حوار بين الكتاب والتلفاز

حوار بين الكتاب والتلفاز

حوار بين الكتاب والتلفاز على الرغم أنه بطبيعة الحال عبارة عن حوارًا تخيليًا بحتًا؛ إلا أنه يُساعد الطلاب في إتقان مهارة التعبير عن أنفسهم وإدارة النقاش بثقة وفهم آداب الحِوار، إلى جانب أن إجراء هذا الحِوار بين التلفاز والكتاب على وجه التحديد؛ يأتي ضمن محاولة بعض المؤسسات التعليمية جعل الطالب قادرًا على الربط بين أهمية كافة الأدوات التعليمية القديم منها والحديث سواء المتمثلة في الكتاب بشكله التقليدي الذي كان ولا يزال هو الرمز الأساسي للعلم والمعرفة الثمنية، أو المتمثلة في الحصول على العلم والمعرفة والثقافة عبر الأجهزة الحديثة مثل التلفاز وغيره، وفيما يلي؛ سوف يتم عرض أكثر من نموذج حوار تخيلي بين الكتاب والتلفزيون.

حوار بين الكتاب والتلفاز

في حوار تخيلي بين كل من التلفاز والكتاب يأتي الحِوَار التخيلي ضمن تدريب الطلاب على فن الحديث والتعبير عن النفس، حيث يعتمد المعلم على أن يتم إجراء حوار بين طالبين أو أكثر، يتقمص كل طالب هنا شخصية أحد الأدوات أو الأشياء، ويقوم بـِ الإعراب عن مميزاتها وأهميتها وتفوقها على الأخرى كما لو كانت تُعبر فعليًا عنه مثل إجراء حوار بين الكتاب والقارئ وغيرهم، وإليكم نموذج حوار يجري بين كل من التلفاز والكتاب[1]:

  • الكتاب: منذ أن اهتدى الإنسان إلى نور العلم وقد كنت أنا وسيلته الأساسية والمفضلة في تحصيل العلم والمعرفة قبل أن تظهر أيها التلفاز وتجعل فئة كبيرة من الأشخاص يعزفون عن القراءة يجلسون أمامك لساعات طويلة دون فائدة.
  • التلفاز: كلامك يعتريه العديد من المعلومات التي تفتقر إلى الدِّقَّة أيها الكتاب، ألا تعلم إنني من ظهرت كنت ولا أزال الوسيلة التي يُمكنها أن تجتمع أفراد الأسرة في مكان واحد، لمشاهدتي، وإنني قادرًا على أن آتي لهم بكل أنواع العلم والمعرفة بشكل مرئي ومسموع؟
  • الكتاب: تمهل أيها التلفاز، وقل لي بهدوء، ألا تدي أنت أن العلماء الذين قد تمكنوا من اكتشافك قد اعتمدوا على الكتب للحصول على المعرفة العلمية التي قد قادتهم إلى ابتكارك؟ إذًا عليك أن تُقر بأنه لولا وجود الكتاب، لما كان لك أن تكون موجودًا الآن.
  • التلفاز: نعم أعترف بذلك، ولكن لا بُد أن تدرك أنت أيضًا أن لكل عصر أدواته، وفي هذا العصر أصبحت أنا أكثر منك استخدامًا، وسوف شاهدت ذلك بنفسك حينما وجدت الكثير من الناس يفرون منك ويتجمعون حوالي في كافة الأوقات.
  • الكتاب: إن أمرك غريب يا عزيزي؛ أنت لا ترى سوى المميزات فقط إن عدّناها مميزات كاملة، ولكن لماذا لا تتحدث عن السلبيات؟ ألا تُلاحظ أنك كنت عاملًا كبيرًا في تعليم الأشخاص السلوكيات الخاطئة والأخلاق السيئة.
  • التلفاز: نعم صحيح، ولكني لا آتي بالسلوكيات الخاطئة وأُجبر الأفراد على متابعتها، فإنني اٌقدم المفيد والنافع مع السلبي، ولكن لكل فرد حرية الاختيار، ولكن دعني أسألك؛ ألا يُوجد كُتب تم إعدادها من أجل تعليم الأفراد السلوكيات الشاذة والمنحرفة والخاطئة؟
  • الكتاب: أتفهم ما تقصده؛ دعنا من أسلوب رمي الاتهامات دون تمعن؛ ونعم فإنني أيضًا امتلك كتبًا جيدة وأخرى سيئة، ولكن رؤية السلوك الخاطئ والاستماع إليه أشد وقعًا وتأثيرًا في النفس من مجرد قراءتها في كتاب.
  • التلفاز: الغرض من شاشتي وهدفي هو تنوير الأفراد ونشر الوعي والثقافة فيما بينهم، أما الجوانب السلبية فهي من فعل الإنسان ويس من فعلي أنا، كما الكتب السيئة تمامًا.
  • الكتاب: عزيزي التلفاز؛ لما لا نصل إلى نقطة اتفاق حقيقية بأنا لكل مننا أهميته التي لا يُمكن للبشر الاستغناء عنها كليًا، وإنني أنصح الأفراد بضرورة العودة إلى الكتاب لما للقراءة من تأثير مهم على تنمية شخصية الفرد إلى جانب مشاهدة التلفاز، بحيث لا يطغى أي نشاط على الآخر، ألا تتفق معي؟
  • التلفاز: كنت أتمنى بالفعل أن نصل إلى نقطة اتفاق، وها نحن قد وصلنا بفضل الله، أتفق معي عزيزي الكتاب، وأؤكد على أن لكل منها دوره الهم في الحياة، لقد استمتعت بالحوار معك، شكرًا لك.

حوار بين الكتاب والتلفاز مختصر جدا

قام طالبين بإجراء حوار تعبيري تخيلي؛ وقد قام من خلاله الطالب الأول بدور التلفاز، وقام الطالب الثاني بدور الكتاب، على النحو التالي:

  • التلفاز: أشعر بسعادة بالغة حينما أجد أفراد الأسرة مجتمعين حولي تملئهم البهجة والسعادة، فأنا فعليًا جليس الأسرة سمير الأسرة.
  • الكتاب: حسنًا أيها التلفاز؛ فإذا كنت أنيس الأسرة؛ فإنني جليس المفكرين والعلماء الأجلاء وصديقهم المفضل.
  • التلفاز: بالطبع بالتأكيد؛ يرجع ذلك إلى إنني اجتماعيًا أكثر منك، وأنا متواجد أيضًا في كل منزل، لأنني مسلي، وأنت ممل.
  • الكتاب: تراني مملًا؟ ربما، ولكن تأكد أن كل من هو ذو فكر وبصيرة وحكمة محال أن يمل مني، وانظر إلى مكاتب الأدباء والفقهاء والعلماء، هل بها تلفاز أم كتب لا حصر لها.
  • التلفاز: أنا أيضًا قادرًا على تقديم العديد من الأشياء المفيدة.
  • الكتاب: وماذا عن السلوك الخاطئ والثقافات الدخيلة التي تمًلأ بها أركان شاشتك في الكثير من الأحيان؟
  • التلفاز: إنني أٌقدم العلم والثقافة بشكل جديد ومبتكر.
  • الكتاب: بل من المؤسف تُقدمه بشكل مبتذل وغير لائق.
  • التلفاز: إذًا تريد أن تقول بأن وحدك مفيد وأنا غير مفيد.
  • الكتاب: كلا يا صديقي بل كل شيء سلبياته وإيجابياته، ولكن من المهم توجيه الأفراد إلى التركيز على الإيجابيات فقط قدر الإمكان، فأنت بدورك الإيجابي لك مكانة كبيرة وأهمية في الحياة كما الكتاب تمامًا.
  • التلفاز: شكرًا لك عزيزي الكتاب.

حِوار يَدور بين الكِتاب والتِلفَاز مضحك

تم إعداد حوار بين شخصين يدور حول كل من الكتاب والتلفاز بشكل فكاهي ومضحك بواسطة طالبتين بأحد الصفوف الدراسية، وجاء الحِوار كما يلي:

  • التلفاز: أبدأ يومي سعيدًا وأنا أرى جموع البشر يعزفون عن قراءة الكتب ويأتون إلي للحصول على المعلومات.
  • الكتاب: هي سعادة مزيفة يا عزيزي، لأنك تسلب الناس قدرتهم على التركيز والانتباه ويغفلون عن أهمية القراءة الهادفة والنافعة.
  • التلفاز: بل وجودك أنت أصبح هو المزيف والغير مُجدي؛ ألا تدرك ذلك.
  • الكتاب: في إحدى الكتب، ربما تقرأ عبارة (تكلم حتى أراك)، وها أنا أراك على حقيقة السطحية التي لا تعي ولا تدرك دور وسيلة تعليمية وتثقيفية هامة مثل الكتاب.
  • التلفاز: أنت رمز الملل ولا يحبك الطلاب، بل إنك مصدر إزعاجهم، أما أنا؛ فإنني ونيسهم وأنيسهم ومسليهم.
  • الكتاب: بل أنت مُلهيهم ومحطم آمالهم وطموحاتهم عبر ما تبثه من سلوكيات خاطئة.
  • التلفاز: أرى الغَيْرَة تملأ أركانك أيها الكتاب، أليس كذلك؟
  • الكتاب: ربما من يقرأ الحِوار الجاري يلومني على الاشتراك حوار غير متكافئ الثقافة؛ ولكن دعني أوضح لك عزيزي التلفاز أن من يمل الكتاب ليس من أهله، وانظر إلى العلماء والأدباء والفقهاء، هل هم يعتمدون على التلفاز، أم أن ظهور وابتكار التلفاز وعمله هو من يعتمد عليهم وعلى ما يحصلون عليه من علم عبر الكتب؟
  • التلفاز: إذا أنا نكرة وليس لي أي فائدة، تقصد ذلك يا صديق؟
  • الكتاب: أُثَمِّن على كلمة صديق، وأريد أن أوضح أن لكل منا أهميته في الحياة، ومحاولة إنكار أدوار الآخرين، لم ترفع من شأنك بأي حال، فأنت لك دور في نشر الوعي والمعرفة الإيجابية بغض النظر عن بعض السلوكيات الخاطئة المعروضة عبر التلفاز؛ حيث يُمكن مواجهتها والتصدي لها، محاولة إبراز دورك في الحياة، يجب ألّا تقلل بأي حال من أهمية دور ما هو دونها، والآن هل تُرَى أنه لم يعد فائدة للكتاب يا صديق؟
  • التلفاز: لا، لقد تعلمن أن لكل منا دوره وأهميته الذي لا يجب إغفاله أو إنكاره، بل التعاون هو أفضل الوسائل الاستفادة من كافة الوسائل التعليمية بوجهِ عام، شكرا لك يا صديقي.
  • الكتاب: وبدوري أقدم لك الشكر على طرحك الرائع، ولقد استمعت بالحوار معك يا صديقي.

ختامًا، في نهاية هذا المقال، نكون قد تطرقنا إلى عرض نموذج حوار بين الكتاب والتلفاز كامل، وإلى عرض نموذج آخر قصير جًدا مع القيام أيضًا بطرح حوار بين الكتاب والتلفزيون بطريقة فكاهية مضحكة، تم من خلالها التأكيد على بعض الأفكار التي لا بُد أن يتم غرسها في نفوس الطلاب، مثل عدم التقليل من أدوار الآخرين في الحياة، وعدم إغفال الجانب السلبي في أي شيء ومحاولة التصدي له وتنمية الجوانب الإيجابية خاصته.

المراجع

  1. ^ mcxl.se , the importance of books in our life , 4-12-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *