شروط اختيار الصحبة الكريمة

شروط اختيار الصحبة الكريمة

شروط اختيار الصحبة الكريمة هي من الأمور التي يرغب أغلب الناس بالاطلاع عليها، فإنَّ الإنسان بطبعه كائن اجتماعي، يحب مرافقة غيره من الناس والاجتماع معهم، ويكره الانعزال والعزلة، فيبحث كلّ إنسان على وجه الأرض على جماعة تناسب ميوله، وتشاركه اهتماماته، لتكون مؤنسة له مشاركةً أيّاه وقت فراغه، ولعلَّ الصحبة الكريمة والصاحب الكريم جيّد الخلق هو خير جليس للإنسان وخير مؤنس وفي هذا المقال سنقوم بتوضيح شروط اختيار الصحبة الكريمة، وفضل الصحبة الصالحة في الإسلام، وآثار الصحبة الصالحة.

ما معنى الصحبة

الصاحب هو المرافق، وصاحب الإنسان شخصًا أي رافقه، وإنَّ أغلب الناس يبدؤون منذ بدأ مسيرة حياتهم بالبحث عن صديق وصاحب ومؤنس؛ ليرافقهم في محطات الحياة ويكون سندًا وعونًا لهم على تجاوز صعاب الحياة ومطبّاته ومشاكلها، وقد يوفق الإنسان باختيار صاحبه منذ الاختيار الأول، وقد يتعرض بعض الناس إلى الكثير من الخذلان عند اختيار الصاحب، فتتعدد محاولاتهم وتتكرر بحثًا عن الشخص المناسب، وبالأغلب يبحث الإنسان عن شخص ذو شخصية تتطابق مع شخصيته ليكون صاحبًا له فيفهم تقلبات أحواله وشخصيته، كما يبحث عن شخص كريم الأخلاق، جيد الصفات ليكون محفّزًا له على السير في طريق الخير.

شروط اختيار الصحبة الكريمة

لكي يكون اختيارنا للصاحب موفق وجيد لابدَّ له أن يكون مبني على أسس وشروط سليمة، وفيما يلي سنقدّم بعض الشروط التي تساعد على اختيار الصحبة الكريمة، والتي يفضّل أن تتوفر في الشخص الذي نرغب بمصاحبته وهي:[1]

  • أن يكون ذو دين جيد، محافظ على العبادات، ليكون خير قدوة لصاحبه.
  • أن يكون الشخص ذو خُلق حسن، وأخلاق جيدة.
  • أن يكون الشخص أمينًا، لأن الإنسان يؤمّن صاحبه على أثمن ما يملك مثل أسرار حياته ويدخله منزله ويخالط أسرته، فلا بد أن تتوفر بالصاحب صفة الأمانة.
  • أن يكون صادقًا فإن الصدق من الصفات التي تجعل الإنسان جديرًا بالثقة.
  • ألّا يكون فاجرًا، فإنَّ صحبة الفاجر متعبة، وإنَّ الفاجر إذا خاصم فجر وكشف الأسرار وافترى وكذّب.
  • أن يكون خيّرًا بطبعه ويحب الخير للآخرين، لأنَّ صحبة الشخص الخيّر تجلب الخير والسعادة.
  • أن يكون محبًّا للمساعدة، فإنَّ الحياة مبنية على المساعدة، ومرافقة الشخص الغير متعاون والذي لا يحب المساعدة تعبة ومرهقة نفسيًا.
  • أن يكون وفيًا وغير خائن ولا يغدر ويطعن في حدود الصحبة والصداقة في غياب صاحبه.
  • أن يكون ناصح جيد، فيبدي رأيه بتحيّز ليساعد في صلاح صاحبه، غير مخادع ومرائي ومدّعي للود والصداقة.

شاهد أيضًا: علاج الخوف من الناس

فضل الصحبة الكريمة في الإسلام

إنَّ الصحبة الكريمة هي الصحبة التي تساعد الإنسان على فعل الخير، وتحثّه على أداء العبادات، وتقوى الله تعالى، والابتعاد عن ما أمرنا بالابتعاد عنه، والاقتراب من طاعته، وإنَّ من خير الناس من يساهم في هداية شخص آخر، والصحبة من الروابط المهمة في الدين الإسلامي، فقد وعد الله المتحابيّن في الله بظله يوم القيامة، وقد ورد ذلك في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: الإمَامُ العَادِلُ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ رَبِّهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه…”[2]، كما إنَّ الإنسان يتأثر بمن حوله من الناس ويصبح مشابهًا لهم مع مرور الوقت، وقد ذكر ذلك رسول الله -صلّى لله عليه وسلّم- في حديثه الذي أشار إلى أن الإنسان يشابه صديقه في الدين، وأمر بالانتباه إلى دين الصاحب فقال: ” الرجلُ على دينِ خليلِهِ ، فلْينظرْ أحدُكم من يُخاللُ”[3]، كما ورد في قوله تعالى في القرآن الكريم وصف الخليل السيء والخليل الذي يتّقي الله في الآية الكريمة: “لْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ”[4]، فقد وصى الإسلام كثيرًا وحثَّ على البحث عن الصديق أو الصاحب الجيد والمتّقي؛ لأنّه يساعد ويساند على إقامة الدين وتقوى الله.[5]

آثار الصحبة الكريمة

إنَّ آثار الصحبة الكريمة تنعكس على الشخص بالخير، وتؤدي إلى صلاحه إلى حال أحسن، ومن النتائج والآثار المترتبة على الصحبة الكريمة نذكر:

  • تساعد الصحبة الكريمة الإنسان على زيادة التقوى والتقرب من الله.
  • تحسّن الصحبة الكريمة من خلق الإنسان وتقومه إلى حال أفضل.
  • الصاحب الجيد يساعد الإنسان في التعرف على عيوبه وتحسينها.
  • يترك الصاحب الجيد أثرًا طيبًا في نفس صاحبه.
  • يتحسن سلوك الإنسان مع الصاحب الجيد؛ لأنّه يحافظ على السلوك السّوي معه.
  • يسهم الصاحب الجيد في زيادة سعي الإنسان إلى النجاح والكسب والتفوق.
  • تزيد مخالطة الإنسان للناس الجيدين، فمخالطة الصاحب الجيد تزيد من مخالطة الناس الجيدين.
  • إمضاء الإنسان فيما يرضي الله، فإن الصحبة الصالحة دائمة التذكير بذكر الله وشكره وتسبيحه.

شاهد أيضًا: دور الاصحاب في اختيار السلوك الشخصي

إنّ اختيار الصحبة هو أحد أهم اختيارات الإنسان في الحياة، لأنّ الصاحب هو الذي يساعد الإنسان على تجاوز صعبات الحياة؛ لذا لابدَّ أن يكون خيار الإنسان للصاحب سليمًا وفق شروط سليمة، وفي هذا المقال بيّنا أهم شروط اختيار الصحبة الكريمة، وفضل الصحبة الكريمة في الإسلام، والآثار المترتبة على اختيار الإنسان للصحبة الكريمة.[6]

المراجع

  1. ^ alukah.net , الرفقة الصالحة , 24/3/2021
  2. ^ صحيح البخاري , أبو هريرة، البخاري، 660، صحيح.
  3. ^ تحقيق رياض الصالحين , أبو هريرة، النووي، 177، صحيح.
  4. ^ سورة الزخرف , الآية 67.
  5. ^ alukah.net , الرفقة الصالحة , 24/3/2021
  6. ^ alukah.net , الصداقة.. ما لها وما عليها , 24/3/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *