صلاة الجمعة للمسافر هل تقصر مع العصر

صلاة الجمعة للمسافر هل تقصر مع العصر

صلاة الجمعة للمسافر هل تقصر مع العصر هو سؤال من الأسئلة الفقهية والشرعية والتي لا بدَّ من توضيح إجابتها، فإنَّ الشريعة الإسلامية هي شريعة كاملة فيها من الأحكام ما يُراعي ويُقدِّر كل الأحوال والظروف التي قد يمرُّ بها المُسلم، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على أحد الرخص في الدين الإسلامي، وهي صلاة المسافر، كما سنذكر الأحوال التي تُقصر فيها الصلاة والأحوال التي يجب إتمام الصلاة فيها، وسنُعرِّف بحكم صلاة الجمعة للمُسافر وهل تُقصر مع صلاة العصر أم لا.

صلاة المسافر

إنَّ صلاة المُسافر أو صلاة السفر هي رخصة من رخص الشريعة الإسلامية، والتي من خلالها أباح الإسلام قصر الصلاة الرُباعية أي التي فيها أربع ركعات إلى ركعتين، أمَّا صلاة الفجر والمغرب فهما تبقيان على حالهما أثناء السفر، وقد ورد ذكر ذلك في قوله تعالى: “وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا”[1]، والله أعلم.[2]

صلاة الجمعة للمسافر هل تقصر مع العصر

يجوز قصر صلاة الجمعة للمسافر مع العصر، فإنَّ صلاة الجمعة تسقط عن المُسافر ولا حرج في عدم أدائه لها، حيث يُصلي المرء في هذه الحالة صلاة الظهر ركتين قصرًا،  ويُمكن للمسافر أن يجمع بين صلاة الظهر والعصر تقديمًا أو تأخيرًا، إلَّا أنَّ الأفضل له أو الأولى ألَّا يجمع بين الصلاتين إلَّا في حالة الحاجة لذلك مثل أن يكون في أداء كل صلاة مُنفردة مشقة، وقد أكَّد على ذلك الشيخ ابن عثيمين في قوله: “المسافر لا جمعة عليه ، ودليل ذلك : أن النبي صلّى الله عليه وسلّم في أسفاره لم يكن يصلي الجمعة ، مع أن معه الجمع الغفير ، وإنما يصلي ظهراً مقصورة”، والله أعلم.[3]

متى يجب قصر الصلاة للمسافر

يجب قصر الصلاة للمُسافر حين يكون سفره في طاعة وذلك كأن يُسافر للحج أو العمرة أو طلب الرزق، وعلى أن تكون المسافة المقطوعة في السفر أكثر من أربعة برد أي تُعادل ثلاثة وثمانين كيلومتر تقريبًا، وفي هذه الحالة يجوز للمسافر أن يقصر ويجمع الصلوات، فإذا وصل إلى جهته يحق له القصر ما لم ينوي الإقامة والاستقرار في هذا البلد، وذلك بحسب رأي جمهور العلماء.

متى يجب إتمام الصلاة للمسافر

اختلف أهل العلم في الوقت المُحدد للإقامة بعد السفر، وهو الوقت الذي يجب على المُسافر أن يُتمَّ صلاته فيه ولا يقصرها أو يجمعها، وقد ذهب الشافعية والمالكية إلى أنَّه إذا تجاوزت المُدة التي يُقيم فيها المسافر الأربعة أيام باستثناء يومي الوصول والذهاب فإنَّه يجب عليه إتمام الصلاة، أمّا الحنابلة فقد قالوا أنَّه يجوز للمسافر أن يقصر الصلاة ما لم يكن في نيَّته الإقامة أكثر من اربع أيام أو ما يُعادل عشرين صلاة مُتضمنة يومي الخروج والدخول، كما ذهب ابن تيمية إلى أنَّه يجوز للمرء أن يقصر الصلاة في حال لم ينوي الإقامة الدائمة في البلد بغض النظر عن المدة المُقامة، فقد أقام النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- مع أصحابه عند فتح مكة عشرين يومًا وكانوا يقصرون الصلاة في هذه المدة، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: تجوز الصلاة على المركوب في السفر دون عذر في أداء

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن صلاة الجمعة للمسافر هل تقصر مع العصر، كما عرَّف بصلاة المسافر، بالإضافة إلى توضيح الأوقات التي يجوز فيها قصر الصلاة والأوقات التي لا يجوز فيها قصر الصلاة للمسافر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *