دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين

دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين

دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين، ودعاء الاحتجاب هو دعاء جاء على لسان سيدنا علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، وقد سمعه من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يردده كثيرًا، وكان يدعو به من أجل رفع الابتلاء وبعد الشرّ والسوء عن نفسه، وهو دعاء تضرّع به أمير المؤمنين لله تعالى لقضاء حاجته وتيسير أموره وتفريج كربته، وسنذكر الدعاء في هذا المقال.

دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين

سنذكر فيما ياتي دعاء الاحتجاب مكتوب لامير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه:

“احتَجَبتُ بِنورِ وَجهِ اللهِ القَديمِ الكامِل وتَحَصَّنتُ بحِصِنِ اللهِ القَوِيّ الشّامِلِ وَرَمَيتُ مَن بَغى علىَّ بِسَمِ الله وَسَيفِهِ القاتِلِ اَللّهُمَ يا غالبًا عَلى اَمِرِه ويا قائمًِا فَوقَ خَلقِهِ وَيا حائلاً بَينَ المَرءِ وَقَلَبِهِ حُل بَيني وَبَينَ الشيَطانِ وَنَزغِهِ وَبينَ ما لا طاقَةَ لي بِهِ مِن أحدٍ مِن عِبادِكَ كُفَّ عَنّي ألسِنَتَهم وَاغلل أيَديَهم وَأرجُلَهم وَاجعَل بَيني وَبَينَهم سَدًّا مِن نورِ عظمتِكَ وَحِجابًا مِن قُوَّتك وَجُندًا مِن سُلطانِكَ فَاِنَّكَ حَيَّ قادِرٌ اَللهمَّ اغشَ عَنّي أبصارَ الناظِرينَ حَتى اَرِدَ الموَارِدَ وَاغشَ عَنّي أبصارَ النورِ وَأبصارَ الظّلمِةَ وأبَصارَ المريدينَ لَي السّوءَ حَتّى لا أُبالي مِن أبصارِهِم يَكادُ سَنا بَرقه يَذهَب بِالأبصارِ يقَلّب اللهُ اَللَيلَ وَالَّنهارَ إنَّ في ذلِكَ لَعِبرة لأولى الأبصارِ، بِسمِ الله الرَحمَن الرحَيمِ كهيعص كفايتُنا وهو حسبي بِسمِ الله الرَحَمن الرَحيمِ حمعسق حمايتُنا وهو حسبي كَماءٍ أنزَلناهُ مِنَ السَّماءِ فاختَلَطَ بِهِ نَباتُ الأرضِ فَأصبَحَ هَشيمًا تَذروهُ الرّيِاح هوَ اللهُ اَلَذي لا إلهَ إلا هوَ عالم الغَيب وَالشهادةِ هوَ الرَّحمن الرحَيمُ يَومَ الأزِفةِ إذَا القُلوبُ لَدَى الحَناجِرِ كاظِمينَ ما للِظالمِين مِن حَميمٍ وَلا شَفيٍع يُطاعُ عَلِمَت نَفسٌ ما أحضَرَت فَلا أُقسِمُ بِالخُنَّس الجَوارِ الكُنسَِ وَاَللّيِل إذِا عَسعَسَ وَالصُّبحِ إذا تَنَفَّسَ، ص وَالقُرآنِ ذي الذِكِر بَل الَذينَ كَفَروا في عِزةٍ وشِقاق “شاهَتِ الوُجوهُ” تقال ثلاثة مرات وَكَلَّتِ الألسُنُ وَعَمِيَتِ الأبصارُ، اَللهُمَّ اجعَل خَيرَهم بَينَ عَينَيهِم وَشَرَّهُم تَحتَ قَدَمَيهِم وخاتَمَ سُلَيمانَ بَينَ أكتافِهِم فَسَيَكفيكَهُم الله وَهوَ السَّميعُ العَليم، صّ صِبغَةَ اللهِ وَمَن أحسَن مِنَ اللهِ صِبغَة كهيعصّ أكِفِنا حَّمعسق احِمِنا سُبحانَ القادِرِ القاهِرِ الكافي وَجَعَلنا مِن بَينِ أيِديهِم سَدًا ومَنِ خَلفِهم سَدًّا فَأغشَيناهُم فَهم لا يُبصِرونَ صمٌ بكمٌ عميٌ فَهم لا يَعقِلونَ أولئكَ الّذَينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلوِبهِم وسَمعِهِم وَأبصارِهِم وأوُلائِكَ هُم الغافِلوُنَ، تَحَصَّنتُ بذِيِ الُملكِ والمَلكَوتِ وَأعتَصَمتُ بذِي العِزِ وَالعَظَمِة والجَبَروتِ وَتَوَكَّلتُ عَلى الحَيّ الّذي لا يَموت دَخَلتُ في حرِزِ اللهِ وَفي حِفِظِ اللهِ وَفي أمانِ اللهِ مِن شَرّ البَريَّة أجمَعين، كهيعص حمعسق ولا حَولَ وَلا قُوَّة إلا باِلله العِلي العَظيِم وَصَلِّ اللهُ عَلى محُمدٍ وَآلِهِ الطاهِرينَ بِرَحمَتِكَ يا أرَحَمَ الراحِمينَ”.

شاهد أيضًا: لماذا يعتبر الدعاء من اهم العبادات؟

نبذة عن أمير المؤمنين

علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتقي معه في الجد الأول عبد المطلب، سمّته أمه أسد، على اسم والدها أسد بن هاشم، وكان والده أبو طالب غائبًا فلمّا عاد لم يعجبه الاسم، فغيّره لعليّ، وكان رضي الله عنه يكنّى بعدة كنى، منها: أبو الحسن نسبةً لابنه الأكبر الحسن وهو من ولد فاطمة سيدة نساء العالمين، وله كنية أبي تراب أيضًا، كناه بهذه الكنية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك للأثر الوارد أنّه صلى الله عليه وسلم ذهب لبيت فاطمة وعلي رضي الله عنهم فلم يجد عليًا رضي الله عنه فسأل ابنته فاطمة عنه، فذهب نحوه فوجده مضطجعًا وكان قد سقط الرداء عنه فأصابه التراب رضي الله عنه، فمسح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التراب عنه، وقال له قم يا أبا تراب، ويكنى أيضًا بأبي القاسم الهاشمي، وأبي السبطين.[1]

بعد مقتل عثمان رضي الله عنه اتجه بعض من صحابةالمهاجرين والأنصار لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يطلبون منه تولّي الخلافة بعد عثمان رضي الله عنه فهو أقرب الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان جمهور المسلمين متفقين على أهليّته رضي الله عنه، ففضّل علي بن أبي طالب رضي الله عنه في أوّل الأمر أن يكون وزيرًا على أن يكون أميرًا، لكنَّه درءًا للفتنة وخشيةً على دين الله تعالى، وافق على البيعة ليحسم أمر الفتنة، ولإعادة جسم الأمة بعد ما تعرضت له من تشتت وتمزق، اشترط في البيعة حضور أهل الشورى وعامة المسلمين، وأن تكون علانية في المسجد، فكانت البيعة في يوم الجمعة في 24 ذي الحجة 35هـ- 23 حزيران 656م، حاول علي في خلافته إعادة إحياء نظام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقام أوّل الأمر بتغيير موظفي الجهاز الإداري، بوصفهم اليد التنفيذية للخليفة، لكنه ارتأى في البداية أن يمهّد لهذه الخطوة لئلا يُحدث الفتنة مع أنصار عثمان رضي الله عنه لأنَّه لا يثق بهم، ولا يمكنه التعامل معهم لاختلاف وجهات النظر بشأن أمورالخلافة الإسلامية، فاستبدلهم برجال أبعد ما يكونوا عن أحداث الفتنة، وعرفوا بالزهد والتقشف.[1]

شاهد أيضًا: دعاء تفريج الكرب مكتوب وآداب الدعاء

دعاء الاحتجاب مفاتيح الجنان

فيما يأتي دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين مفاتيح الجنان:

  • إذا القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع، علمت نفس ما أحضرت فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس، والليل إذا عسعس، والصبح إذا تنفس، ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشهاق، شاهت الوجوه، شاهت الوجوه، شاهت الوجوه.
  • وكلت الألسن، وعميت الأبصار، اللهم أجعل خيرهم بين عينيهم، وشرهم تحت قدميهم، وخاتم سليمان بين أكتافهم، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة، كهيعص أكفنا، حمعسق أحمنا، سبحان القاهر الكافي.
  • وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون، صم بكم عمي، فهم لا يعقلون، أولائك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم، وأولائك هم الغافلون، تحصنت بذي الملك والملكوت.
  • واعتصمت بذي العز والعظمة والجبروت، وتوكلت على الحي الذي لا يموت، دخلت في حرز الله وفي حفظ الله وفي أمان الله من شر البرية أجمعين، كهيعص، حمعسق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

شاهد أيضًا: طريقة الدعاء المستجاب .. مواطن استجابة الدعاء

فوائد دعاء الاحتجاب

لدعاء الاحتجاب فوائد عديدة، يشعر بها ويلمسها كل من دعا الله به وتقرب إليه من خلاله، فقد كان يقوم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بالاستعانة به في كافة أمور حياته، فدائمًا ما كان يردده باستمرار مع غيره من الأدعية الأخرى، ومن هذه الفوائد:

  • كان دائمًا ما يتضرع به إلى الله، وكان أيضًا يردده سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان يتعبد ويتقرب به إلى الله عز وجل، فدعاء الاحتجاب يوجد به القدرة على بيان الضعف والعجز.
  • كما أنه من خلاله كان يفتقر الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى، ومن خلاله أيضًا يستطيع المؤمن أن يتضرع ويلجأ إلى الله عز وجل، ومن خلاله أيضًا يستطيع المسلم أن يحصل على الأجر والثواب، فأن دعاء الاحتجاب يعد من ضمن العبادات المفضلة
  • دعاء الاحتجاب يعرف عنه أنه عزة وشرف لكل مسلم، فمن خلاله يستطيع المسلم أن يقف على أعتاب الله عز وجل، ليعطيه ما طلب منه، كما أنه يساعد على رد البلاء ورفعه عن المؤمنين.
  • دعاء الاحتجاب يساعد على رد سوء القضاء، ورد المحن والمصائب، ويكون هو السبب في حصول الطالب على ما طلبه من الله عز وجل، كما أنه يساعد على تيسير الأمور، كما أنه يساعد على أن يتذكر المؤمن ربه في كل وقت وكل حين، وبهذا يكون قد بعده عن الغفلة.
  • دعاء الاحتجاب يجعل المؤمن لا يعتمد على أي أحد في كل أموره إلا على الله وحده، ودائمًا ما يتوكل عليه في كل أموره، كما أنه دائمًا ما يكون على علم بأنه وحده بيده كل شيء، وأنه وحده أيضًا القادر على أن يحميه أو يضره.

وفاة أمير المؤمنين

قُتِلَ شهيدًا، حيث قتله عبدالرحمن بن عمرو المعروف بابن ملجم، وساعده في هذا الأمر شبيب بن نجرة الأشجعي ووردان، وضعوا له رضي الله عنه كمينًا في المسجد، وبخروجه رضي الله عنه منه واجهه شبيب بالسيف، فأجهز عليه ابن ملجم، فسال دمه، وتوفي رضي الله عنه شهيدًا كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.[1]

شاهد أيضًا: دعاء تيسير الأمور الصعبة .. افضل اوقات استجابة الدعاء

آداب الدعاء

بعد ذكر دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين، نذكر آداب الدعاء، حيث يُستحسَن للمسلم التحلّي بعددٍ من الآداب حين التوجّه إلى الله، وطلب الحاجات منه، يُذكر منها:[2]

  • الثناء على الله تعالى، والصلاة على النبيّ قبل طلب الحاجة.
  • استشعار عظمة الله سبحانه، مع الرغبة والرهبة منه.
  • إظهار التذلُّل والحاجة والفقر لله سبحانه، والبكاء أثناء الدعاء.
  • دعاء الله بأسمائه الحُسنى، وصفاته العُليا.
  • الدعاء بأحسن الكلام، وجوامعه، مع الحرص على خَفْض الصوت.
  • التوجُّه إلى الله تعالى في جميع الأحوال، وعدم الاقتصار على الدعاء في الشدّة أو الحاجة.
  • التوجّه إلى الله بالدعاء في الأوقات الفاضلة المباركة.
  • الاعتراف بالذنوب والخطايا.
  • التوبة إلى الله تعالى من الذنوب والمعاصي؛ بالاعتراف بالذنوب، والندم على ارتكابها، والعَزم على عدم العودة إليها؛ فالتوبة سببٌ من أسباب زيادة الخيرات، وتحقيق البركة في كلّ شيءٍ، وإجابة الدعاء.
  • الحرص على الوضوء قبل الدعاء، والتوجُّه إلى القِبلة، ورَفْع اليدين عند الدعاء.
  • التوسل إلى الله تعالى بأنواع التوسُّل المشروعة، كالتوسُّل إليه بالأعمال الصالحة.
  • الحرص على تقديم الأعمال الصالحة بإخلاص النيّة لله سبحانه، مثل: التصدُّق، والصيام، وغيرهما؛ لتكون العبادة وسيلةً للإجابة.
  • تجنُّب الدعاء على الأهل، أو النفس، أو المال. الدّعاء للوالدين والأهل والأخوة، وسائر المسلمين.
  • تكرار الدعاء وطلب الحاجة بإلحاح، ودون استعجال للإجابة، والسؤال ثلاث مرّات.

وهكذا نكون قد ذكرنا دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين، كما ذكرنا نبذة عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه، وكيف استشهد رضي الله عنه، وأحيرًا ذكرنا آداب الدعاء بشكلٍ عام.

المراجع

  1. ^ marefa.org , علي بن أبي طالب , 19-05-2021
  2. ^ alukah.net , آداب الدعاء , 19-05-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *