طريقة صلاة الاستخارة للزواج .. فوائد وثمرات الاستخارة

طريقة صلاة الاستخارة للزواج هو الموضوع الّذي سيتناوله هذا المقال، فالزواج هو اللبنة الأساسية لتكوين المجتمع، ومن سنن الله في الخلق والتكوين، و قرار الزواج من أهم وأصعب القررات التي يتخذها الإنسان في حياته، إذ يبنى عليه حياته من سعادة أو شقاء، فعند الإقدام على الزواج يحتاج الإنسان إلى المشاورة، والتَّأنِّي في هذه الخطوة، وأفضل ما يستعين به المسلم لقضاء حوائجه، التوكل على الله سبحانه.

الاستخارة

الاستخارة سُنَّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (منْ سعادةِ ابنِ آدمَ استخارتُهُ اللهَ، و منْ سعادةِ ابنِ آدمَ رضاهُ بما قضَى اللهُ ومنْ شَقَاوةِ ابنِ آدمَ تركُهُ استخارةَ اللهِ، و منْ شقاوةِ ابنِ آدمِ سخطُه بما قضى اللهُ لهُ)[1]، والاستخارة تكون في الأمر الذي يريد أن يقدم عليه المسلم، سواء كان مترددًا فيه أم جازمًا، وليس كما يظن البعض أن الاستخارة في الأمر الذي يتردد فيه؛ لأن الاستخارة طلب التوفيق، والنتائج لا يعلمها إلا الله.[2]

طريقة صلاة الاستخارة للزواج

صلاة الاستخارة هي ركعتانِ يُصلِّيهما المصلي مع نية الاستخارة، ثم يقول: (اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ)[3]، وعلى المستخير أن يلتزمَ بألفاظ الدُّعاء الوارد فلا يَزيد فيه ولا ينقص لقولِ جابر بن عبدالله – رضي الله عنهما -: كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يُعلِّمنا الاستخارة في الأمورِ كلِّها كما يعلِّمنا السورةَ من القرآن”، ويجوز الدعاءُ قبلَ السلام وبعده، والدعاء قبلَ السلام أفضل، فإنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان أكثرُ دعائه  قبلَ السلام، والمصلِّي قبلَ السلام لم ينصرفْ، ويجوز أيضًا أن يقرأ دعاء الاستخارة بدون صلاة ركعتين قبلها، ولكن صلاة ركعتين أفضل، ولم يخصَّ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم سُورًا معينة لصلاة الاستخارة، فيقرأ المستخير ما شاء.[4]

شاهد أيضًا: مواقيت الصلاة في المملكة العربية السعودية

فوائد وثمرات الاستخارة

الاستخارة عبادةٌ من فضائل العبادات، ووسيلةٌ من أجلّ التوسّلات إلى الله -تعالى- وفيما يلي فوائد الاستخارة وثمراتها:[5]

• دليل على تعلق قلب المؤمن بالله – عز وجل -، وتوكله عليه في سائر أحواله، قال تعالى:( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )[6]، وقال تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ )[7]
• حصول البركة في الأمر الذي سيقدم عليه، والبركة ما حلت في قليل إلا كثر، ولا كثير إلا نفع.
• تشعر العبد بالراحة والطمأنينة؛ لأن العبد يفوض أمره الى الله عز وجل، الذي بيده ملكوت كل شئ وتبعده عن الحيرة والقلق بالتفكير فقد ركن إلى القوي العزيز (قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ).[8]
• حصول الخير ودفع الشر؛ لأن ما يختاره الله لعبده أفضل مما يختاره العبد لنفسه؛ لأنه سبحانه هو العالم بمصالح عباده، العالم بغيبيات الأمور.

وبهذا نكون قد بينا طريقة صلاة الاستخارة للزواج، وأنه يجب على المسلم عدم الركون إلى صلاة الاستخارة فقط، بل يجب عليه الأخذ بالأسباب، والتوكل على الله سبحانه وتعالى، وأوضحنا فوائد وثمرات الاستخارة للمسلم.