الكثير منا لعب في وقتٍ ما لعبة فيديو على الموبايل، لمَ لا وهذه الأجهزة الذكية الصغيرة قادرة على تشغيل أحدث الألعاب التي تتضمن أفضل التصميمات البصرية وأنماط اللعب المختلفة التي تجذب انتباه مستخدمي الجوال.
في الأيام السابقة، كانت ألعاب الموبايل متاحة من خلال الهاتف المحمول الذي نقتنيه، حيث كانت تقوم الشركات المنتجة للهاتف سواءً سامسونج أو نوكيا بتطوير ألعاب معينة وإرفاقها في الهاتف الجوال. ولكن في الأعوام الأخيرة تغيرت هذه الطريقة، وقامت شركات الهواتف بإرفاق متجر ألعاب، حيث تعمل كبرى شركات تطوير ألعاب الفيديو وشركات الكازينو المباشر المتطورة ومصممي الألعاب المختلفة بإصدار تطبيقات على متاجر الألعاب هذه.
عندما نذكر ألعاب الفيديو على الموبايل، لا بد من ذكر أكثر الألعاب شهرة مثل كول أوف ديوتي وببجي وفورت نايت، حيث قامت هذه الشركات بإصدار أفضل أنماط لعب إطلاق نار أونلاين في الأعوام القليلة المنصرمة، وخلال الوقت الذي لزم العديد منازلهم، وأصبح لعب هذه الألعاب جزءاً من الحياة اليومية.
أما بالنسبة لألعاب الكازينو على الموبايل، فلقد قامت كُبرى شركات تطوير ألعاب الكازينو والقمار وبكرات التدوير بإصدار نسخة لعب على الهاتف المحمول تشابه تجربة لعب الكازينو في الصالات الحقيقية، مرفقةً أكبر مكاسب الكازينو والأرباح من خلال وضع الرهانات.
قد تختلف كل من ألعاب الكازينو وألعاب الفيديو القتالية على الموبايل، ولكن يتشابه الأمران في عملية صناعة اللعب الكبيرة التي تنتج هذه الألعاب. فكل من هذه الألعاب ناجمة عن معالجة بصريات قوية مدمجة مع تصاميم عصرية وأنماط لعب مختلفة تجذب جميع اللاعبين.
كول أوف ديوتي موبايل
لعبة إطلاق النار الشهيرة، والتي تم إصدارها لأول مرة عام 2003 على منصات اللعب مثل البلاي ستيشن وإكس بوكس والحاسوب، ويتضمن نسق اللعبة إطلاق النار والحرب العسكري باستخدام الأسلحة والعتاد العسكري والقيام بعدة مهام في الفريق. قامت الشركة بإطلاق العديد من التحديثات والأجزاء لهذه اللعبة لكي تضمن بقاء اللاعبين أطول فترة ممكنة في ممارسة هذه اللعبة.
في 2019، تم إطلاق النسخة الخاصة بالهاتف المحمول، وتسمى كول اوف ديوتي موبايل، وسرعان ما اشتهرت هذه اللعبة حيث شهدت أكثر من 85 مليون تنصيب خلال أول شهر من إصدار اللعبة. كما قامت الشركة المصنعة بإصدار تحديثات مستمرة للعبة منها إدراج شخصيات وخرائط لعب جديدة.
صفقة مايكروسوفت ونينتندو
في بداية عام 2022، أقدمت شركة مايكروسوفت على صفقة شراء شركة أكتيفيجن بليزارد وهي المصممة لكول اوف ديوتي بصفقة تبلغ حوالي $69 مليار دولار، وهي ثاني أكبر صفقات الشركة، وذلك لضمان واحدة من أكثر الألعاب شهرة على منصات اللعب التي تنتجها مايكروسوفت وهي اكس بوكس.
ولكن الصفقة المقترحة التي تمتد لعشرة أعوام، واجهت العديد من الصعوبات في ظل تخوف مجال صناعة اللعب من هيمنة مايكروسوفت على أكثر ألعاب شركة أكتيفجن شهرةً مثل كول اوف ديوتي وكراش ودوم وديستني واحتكارها على منصتها اكس بوكس، مما يخالف قوانين المنافسة في الولايات المتحدة الأمريكية.
لذلك، قامت السلطات المحلية في أمريكا بالتدقيق والتحقيق في هذه الصفقة لضمان عدم إخلال موازين المنافسة في السوق، مما أدى إلى تعليق الصفقة. بعد 12 شهراً صرّحت شركة مايكروسوفت بتعهدها على توفير اللعبة في الإصدارات القادمة على منصات اللعب المختلفة بما فيها الشركات المنافسة مثل نينتندو، وذلك في بادرة تنم عن حسن النية وعدم إقدام الشركة على احتكار اللعبة، مما قد يؤدي إلى إتمام الصفقة.
كما أعربت مايكروسوفت عن نيتها في استمرار التعاون مع شركات إصدار الألعاب على الحاسوب، والتي تعمل معها أكتيفيجن بليزارد حالياً لاستمرار إطلاق اللعبة على الحواسيب، والتي تعد من أكثر منصات لعب كول اوف ديوتي شهرة واستخداماً.
ولكن سوني المنتجة لأكبر منصات اللعب – بلاي ستيشن – تبدو قلقة من هذه الصفقة حيث قد يؤدي الأمر إلى تقليص اختيارات اللعب لمستخدمي البلاي ستيشن. ولكن قامت شركة مايكروسوفت بالمثل، وأعربت عن نيتها في استمرار إصدار اللعبة على منصات بلاي ستيشن لـ10 أعوام على الأقل. لكن شركة لم تدلي بأي تصريح في هذا السياق، واستمرت في معارضة هذه الصفقة.
أما بالنسبة للعب على منصة نينتندو سويتش، فيبدو أن الأمر صعباً نوعاً في تقديم هذا النوع من الألعاب على المنصة، حيث ترتكز غالبية ألعاب نينتندو على الألوان المبهجة ونمط اللعب البسيط والملائم للأطفال والعائلة، مما قد يمثل تحدياً كبيراً في تقديم لعبة إطلاق النار ترتكز على نمط الحرب والتنافس.
إضافة إلى أن معالج جهاز نينتندو سويتش صغير في الحجم، ولا يشابه معالجات المنصات الأخرى مثل اكس بوكس وبلاي ستيشن، مما يفسر الاختلاف في حجم جهاز اللعب. لذلك على فريق تصميم جهاز نينتندو سويتش العمل على تطوير معالج المرئيات الخاص بالمنصة والعمل على تسويق نوع جديد من الألعاب يختلف عن الألعاب المتاحة على منصة ألعاب نينتندو.
مستقبل ألعاب الموبايل
في حال نجاح هذه الخطة، فيبدو أن أحدث ألعاب الفيديو ستصبح على منصات اللعب المحمولة باليد مثل سويتش وكول اوف ديوتي موبايل والعديد من الألعاب التي تُلعب على الموبايل بقيمة شرائية تبلغ المليارات من الدولارات، وذلك في تطور مستمر لممارسة ألعاب الفيديو بشكل أسرع، ومن أي مكان.
قد يبدو الخيار واسعاً جداً في ألعاب الفيديو أونلاين، أو على الموبايل، ولكن الإنفاق الضخم على ألعاب معينة يجعل خيار اللاعبين واضحاً إلى حدٍ كبير، وهو اختيار ألعاب الفيديو المشهورة والناتجة عن كبرى شركات تصميم وتطوير الألعاب.
كما أن هذا التطور يبدو منطقياً في ظل تفوق الهاتف المحمول كمنصة لعب على باقي منصات اللعب بما فيها منصات التحكم اليدوي والحاسوب، ولكن الأمر الآن يشهد دخول كبرى شركات تصميم الألعاب مثل مايكروسوفت وسوني ونينتندو في مجال تطوير ألعاب الموبايل في مواجهة مباشرة للشركات الموجودة حالياً مثل تينسنت، واستمرار لتحدي مباشر بين كول اوف ديوتي و ببجي موبايل.
