلحه وتنميه وتطهّر صاحب المال كذلك، وأمّا معنى الزكاة في الاصطلاح الشرعي فهي اسم “يُطْلَقُ عَلَى أَدَاءِ حَقٍّ يَجبُ فِي أَمْوَالٍ مَخْصُوصَةٍ، عَلَى وَجْهٍ مَخْصُوصٍ وَيُعْتَبَرُ فِي وُجُوبِهِ الْحَوْل وَالنِّصَابُ”، وفيما يلي وقفة مع مصارف الزكاة في الشريعة الإسلامية.[3]

شاهد أيضًا: كم المبلغ الذي تجب عليه الزكاة

كم عدد مصارف الزكاة

لقد بيّن الله -سبحانه- الأصناف التي تكون فيها مصارف الزكاة، وهي ثمانية أصناف ذكرها -تعالى- في سورة التوبة فقال: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللهِ ۗ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}،[4] فقوله -تعالى- “إنّما” في بداية الآية الكريمة دليل على الحصر؛ ويؤكّد ذلك الحديث الذي في سنن أبي داود إذ يقول راويه إنّ رجلًا جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وطلب منه من مال الزكاة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللهَ تعالى لم يرضَ بحكمِ نبيٍّ ولا غيرِه في الصدقاتِ حتى حكم فيها هو فجزَّأها ثمانيةَ أجزاءٍ فإنْ كنتَ مِنْ تلكَ الأجزاءِ أعطيتُكَ حقَّكَ”،[5] وفيما يلي بيان كل صنف من تلك الأصناف الثمانية.[6]

  • الفقراء والمساكين: وهم أهل الحاجة الذين لا يجدون ما يكفيهم، فإذا أُطلق لقب الفقراء أُلحِق فيهم المساكين، والعكس صحيح، واختلف الفقهاء فيمن هو أشدّ حاجة من الآخر، فذهب الشافعية والحنابلة إلى أنّ الفقير أشدّ حاجة من المسكين، بينما ذهب الحنفية والمالكية إلى أنّ المسكين أشدّ حاجة من الفقير.[7]
  • العاملون على الزكاة: وللعامل على الزكاة شروط قد حكاها الفقهاء يطول شرحها، ولا يشترط أن يكون العامل فقيرًا، فإنّه يأخذ المال لعمله لا لفقره.[8]
  • المؤلفة قلوبهم: وهم الذين يُعطَون أموالًا لكي يسلموا، وقيل هم حديثو العهد بالإسلام، وهؤلاء قد اختلف الفقهاء في سهمهم من الزكاة، فالمعتمد عند المالكية والحنابلة والشافعية أنّ سهمهم باقٍ، وفي أقوال أخرى في تلك المذاهب أنّ سهمهم سقط لعزّ الإسلام، وأمّا الحنفية فإنّهم يرون سقوط سهمهم ويحتجون بعمل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.[9]
  • في الرقاب: وهم ثلاثة أنواع:[10]
    • المُكاتَبون المسلمون: وهؤلاء يجوز إعطائهم من أموال الزكاة عند الجمهور إعانة لهم على فك رقابهم.
    • إعتاق الرقيق المسلم: في رواية عن الإمام أحمد وقول المالكية أنّه يجوز إعتاق الرقيق من أموال الزكاة، بينما ذهب الشافعية والحنفية ورواية عن الإمام أحمد أنّه لا يجوز ذلك.
    • فداء الأسير المسلم: وقد منع المالكية دفع الزكاة لفك الأسير المسلم، بينما صرّح الحنابلة وبعض فقهاء المالكية بجواز ذلك.
  • الغارمون: وهم ثلاثة أصناف:[11]
    • من كان عليه دين لمصلحة نفسه.
    • الغارم لإصلاح ذات البين.
    • الغارم بسبب دين ضمانن ولكلّ صنف من هذه الأصناف تفصيلات طويلة ذكرها الفقهاء تُنظر في مظانها.
  • في سبيل الله: وهم ثلاثة أصناف:[12]
    • الغزاة في سبيل الله: وهو متفق عليه عند الفقهاء.
    • مصالح الحرب: كأن يُشترى بها سلاح ونحو ذلك.
    • الحُجّاج: وقد منع الجمهور إعطاءهم من مصارف الزكاة.
  • ابن السبيل: وهو صنفان:[13]
    • المتغرب عن وطنه الذي ليس بيده مال يُرجعه إلى وطنه: وهذا له أربعة شروط ليجوز إعطاؤه من الزكاة:
      • أن يكون مسلمًا ولا يكون من آل البيت.
      • ألّا يكون بيده “في الحال” مالٌ يُمكّنه من العودة إلى بلده وإن كان غنيًّا في بلده.
      • ألّا يكون سفره في معصية.
      • ألّا يجد من يُقرضه إن كان غنيًّا في بلده.
    • الذي يكون في بلده ويريد أن يسافر: وهذا ممنوع من الزكاة عند الجمهور.

شاهد أيضًا: كم نسبة الزكاة من رأس المال

شروط المال الذي تجب فيه الزكاة

إنّه ليس كلّ مال تجوز فيه الزكاة، ولكن قد وضع الإسلام شروطًا شرحها أهل العلم حتى يمكن للمال أن تُخرجَ منه الزكاة، وهذه الشروط هي سبعة إجمالُها فيما يلي:[14]

  • أن يكون المال ملكًا لشخص معيّن.
  • أن تكون ملكيّة المال مُطلَقة.
  • أن يكون المال ناميًا.
  • أن يكون زائدًا على الحاجات الأصلية.
  • أن يحول عليه حولٌ كاملٌ.
  • أن يبلغ النّصاب.
  • أن يسلم المال من وجود مانع.

وهكذا يكون قد تم مقال كم عدد مصارف الزكاة بعد أن وضّحت فقرات المقال مفهوم الزكاة ومن أين جاءت الكلمة وأصلها في اللغة وفي الاصطلاح، وكذلك قد توضّحت الأصناف الثمانية التي تستحقّ الزكاة وإن كانت قد ذُكرت إجمالًا، وأخيرًا وقف المقال في فقرته الأخيرة مع الشروط الواجب توفّرها في المال حتى تجب فيه الزكاة.

المراجع

  1. ^ سورة الكهف , الآية: 81
  2. ^ سورة النور , الآية: 21
  3. ^ al-maktaba.org , الموسوعة الفقهية الكويتية , 28/03/2024
  4. ^ سورة التوبة , الآية: 60
  5. ^ سنن أبي داود , أبو داود، زياد بن الحارث الصدائي، الرقم: 1630، هذا الحديث سكت عنه أبو داود، وقد قال في رسالته لأهل مكة كلّ ما سكت عنه فهو صالح.
  6. ^ al-maktaba.org , الموسوعة الفقهية الكويتية , 28/03/2024
  7. ^ al-maktaba.org , الموسوعة الفقهية الكويتية , 28/03/2024
  8. ^ al-maktaba.org , الموسوعة الفقهية الكويتية , 28/03/2024
  9. ^ al-maktaba.org , الموسوعة الفقهية الكويتية , 28/03/2024
  10. ^ al-maktaba.org , الموسوعة الفقهية الكويتية , 28/03/2024
  11. ^ al-maktaba.org , الموسوعة الفقهية الكويتية , 28/03/2024
  12. ^ al-maktaba.org , الموسوعة الفقهية الكويتية , 28/03/2024
  13. ^ al-maktaba.org , الموسوعة الفقهية الكويتية , 28/03/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *