عقوبتان يعجل الله بهما في الدنيا

عقوبتان يعجل الله بهما في الدنيا

عقوبتان يعجل الله بهما في الدنيا حيث لا يفلت المذنب من عقاب الله تعالى إلا بتوبته إليه عز وجل، وبقبول تلك التوبة من الله سبحانه وتعالى، وهناك ذنوب مرتكبة لا يعجل الله تعالى عقوبتها في الدنيا، وضحت تلك الذنوب في كتاب الله تعالى والأحاديث النبوية الشريفة، وأقوال واجتهادات الفقهاء.

عقوبتان يعجل الله بهما في الدنيا

يعجل الله تعالى بعقوبتي عقوق الوالدين، والظلم في الدنيا، وذلك لأن عقوق الوالدين والظلم من ضمن كبائر الذنوب، حيث أن الإمام النووي قال في عقوق الوالدين: “أن العلماء أجمعوا على وجوب بر الوالدين، وأن عقوقهما من ضمن كبائر الذنوب”، وبر الوالدين من ضمن فرائض العين، التي لا يجوز فيها النيابة.

ورد عن عقوق الوالدين في جاء حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: “أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبائِرِ ثَلاثًا، قَالُوا: بَلى يا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: الإِشْراكُ بِاللهِ وَعُقوقُ الْوالِدَيْنِ وَجَلَسَ، وَكانَ مُتَّكِئًا، فَقالَ أَلا وَقَوْلُ الزّورِ قَالَ فَما زَالَ يُكَرِّرُها حَتّى قُلْنا لَيْتَهُ سَكَتَ”.

ظلم العباد عقابه كبير عند الله عز وجل وكبيرة من ضمن كبائر الذنوب لذلك عجل الله سبحانه وتعالى بعقابه في الدنيا، وتوعد الله تعالى بتعجيل عقوبة الظالمين في الدنيا وذلك لكثرة أشرار الظلم على المجتمع، لما فيه من فساد قد يؤدي لدمار الأمة بدليل ما قاله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ليس شيءٌ أُطِيعَ اللهُ -تعالى- فيه أعجلَ ثواباً من صلَةِ الرحِمِ، وليس شيءٌ أعجلَ عقاباً من البغْيِ وقطيعةِ الرَّحم”.

شاهد أيضًا: لماذا الشيطان لا يتوب

ما هي عقوبة الظلم المعجلة في الدنيا

قضى الله عز وجل بأن يُمهل الظلمة، ولا يعجل عقوبتهم وذلك لحكم متعددة منها استدراج الظالم لكي يأخذ عقابه على أقبح صورة بدليل قول الله سبحانه وتعالى: “إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الدعاء بالظلم من ضمن الأدعية الغير مستجابة وذلك بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزالُ يُستجابُ للعبدِ ما لم يدعُ بإثمٍ، أو قطيعةِ رحمٍ”.

من صَر تعجيل عقوبة الظالم في الدنيا القصاص، حيث شرع الله تعالى القصاص بين الناس بدليل قول الله تعالى: “وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”.

يضل الله عز وجل الظالمين في الدنيا بدليل قول الله تعالى: “يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظّالِمينَ وَيَفعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ”، وذلك من ضمن صور تعجيل العقاب، والهلاك من ضمن صور تعجيل العقاب في الدنيا بدليل ما فعله الله تعالى في فرعون وقومه من غرق وهلاك، حيث قال الله تعالى: “فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ*وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ القِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ*وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُم مِّنَ المَقْبُوحِينَ”.

عقوبة عقوق الوالدين

بر الوالدين واجب على كافة المسلمين بدليل قول الله تعالى: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلا كَرِيما وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرا”، وبر الوالدين عبادة لها فضل ومكانة كبيرة في الإسلام، حيث أن الله عز وجل قرن بر الوالدين بعبادته بدليل قول الله تعالى: “وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا، وقول الله عز وجل: “أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ”.

اتفق الفقهاء على أن عقوق الوالدين من ضمن كبائر الذنوب، لذلك عقوبته معجلة في الدنيا بدليل قول رسول اللهُ صلى الله عليه وَسَلَّمَ: “مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أَبَاهُ، مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أُمَّهُ، مَلْعُونٌ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ، مَلْعُونٌ مَنْ كَمَهَ أَعْمَى عَنْ طَرِيقٍ، مَلْعُونٌ مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ، مَلْعُونٌ مَنْ عَمِلَ بِعَمَلِ قَوْمِ لُوط”، وقال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أيضًا: “اثْنَتَانِ يُعَجِّلُهُمَا اللهُ فِي الدُّنْيَا: الْبَغْيُ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ”، فعقوق الوالدين سبب لدخول النار، وغضب الله تعالى على العبد، والحرمان من البركة والخير بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة عاقٌّ، ولا منَّانٌ، ولا مُدمن خمر”.

وفي النهاية نكون قد عرفنا أنه هناك عقوبتان يعجل الله بهما في الدنيا يعجل الله تعالى بعقوبتي عقوق الوالدين، والظلم في الدنيا، وذلك لأن عقوق الوالدين والظلم من ضمن كبائر الذنوب، وذلك لقبح فعلهم، ومن ضمن صور تعجيل العقاب الهلاك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *