ظهرت الفتنة في عهد الخليفة عثمان بن عفان بسبب

ظهرت الفتنة في عهد عثمان بن عفان بسبب

ظهرت الفتنة في عهد الخليفة عثمان بن عفان بسبب عدة أشياء مختلفة، حيث بدأت بمقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وانتهت بظهور الخوارج، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتنة بشكل عام ما رواه أنس بن مالك: “الفِتنةُ نائمةٌ لعنَ اللَّهُ مَن أيقظَها”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا وَهو يَعُدُّ الفِتَنَ: “منهنَّ ثَلَاثٌ لا يَكَدْنَ يَذَرْنَ شيئًا، وَمِنْهُنَّ فِتَنٌ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ منها صِغَارٌ وَمنها كِبَارٌ”.

ظهرت الفتنة في عهد الخليفة عثمان بن عفان بسبب

لقد ظهرت الفتنة في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان بسبب طاعة ولى الأمر، حيث تغيرت الأحوال عن عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، والسبب في ذلك هو كثرة الفتوحات، وتغيير حال المسلمين المادي للأفضل، وتغير بعض النفوس، مما بدوره جعل عثمان بن عفان رضي الله عنه في مأزق، حيث أنه وجوز نفسه يحكم أناسًا غير الذين كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحكمهم.

وأغلب من قام برعايتهم عثمان بن عفان رضى الله لم يحظوا بنعمة رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك منهم من غرته الدنيا، ومنهم من استولى اللهو واللعب على قلبه، وغرق في اموال الفتوحات، فبسبب كل تلك التغيرات حدثت الفتنة، ولقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة عن الفتنة، وأمرهم بتحذير الناس منها، فبالفتنة تتدمر الأوطان، وتنتشر المفاسد بين الناس.

وعلى الرغم من ظهور الفتن في ذلك الزمان إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد أنه خير زمان بعد زمنه، بدليل ما روي عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: “خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه: قرنين أو ثلاثة؟ ثم إن بعدهم قوما يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن”.

شاهد أيضًا: أعظم عمل أنجز في عهد الخليفة عثمان بن عفان

أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الفتنة

ورد في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم احاديث تتحدث عن الفتنة، ومن ضمن تلك الأحاديث النبوية المطهرة، ما يلي:

  • عن الزّبير بن عديّ قال: أتينا أنساً، فشكوْنا إليه ما نلقى من الحجاج. فقال: “اصْبِرُوا؛ فَإِنَّهُ لا يَأْتِي عَلَيْكُم زَمَانٌ إَلاّ والّذي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ” سَمِعْتُهِ من نبيِّكم صلّى الله عليه وسلّم.
  • عن عِمران بن حُصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سمِع بالدَّجَّالِ فلينْأَ عنه، فواللهِ إنَّ الرَّجلَ ليأتيه وهو يحسَبُ أنَّه مؤمنٌ فيتبعُه ممَّا يبعثُ به من الشُّبهاتِ، أو لما يُبعَثُ به من الشُّبهاتِ”.
  • وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: “يَتَقارَبُ الزَّمانُ، ويَنْقُصُ العَمَلُ، ويُلْقَى الشُّحُّ، وتَظْهَرُ الفِتَنُ، ويَكْثُرُ الهَرْجُ قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أيُّمَ هُوَ؟ قالَ: القَتْلُ القَتْلُ.”
  • عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وتجيءُ فِتَنٌ، فيُرَقِّقُ بعضُها بعضًا، وتجيءُ الفتنةُ، فيقولُ المؤمنُ: هذه مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تنكشِفُ، وتِجيءُ الفتنةُ، فيقولُ المؤمِنُ: هذهِِ هذِهِ. فمَنْ أحبَّ منكم أنْ يُزَحْزَحَ عنِ النارِ، ويَدْخُلَ الجنةَ، فلْتَأْتِهِ منيتُهُ وهوَ يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخرِ، وليأْتِ إلى الناسِ، الذي يُحِبُّ أنْ يُؤْتَى إليه”.
  • عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلمَ قالَ: “بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا، أَوْ يُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرضٍ مِنَ الدُّنْيَا”.
  • وعن أَبِي سَعِيدٍ الخدري -رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: “يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ خَيْرُ مَالِ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ الْغَنَمُ، يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ”.
  • عن الحذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وَهو يَعُدُّ الفِتَنَ: “منهنَّ ثَلَاثٌ لا يَكَدْنَ يَذَرْنَ شيئًا، وَمِنْهُنَّ فِتَنٌ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ منها صِغَارٌ وَمنها كِبَارٌ”.
  • وعَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: “قال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، هل للإسلامِ مِن مُنتَهًى؟ قال: نعَم، أيُّ أهلِ بيتٍ منَ العربِ والعجمِ، أراد اللهُ عزَّ وجلَّ بهم خيرًا أدخَل عليهمُ الإسلامَ قال: ثم مَه؟ قال: ثم تقَعُ الفتنُ كأنهَّا الظُّلَلُ، قال: كلا واللهِ إن شاء اللهُ. قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: بَلى، والذي نفسي بيدِه، ثم تعودونَ فيها أساودَ صُبًّا، يضربُ بعضُكم رقابَ بعضٍ”.

انتهاء الفتنة بظهور الخوارج

بدأت الفتنة في عهد الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه وبدأت بمقتله، وانتهت بظهور الخوارج، وكان الخوارج يعارضون أوامر الصحابة رضوان الله عليهم، ويحرفون تفسير آيات كتاب الله عز وجل، حيث قال الله عز وجل عنهم في كتابة العزيز، ما يلي:

  • قال الله سبحانه وتعالى: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا”.
  • قال الله عز وجل: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”.
  • وقال الله سبحانه وتعالى: “وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”.
  • قال الله عز وجل في كتابه العزيز: “إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ”.
  • قال الله عز وجل: “انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۖ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْمًا مُبِينًا”.
  • وقال الله سبحانه وتعالى: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ ۚ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا”.
  • قال الله عز وجل: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا”.

وفي النهاية نكون قد عرفنا أنه ظهرت الفتنة في عهد عثمان بن عفان بسبب طاعة ولي الأمر، وينبغي على كل مسلم ومسلمة عدم الانسياق وراء الفتن، وحسن الظن بالناس، والبعد عن كل ما الأمور التي قد تؤدي لحدوث فتن أو خلافات، حيث أنه روي عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن الفتنة:  “الفِتنةُ نائمةٌ لعنَ اللَّهُ مَن أيقظَها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *