حكم من صلى ثلاث ركعات في صلاة التراويح سهوا

حكم من صلى ثلاث ركعات في صلاة التراويح سهوا

حكم من صلى ثلاث ركعات في صلاة التراويح سهوا من الأمور التي يبحث عنها من قد يقع بالسهو في صلاة التراويح. فقد أقبل شهر رمضان المبارك، وأقبل عليه المسلمون بالطّاعات والعبادات والأعمال الصّالحة، ففي هذا الشّهر تتجلّى أبهى صور العبادة وطاعة الله سبحانه وتعالى. و كذلك اتّباع هدي نبيّه -صلّى الله عليه وسلّم- وما كان يصنعه في هذا الشّهر العظيم، من صلاة التراويح والدعاء والذكر وغيرها. و كذلك يهتمّ موقع محتويات بذكر بعض الأحكام المتعلّقة بصلاة التّراويح في شهر رمضان، و كذلك ذكر فضل هذه الصلاة وماهيّتها. كما سيُذكر حكم النّسيان والسّهو فيها.

صلاة التراويح

إنّ صلاة التراويح هي سنّةٌ ونافلةٌ مستحبّةٌ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وهي سنّةٌ تُؤدّى في ليالي شهر رمضان المبارك المقدسة. و كذلك قد سنّ الرّسول صلاتها في المسجد جماعة، ثمّ تركها في بعض الوقت. لئلّا تُفرض على النّاس فرضاً وتكليفاً تامّاً. فبقيت سنّةٌ من شاء صلّاها وله أجرها، ومن شاء تركها ولا حرج عليه بذلك. وبعد أن توفّي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-  بقي الصّحابة على عهد نبيّهم الكريم، يسيرون على خطاه الشّريفة، ويتّبعون سنّته في أيّام رمضان الفضيل، وفي سائر أمور الحياة.

لكن السّلف الصّالح والفقهاء في هذا العصر قد اختلفوا على عدد ركعات صلاة التّراويح، فمنهم من قال بأنّها عشرة ركعاتٍ مع ركعةٍ، وواحدة هي الوتر. و كذلك منهم من قال بأنّ عدد ركعاتها هو إحدى وأربعين ركعة مع الوتر، وقيل في هذه المسألة أقوالٌ كثيرة، وإنّ الواجب على المسلمين في هذه الحالة أن يتقصّوا سنّة رسول الله، فقد روت أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت: ” ما كانَ رسولُ اللَّهِ يزيدُ في رمضانَ ولا غيرِهِ على إحدى عشرةَ رَكعةً يصلِّي أربعًا فلا تسأل عن حسنِهنَّ وطولِهنَّ ثمَّ يصلِّي أربعًا فلا تسأل عن حسنِهنَّ وطولِهنَّ ثمَّ يصلِّي ثلاثًا”.[1] حيث يبدأ وقت صلاة التّراويح من بعد أذان العشاء حتّى وقت الفجر، وغالباً ما تُشتمل أحكامها مع أحكام قيام اللّيل، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: شروط صلاة التراويح رمضان 2021

حكم من صلى ثلاث ركعات في صلاة التراويح سهوا

إنّ صلاة التّراويح الّتي هي سنّةٌ مؤكدةٌ وثابتةٌ عن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قد أخذها عنه الصّحابة الكرام رضوان الله عليهم، ونقلوها من جيلٍ لجيل، حتّى وصلت لهذا العصر، وقد نقلوها إلى المسلمين بصفتها الّتي صحّت عن النّبي، حيث كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يصلّى صلاة التّراويح في المسجد أو في منزله،  كصلاته لقيام اللّيل، وهي صفة الصّلاة الصّحيحة الخاصّة بركعات التّراويح في رمضان المبارك، حيث يصلّي المسلم مثنى مثنى من الرّكعات، وعندما ينتهي من العديد الّذي يريده فإنّه يصلّي ركعةً مفردةً وهي الوتر.

ولا يجوز للمسلم أن لا يوتر بعد قيام اللّيل أو التّراويح. لكن ما حكم من نسي وصلّى ثلاثل ركعاتٍ مرّةً واحدة في صلاة التّراويح ؟ حيث نُقل عن ابن بازٍ رحمه الله بأنّه قد أفتى بهذه المسألة، بأنّ السّهو في صلاة التّراويح بصلاة ركعةٍ زائدةٍ دون قصد، كالسّهو في الصّلوات الأخرى. أي أنّه يوجب سجود السّهو. فإن كان المصلّي قد وقف للرّكعة الثّالثة وتذكّر الأمر. فعليه أن يجلس ويقول التّشهّد الأخير، ثمّ يسجد سجود السّهو. وإن كان قد أنهى الرّكعة الثّالثة فإنّ يفعل كذلك الأمر. يجلس ويتشهّد التّشهّد الأخير ثمّ يسجد سجود السّهو. فلا يبقى على صلاته بأسٌ أو حرجٌ بإذن الله تعالى. فلا فرق بين سهو صلاة التراويح وسهو الصّلوات المفروضة أو المسنونة الأخرى. والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التراويح في المنزل

السهو في صلاة التراويح

إنّ صلاة التراويح كالصّلوات الأخرى. ويجب على المسلم أن يلتزم بصفتها الصّحيحة الواردة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأن يؤدّيها على على هذا النّحو. فصلاة التروايح كصلاة قيام اللّيل، لا فرق ولا تفريق بين أحكامهما. فصفتهما الصّحيحة بأن يصّليهما المسلم كلّ ركعتين على حدا. وبالعدد الّذي يشاء أن يصليه. وبعد آخر ركعتين يصلّيهما وينهيهما، يصلّي ركعةً منفردة ًوهي الوتر. لكن إن سها العبد وهو يصلّي، فأدّى ثلاث ركعاتٍ متّصلةٍ مع بعضها البعض أو غير ذلك من السهو في الصلاة. فقد وجب عليه سجود سجدة السهو قبل أن ينهي الصّلاة نهائيّاً. بعد أن يتشهّد ويقول التّحيّات ويصلّي على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقبل أن يسلّم يسجد سجود السّهو. ثمّ يسلّم يميناً ويساراً. ولا يبقى عليه بأس بصلاته ركعةً زائدةً على ركعات صلاة التراويح. كما نصّ على هذا القول الإمام أحمد رحمه الله تعالى.

كما لا يجوز على المصلّي إن كان إماماً أو مصليذاً وحده إذا تذكر أنّه قد سها. أن يقوم للرّابعة، فهذا فيه مخالفةٌ لطريقة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو أمرٌ لا يجوز وغير صحيح، وعلى المسلم إن رأى ذلك من الإمام أن ينوي مفارقة والانقطاع عن الإمام. ويكمل صلاته بالشّكل الصّحيح والسّليم. كما صلّاها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصحابته من بعده. والله ورسوله أعلم.[4]

ما حكم نسيان صلاة التراويح

إنّ صلاة التراويح سنّةٌ مستحبّةٌ ومؤكدّةٌ عن رسول الله عليه الصّلاة والسّلام، وفيها أجرٌ عظيمٌ وخيرٌ كثير، لكنّ حكمها عند جمهور العلماء هو أنّها سنّة وليست من الواجبات أو التّكاليف المفروضة على المسلم، فقد تركها رسول الله في بعض الأحيان خشية أن تُفرض على المسلمين، وهذا القول ثابتٌ في الأحاديث، حيث روته عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها، وإنّ الصّحابة الكرام قد حافظوا على سنّة رسولهم من بعد وفاته، وأقاموا صلاة التّروايح في ليالي رمضان المبارك، ونشروا هذه السّنّة بين المسلمين في بقاع الأرض.

ولكنّ تركها نسايناً أو تعمّداً لا إثم فيه ولا ذنبٌ ولا تقصير، ولا حرج على المسلم بذلك، فإن صلّاها أخذ أجرها بإذن الله تعالى، وإن لم يصلّها وتركها،  فلا حرج عليه ولا بأس بإذن الله، لكنّه سيخسر الاجر العظيم والفضل الّذي يناله من صلّاها في أيّام رمضان ولم يتركها، لكن من الأفضل والأثوب أن يصلّيها المسلم ولو لم يكن ذلك كل ليلة لينال فضلها وأجرها والله أعلم.[5]

فضل صلاة التراويح

إنّ فضل صلاة التراويح لعظيم ٌوكبيرٌ في الدّنيا والآخرة. وهي كقيام اللّيل، ففضلها كفضل قيام اللّيل بالعبادة والصّلاة وقراءة القرآن الكريم. وإنّ قيام اللّيل هو من أحبّ العبادات لله سبحانه وتعالى. كما أنّ فيه تقرّبٌ من الله جلّ جلاله. و كذلك قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ” مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا ، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ ، ومَن قامَ ليلةَ القَدرِ إيمانًا واحتِسابًا ، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ”.[6]

ففي صلاة التراويح غفرانٌ للذّنوب الخطايا. ما صغر منها وما كبر. وفضلها الأعظم يكون في ليلة القدر. فهي خيرٌ من ألف شهر. و كذلك فيها الدّعاء مستجاب. فليلة القدر من أفضل الأوقات للدّعاء والمناجاة. وفيها ارتفاعٌ في الدّرجات والمنازل في الآخرة بإذن الله تعالى والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: كيف اصلي صلاة التراويح

صلاة التراويح من السنن المؤكدة باتّفاق العلماء المسلمين، وحريٌّ بالمسلمين أن يقيموا هذه الصّلاة لما فيها من خيرٍ وفضل، وقد تحدّث المقال عن حكم من صلى ثلاث ركعات في صلاة التراويح سهوا. و كذلك عن واجب المسلم عندما يسهو في صلاة التراويح، وما ينبغي أن يفعله.

المراجع

  1. ^ صحيح النسائي , الألباني/عائشة أم المؤمنين/1696/صحيح
  2. ^ islamweb.net , صلاة التراويح.. وقتها.. وثوابها , 12/04/2021
  3. ^ binbaz.org.sa , حكم من صلى ثلاث ركعات في صلاة التراويح سهوا , 12/04/2021
  4. ^ islamweb.net , إمام التراويح إذا سها وقام للثالثة فماذا يفعل , 12/04/2021
  5. ^ islamweb.net , التراويح سنة ومن تركها فقد فرط في أجر عظيم , 12/04/2021
  6. ^ صحيح النسائي , الألباني/أبو هريرة/2205/صحيح
  7. ^ islamqa.info , فضل صلاة التراويح , 12/04/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *