شروط التوبه التي تنفع صاحبها

شروط التوبه التي تنفع صاحبها هو الموضوع الّذي سيتحدّث عنه هذا المقال، فقد يرتكب الإنسان الكثير من المعاصي والذّنوب في حياته ولربّما يرتكب الكبائر أيضاً والعياذ بالله فهو خطّاءٌ غير معصومٍ عن الأخطاء والذّنوب والله سبحانه وتعالى قد فتح له أبواباً كثيرةً ليغفر له ذنوبه ويهديه ويعود إليه وأهم هذه السّبل وأفضلها هو التّوبة.[1]

حاجة العبد إلى التوبه

إنّ من صور رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده المذنبين والعاصين أن فتح لهم باب التوبه، فمهما كانت ذنوب العبد كثيرةً وكبيرةً فبمجرّد أن يتوب توبةً نصوحاً يغفر الله تعالى له كل ذنوبه ويتوب عليه، والتوبه تجلب لصاحبها السّعادة في الدّنيا والآخرة بإذن الله جلّ وعلا وقد أمر الله تعالى عباده ومن بعده رسوله الكريم عليه الصّلاة والسّلام بالتوبه والرّجوع إلى الله وطلب المغفرة من الله فهي طوق نجاة العبد من بحر المعاصي والآثام فإن لم يتب غرق فيه وورث العذاب والهلاك في الآخرة والعياذ بالله، فعلى المؤمن المسلم أن يكون دائم الرّجوع إلى الله كثير التوبه يطلب المغفرة والرّحمة منه جلّ وعلا.[2]

شروط التوبه التي تنفع صاحبها

إنّ التوبه النّصوح الصّادقة والعودة لله طلباً للمغفرة والرّحمة منه هي الطّريق للهداية والإقلاع عن الذّنوب و نيل الغفران من الله سبحانه وتعالى ولكن للتوبه الصّادقة شروطٌ وجب توافرها فتصحّ التوبه بها وتقبل بإذن الله جلّ وعلا والشّروط هي:[3]

• الإقلاع عن ارتكاب المعاصي والآثام وعدم العودة إليها.
• النّدم الشّديد على ارتكاب الذّنوب.
• العزم بصدقٍ على التوبه و الإخلاص فيها وعدم الرّجوع عنها.
• تأدية الحقوق لأصحابها إن وجدت كالغيبة والقصاص وأكل المال بالرّبا.

وهذه الشّروط الأربعة ينبغي أن تتوافر جميعاً لمن ابتغى وقصد التوبه فتقبل توبته بإذن الله عزّ وجلّ.

كيفية التوبه

إنّ سبيل التوبة كان ومازال مفتوحاً لمن قصده وابتغاه ولا يُغلَق باب التوبه إلّا إذا حضر الموت أو طلعت الشّمس من مغربها فبعد هذه السّاعة لا تقبل توبة تائبٍ أبداً، وعلى المسلم أن يسارع بالتوبة والعودة لله فما كيفية التوبه وكيف يتوب العبد لربّه، فعلى من قصد التوبة أن يعزم ألّا يعود للمعاصي الّتي كان يرتكبها ويندم عليها ندماً شديداً فإن كان عليه حقوقٌ للنّاس وجب عليه تأديتها وإعادتها لأصحابها وبذلك يكون قد تاب توبةً صادقةً مقبولةً بإذن الله تعالى، والكافر أو المرتدّ الّذي يريد أن يتوب ويسلم فقد وجب عليه أن ينطق الشّهادتين ويغتسل ويتطهّر مع النّيّة لدخول ملّة الإسلام والرّجوع عن الكفر والإجحاد في الدّين ووجب على التّائب التّوجّه إلى الله بالدّعاء والتّضرّع والتّذلّل طالباً منه المغفرة والرّحمة  والإكثار من الأعمال الصّالحة والاستغفار وذكر الله تعالى.[4]

فضائل التوبه

ذُكِر فيما سلف من المقال شروط التوبه التي تنفع صاحبها والّتي تصحّ بها التوبه وتقبل بإذن الله تعالى وأنّ التوبه الصّادقة النّصوح تغفر الذّنوب مهما كثرت بإذنه جلّ وعلا، وإنّ فضائل التوبه كثيرةٌ وعظيمةٌ وأهمّها:[5]

• نيل محبّة الله تعالى ورضاه والفلاح في الدّنيا والآخرة.
• كما أنّها تنجّي التّائب من عذاب النّار وتبدّل سيّئاته الّتي تاب عنها لحسناتٍ في ميزانه بإذن الله.
• والتوبه تقوّي الإيمان في قلب المسلم وتعود بكلّ الخير والنّعم من الله تعالى على صاحبها وتُحلّ بركة الله على سائر أموره.
•   وهي سببٌ في نزول رحمة الله ونيل الغفران والأجر منه جلّ وعلا فيا لهذا الفضل العظيم الّذي يناله من قصد باب التوبه والرّجوع إلى الله جلّ وعلا ذليلاً راجياً منه المغفرة والرّضا.

شروط التوبه التي تنفع صاحبها مقالٌ تحدّث عن حاجة العبد إلى التوبه وذكر شروط التوبه التي تنفع صاحبها كما ورد فيه كيفية التوبه وفضائل التوبه وتحدّث أيضاً عن أبواب الاستغفار والتوبه الّتي هي سبيل نجاة العبد.