سورة المجادلة من ١٤ إلى ١٩

سورة المجادلة من 14 إلى 19

سورة المجادلة من ١٤ إلى ١٩ سيتم بيانها في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أن سورة نزلت بحق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قد جاء في الرّواية عنها في سبب نزول مطلع سورة المجادلة قولها: (الحمدُ للهِ الذي وسِعَ سمعُه الأصواتَ، لقَد جاءتِ المُجادلةُ إلى رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- تُكَلِّمُه في جانبِ البيتِ ما أسمعُ ما تَقولُ فأنزلَ اللَّهُ -عزَّ وجلَّ-: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ).

سورة المجادلة

تقع سورة المجادلة في الربع الأول والثاني من الحزب الخامسة والخمسين والجزء الثامن والعشرين من القرآن الكريم وهي سورة مدنية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وهي الثامنة والخمسون في ترتيب سور القرآن الكريم نزلت سورة المجادلة بعد سورة المنافقون، وقد بدأها الله تعالى بحرف التحقيق والتوكيد “قد”، حيث يقول الله تبارك وتعالى في مطلع سورة المجادلة: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}، سورة المجادلة من السور التي تتكون من آيات قليلة ، لكنها غير مصنفة بأقصر سور القرآن الكريم، وقد تناولت العديد من القضايا التي تخص المرأة المسلمة.

سورة المجادلة من ١٤ إلى ١٩

وفيما يأتي بيان سورة المجادلة من ١٤ إلى ١٩ :[1]

قال الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله: {… أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿14﴾ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿15﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴿16﴾ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿17﴾ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿18﴾ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿19﴾}.

شاهد أيضًا: تقرير عن سورة المجادلة

تفسير سورة المجادلة من ١٤ إلى ١٩

وفيما يأتي بيان تفسير الآيات الكريمة من سورة المجادلة من آية 14 إلى 19:[2]

  • الآية 14: قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}، قال الله تبارك وتعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: ألم تنظر بعيون قلبك يا محمد، وترى الناس الذين استولوا على قوم قد غضب الله عليهم، وهم المنافقون الذين استولوا على اليهود ونصحوهم.
  • الآية 15: قال تعالى: {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، أي قد أعد الله لهؤلاء المنافقين الذين استولوا على اليهود عذابًا شديدًا في الآخرة.
  • الآية 16: قال تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}، أي جعلوا يمينهم وقسمهم فردوسًا يحفظون به من القتل وبه يدافعون عن أنفسهم وأموالهم وذريتهم، وذلك لأنهم إذا رأوا النفاق بينهم لقسموا للمؤمنين بالله أنهم من بينهم.
  • الآية 17: قال تعالى: {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، أيْ يوم القيامة لا ينتفع هؤلاء المنافقون بأموالهم، فيفدون بها من عذاب الله عليهم ولا أولادهم فيعونهم وينقذهم من الله إذا عاقبهم.
  • الآية 18: قال تعالى: { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ}، أيْ عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم في ظلّ حجرةٍ وقد كاد الظّلّ أن يتقلّص، فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «إنّه سيأتيكم إنسانٌ فينظر إليكم بعين شيطانٍ، فإذا جاءكم لا تكلّموه» فلم يلبثوا أن طلع عليهم رجلٌ أزرق أعور فقال: حين رآه دعاه رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فقال: «على ما تشتمني أنت وأصحابك» فقال: ذرني آتك بهم فانطلق فدعاهم فحلفوا ما قالوا وما فعلوا حتّى يخوّن ” فأنزل اللّه عزّ وجلّ هذه الآية الكريمة.
  • الآية 19: قال تبارك وتعالى: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}، أي  عن معدان بن أبي طلحة اليعمريّ، قال: قال لي أبو الدّرداء: أين مسكنك؟ فقلت: في قريةٍ دون حمص، فقال أبو الدّرداء رضي اللّه عنه، سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ما من ثلاثةٍ في قريةٍ، ولا بدوٍ لا تقام فيهم الصّلاة إلّا قد استحوذ عليهم الشّيطان فعليك بالجماعة، فإنّما يأكل الذّئب القاصية» هذا حديثٌ صحيح الإسناد.

سبب نزول سورة المجادلة من ١٤ إلى ١٩

كما ورد في السنة النبوية الشريفة أن السبب الرئيس في نزول هذه الآية الكريمة هو أنها نزلت في عبد الله بن نبتل المنافق كان يجالس النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرفع حديثه إلى اليهود، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرة من حجره، إذ قال: يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبار وينظر بعينى شيطان، فدخل عبد الله بن نبتل وكان أزرق، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: علام تشتمني أنت وأصحابك ؟ فحلف بالله ما فعل ذلك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فعلت، فانطلق فجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما سبوه، فأنزل الله تعالى هذه الآية.[3]

شاهد أيضًا: سبب نزول سورة المجادلة

مقاصد سورة المجادلة من ١٤ إلى ١٩

تناولت الآيات الأخيرة من سورة المجادلة الحديث عن المنافقين الذين رافقوا اليهود ونقلوا إليه أخبار المسلمين، فنزلت هذه الآيات لفضح حقد أرواحهم وتوضيح مصيرهم البائس يوم القيامة، والآيات تأمر المسلمين بعدم نصرة أعداء الإسلام والمسلمين تحت أي ظرف، والله تعالى أعلم.[4]

الدروس المستفادة من سورة المجادلة

وفيما يأتي بيان الدروس المستفادة من سورة المجادلة:[5]

  • أهمية الحوار وحل المشكلات بهدوء وعدم التفكير بالسلبية أو اللجوء إلى طرق أخرى نحل بها خلافاتنا.
  • مهما كانت الاختلافات قوية ومؤرقة، فإن الحوار والنقاش أقوى بكثير ومن أهم الأساليب التي يكسب من خلاها الإنسان قلوب الآخرين واحترامهم وتقديرهم.
  • نتعلم من السورة بياناً لفضل الله تعالى وقدرته وعظمته، فهو الذي يعلم ما بداخلنا من أمور، وما في نفوسنا من نوايانا، كما أنه يعلم تمام اتجاه ضميرنا في كل شيء.
  • كما أمر الله تعالى في السورة أن نعامل بعضنا بعضاً بالخير ونبتعد عن الشر، وبيان فضل العلم في حل المسائل وفضل العلماء.

شاهد أيضًا: من هي المجادلة ومن هو زوجها

بينا في هذا المقال سورة المجادلة من ١٤ إلى ١٩ ، كما بينا العديد من المقاصد والوقفات التربوية التي تتضمنها سورة المجادلة، وتبين من خلال تفسير الآيات الكريمة أن اليهود والمنافقون كانوا يتآمرون على المؤمنين ويصدونهم بالسخرية والاستهزاء، ويتحدَّثون فيما بينهم بالسوء، ويدبرون المكائد والانتقام للمسلمين، وهكذا هم في كل مكان وزمان.

المراجع

  1. ^ alukah.net , تفسير سورة المجادلة , 22-06-2021
  2. ^ alukah.net , تفسير سورة المجادلة , 22-06-2021
  3. ^ alukah.net , تفسير سورة المجادلة , 22-06-2021
  4. ^ islamweb.net , مقاصد سورة المجادلة , 22-06-2021
  5. ^ islamweb.net , مقاصد سورة المجادلة , 22-06-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *