عقوبتين في الدنيا قبل الآخرة

عقوبتين في الدنيا قبل الآخرة

عقوبتين في الدنيا قبل الآخرة حيث أن العاصي ومرتكب الذنوب لا يفلت أبدًا من عقاب الله عز وجل إلا بالتوبة إليه سبحانه وتعالى، وأن يقبل الله عز وجل توبته، وهواك بعض الذنوب التي يعجل الله تعالى عقوبتها في الدنيا وذلك لفظاعتها ولقبحها ودل على تلك الأفعال الكثير من الأدلة الموجودة في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة.

عقوبتين في الدنيا قبل الآخرة

عقوق الوالدين وظلم العباد هما الذنبان الذي يعجل الله عز وجل بعقوبتهما في الدنيا، وذلك لقبح فعلها ولتحذيره عز وجل هو ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم الوقوع فيهما، وكلاهَا من كبائر الذنوب، حيث أن بر الوالدين فرض عين على كل مسلم ومسلمة، ولا يجوز فيه النيابة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عقوق الوالدين قال: “أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبائِرِ ثَلاثًا، قَالُوا: بَلى يا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: الإِشْراكُ بِاللهِ وَعُقوقُ الْوالِدَيْنِ وَجَلَسَ، وَكانَ مُتَّكِئًا، فَقالَ أَلا وَقَوْلُ الزّورِ قَالَ فَما زَالَ يُكَرِّرُها حَتّى قُلْنا لَيْتَهُ سَكَتَ”.

ظلم العباد من ضمن كبائر الذنوب أيضًا كعقوق الوالدين لذلك عجل الله تعالى بعقوبته في الدنيا، وذلك لما يتسبب فيه الظلم من إضرار بالمجتمع ولنشر الفساد ولدمار الأمة، بدليل ما قاله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ليس شيءٌ أُطِيعَ اللهُ -تعالى- فيه أعجلَ ثواباً من صلَةِ الرحِمِ، وليس شيءٌ أعجلَ عقاباً من البغْيِ وقطيعةِ الرَّحم”.

عقوبة الظلم في الدنيا

قضى الله سبحانه وتعالى بأن يُمهل الظالم لظلمة، ولا تعجل عقوبته لعدة أسباب ولحكم متعددة منها ترك الظالم يفجر في ظلمه لكي ينال عقابه على أقبح صور ممكنة بدليل قول الله عز وجل: “إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ”، ومن ضمن صور تعجيل عقوبة الظلم في الدنيا تشريع الله عز وجل للقصاص بين الناس بدليل قول الله تعالى: “وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”.

ويضلل الله سبحانه وتعالى للظالمين في الدنيا بدليل قول الله عز وجل: “يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظّالِمينَ وَيَفعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ”، وذلك من ضمن صور تعجيل العقاب، ويعد الهلاك أيضًا ضمن صور تعجيل العقاب في الدنيا بدليل ما فعله الله تعالى: “فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ*وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ القِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ*وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُم مِّنَ المَقْبُوحِينَ”، وذلك حينما أهلك فرعون وقومه.

شاهد أيضًا: هل خلع الحجاب من الكبائر

عقوبة عقوق الوالدين

بر الوالدين فرض عين على عامة المسلمين ولا يجوز في ذلك الفرض النيابة بدليل قول الله تعالى: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلا كَرِيما وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرا”، وقرن الله تعالي عبادته ببر الوالدين حيث  قال الله تعالى: “وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا، وقول الله عز وجل: “أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ”.

لذلك اتفق العلماء على أن عقوق الوالدين كبيرة من كبائر الذنوب، لذلك عقوبته من ضمن العقوبات المعجلة في الدنيا بدليل قول رسول اللهُ صلى الله عليه وَسَلَّمَ: “مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أَبَاهُ، مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أُمَّهُ، مَلْعُونٌ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ، مَلْعُونٌ مَنْ كَمَهَ أَعْمَى عَنْ طَرِيقٍ، مَلْعُونٌ مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ، مَلْعُونٌ مَنْ عَمِلَ بِعَمَلِ قَوْمِ لُوط”.

قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أيضًا: “اثْنَتَانِ يُعَجِّلُهُمَا اللهُ فِي الدُّنْيَا: الْبَغْيُ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ”، فعقوق الوالدين سبب لدخول النار، وغضب الله تعالى على العبد، والحرمان من البركة والخير بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة عاقٌّ، ولا منَّانٌ، ولا مُدمن خمر”.

وفي النهاية نكون قد عرفنا ما هما الـ عقوبتين في الدنيا قبل الآخرة حيث أن عقوق الوالدين وظلم العباد هما الذنبان الذي يعجل الله عز وجل بعقوبتهما في الدنيا، وذلك لقبح فعلها ولتحذيره عز وجل هو ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم الوقوع فيهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *