ما هي طرق علاج التطريش للاطفال وما طرق الوقاية من حدوثه

علاج التطريش للاطفال

ما هي طرق علاج التطريش للاطفال ؟، حيث يعد التهاب المعدة والأمعاء  السبب الأكثر شيوعًا للتقيؤ عند الأطفال والرضع، وهذه عدوى معوية عادة ما يسببها فيروس أو بكتيريا، كما يعد الإسهال أحد أعراضها البارزة، وهي حالة صحيّة تكون الأعراض الناجمة عنها مزعجة  للطفل، ولكن عادةً ما تزول ويبدأ الطفل في الشعور بالتحسن في غضون أيام قليلة، وعلى الرغم من أنّ القيء عند الأطفال أمرٌ طبيعي ولا يعد علامة على شيء خطير، إلا أن القيء المستمر قد يتسبب أحيانًا في إصابة الطفل بالجفاف الشديد، وفي حالات نادرة جدًا قد يكون علامة على شيء أكثر خطورة مثل مرض التهاب السحايا.

القيء عند الأطفال

يحدث القيء أو التطريش نتيجة من رد فعل انعكاسي ينتج عنه تحفيز مركز التقيؤ في الدماغ لجعل عضلات البطن والحجاب الحاجز ينقبضان بقوة أثناء استرخاء المعدة، ويتم تحفيز هذا المركز بعدة طرق يمكن ذكرها على النحو التالي:[1]

  • تحفيز الأعصاب في المعدة والأمعاء بسبب تهيج أو تورم الجهاز الهضمي بسبب العدوى أو الانسداد.
  • وجود مواد كيميائية في الدم مثل الأدوية.
  • التعرض لمثير نفسي مثل: الروائح المزعجة.
  • تحفيز الأذن الوسطى كما يحدث في القيء المصاحب لدوار الحركة.

علاج التطريش للاطفال

في ظل الحديث عن علاج التطريش للاطفال، غالبًا ما ينتهي القيء ويتوقف تلقائيًا بمرور الوقت، [15] في الواقع، فإن استخدام خيارات الأدوية لعلاج القيء ليس بشكل عام أحد الخيارات الموصى بها أو المستخدمة للأطفال،[16] وبالأحرى، فإن أفضل علاج للقيء عند الأطفال هو الانتظار والاستراحة في المنزل، وتعويض سوائل الجسم وتقديم الوجبات الغذائية السائلة للطفل لمدة 24 ساعة.

في حالات الجفاف الشديد أو عدم قدرة الطفل على تعويض السوائل عن طريق الفم، يتم استخدام استبدال السوائل عن طريق الوريد،[15] بسبب عدم وجود أدلة كافية على فعالية الأدوية في هذه الفئة العمرية، بالإضافة إلى الآثار الجانبية التي قد تنتج عنها[11] كما أن الأدوية الموصوفة لعلاج القيء لا تساعد إذا كان سبب القيء هو عدوى فيروسية.[10]

في حال كان الطفل يعاني من قيء متكرر أو يعاني من غثيان وقيء شديدين، من الضروري استشارة الطبيب، حيث قد يوصي بمضادات القيء المستخدمة لتخفيف الغثيان والقيء،[3] ومبدأ عمل هذه الأدوية هو وقف نوع معين من الناقلات العصبية التي تعمل كمحفزات للغثيان والقيء، [17] قد تتضمن خطة العلاج أيضًا الأساليب الوقائية التالية للقيء المتكرر والغثيان، وفي حالة القيء هو وجود حالة طبية أخرى يتم استخدامه لعلاجه والسيطرة عليه، وعلى سبيل المثال في حالة الاشتباه في الصداع النصفي البطني أو متلازمة القيء الدوري، فقد يوصي الطبيب باستخدام الأدوية المضادة للصداع النصفي ومضادات القيء، وقد يوصي الطبيب باستخدام العلاج السلوكي النفسي إذا كان التوتر والقلق من العوامل المؤدية إلى التقيؤ المتكرر.[18]

شاهد أيضًا: علاج الخوف عند الاطفال بطرق بسيطة

نصائح علاجية لتخفيف القيء عند الأطفال

فيما يلي مجموعة من التوصيات العلاجية والنصائح التي يمكن اتباعها لعلاج التطريش للاطفال والغثيان المصاحب منزليًا:

مراقبة الجفاف وفقدان السوائل

الجفاف هو أحد أكثر أسباب القيء إثارة للقلق، والجفاف يعني أن الجسم فقد الكثير من الماء بطريقة تتجاوز الحد الطبيعي،[1] ومن المهم ملاحظة أن فئة الرّضع والأطفال أقل من عام واحد يتطلبون رعاية واهتمام خاص إذا استمر القيء، وهذا يمكن أن يؤدي إلى جفاف سريع عند الأطفال[2]، لذلك لا بد من الانتباه لمشكلة الجفاف عند الأطفال في حالة القيء واتباع الإجراءات اللازمة، والانتباه إلى شدة ودرجة الجفاف عند حدوثه، ويمكن تفسير ذلك على النحو التالي:

  • الجفاف الخفيف: تشمل أعراض الجفاف الخفيف العطش وجفاف الفم بعض الشيء، وهذا النوع من الجفاف لا يتطلب سوى المتابعة والمراقبة لمواكبة حالة الطفل وشدة ارتفاع ضغط الدم بحاجة إلى أي تدخل طبي طارئ.
  • جفاف معتدل أو شديد: من الضروري مراجعة طبيب الطوارئ هنا، وإدراج أعراض الجفاف المعتدل أو الشديد مثل جفاف الفم، قلة التبول، وهذا يدل على عدم ذهاب الطفل إلى المرحاض أو جفاف الحفاض عند الرضع خلال ست ساعات، ومن أعراضه الأخرى جفاف الدموع عند بكاء الطفل، حيث لا تظهر، وأطراف الطفل تكون باردة أو متعرقة، ويعاني الطفل من قلة النشاط،[3] وصعوبة أو سرعة التنفس، وشحوب المنطقة حول العينين، كذلك اليافوخ،[4] والتعب والدوار وعدم الثبات عند محاولة الوقوف.[1]

شاهد أيضًا: اسباب رائحة الفم عند الاطفال وطرق علاجها والوقاية من حدوثها

الوقاية من الجفاف للأطفال

لتجنب الإصابة بالجفاف من الضروري الانتباه إلى ضرورة شرب السوائل، وهذه الخطوة من أهم طرق الوقاية من الجفاف.[5]

الوقاية من الجفاف عند الرّضع

تعتمد طرق الوقاية من الجفاف عند الرضع على طريقة تناولهم للحليب ، ويمكن تفسير ذلك على النحو التالي:

  • الرّضع الذين يتغذون على اللبن الصناعي: يُنصح الأطفال الذين يتغذون على اللبن الصناعي ويتقيأون أكثر من مرة بالخضوع لعلاج الجفاف عن طريق الفم،[1] ويتضمن العلاج محلول من الماء والملح ومن السهل الحصول عليه هذه المحاليل في الصيدليات،[6][7] وهذه السوائل يجب أن تدار لمدة ثماني ساعات، حيث يوصى بإعطاء 5 إلى 10 مل من هذا المحلول كل خمس دقائق باستخدام ملعقة أو محقنة، وبعد أربع ساعات من وقف القيء ينصح بمضاعفة هذا المقدار، وينصح  كذلك باستشارة الطبيب [8]، وفي حالة عدم توفر هذه الحلول يوصى بتوفير حليب الأطفال بشكل مستمر حتى يتمكن من شرائه.[1]
  • الرّضع المعتمدون على حليب الأم: بشكل عام ليس من الضروري استخدام محاليل معالجة الجفاف عن طريق الفم للرضع الذين يحصلون على الحليب من خلال الرضاعة الطبيعية، حيث أن حليب الأم سهل الهضم بطبيعته،[3] حيث يوصى باستئناف الرضاعة الطبيعية في حالة تحسن الطفل الرضيع وتوقف القيء، وإذا لم يطرأ تحسن على حالة المريض يُنصح بمراجعة الطبيب خلال 24 ساعة، أمّا فيما يتلق بكيفية الرضاعة الطبيعية عند إصابة الطفل بالتقيؤ، فبشكلٍ عام يُنصح بالعمل على زيادة عدة مرات ارضاع الطفل مع مرعاة التقليل من الكميات التي يتم تزويدها للطفل في المرّة الواحدة كما يلي:[1]
  • إرضاع الطفل لمدة خمس دقائق كل 30-60 دقيقة، في حالة القيء أكثر من مرة، وبعد أربع ساعات من التوقف يوصى باستئناف الرضاعة كالمعتاد وكالعادة.
  • استخدم مضخة الثدي إذا استمر القيء وأعطي الطفل من 5 إلى 10 مل، أي ما يعادل 1 إلى 2 ملاعق كبيرة من الحليب المسحوبة من ثدي الأم، ويمكن استخدام الملعقة أو المحقنة لإعطاء الطفل الحليب، وفي حالة مرور أربع ساعات دون أي تقيؤ من المستحسن استئناف الرضاعة الطبيعية بدءًا بكميات صغيرة لمدة خمس دقائق كل 30 دقيقة، ثم زيادة هذه الكميات تدريجيًا مع تحسن حالة الطفل.
  • استخدم محاليل معالجة الجفاف عن طريق الفم إذا ساء القيء سوءًا.

شاهد أيضًا: علاج الاسهال عند الرضع

الوقاية من الجفاف عند الأطفال الأكبر سنًا

أما بالنسبة للوقاية من الجفاف عند الأطفال فوق سن سنة، فإن السوائل المستخدمة لذلك هي صودا الليمون ومشروب الزنجبيل، وقد ثبت أن هذه السوائل فعالة في منع الجفاف، لذلك ينصح الكثير من الأطباء باستخدامها، ومع ذلك يوصى باستخدام محاليل العلاج عن طريق الفم لتجنب الجفاف، حيث توفر هذه المحاليل كميات مناسبة من الأملاح والسكريات لتعويض فقدها كما تم الإشارة،[10] وهناك أيضًا العديد من الخيارات الأخرى المتاحة في عدة أشكال – والتي سيتم ذكرها لاحقًا – يمكن استخدامها لتعويض السوائل المفقودة لذا فإن الكمية التي يمكن استخدامها تعتمد على عمر الطفل والقدرة على تناول الدواء دون الاستفراغ، ويعطى للطفل 10-30 مم، وهذه الكمية تعطى كل 15 دقيقة، وإذا تقيأ الطفل بعد ذلك ينصح بالبدء من جديد بأقل كمية موصى بها من السوائل، ثم الاستمرار على النحو الوارد أعلاه، ومن السوائل التي ينصح باستخدامها؛ محاليل المعالجة الفموية التي قد يمكن إضافة المنكهات لها، والماء، والحساء، ورقائق ثلج، والحلوى هلامية، وينصح بتجنب استخدام عصائر الفاكهة، المشروبات الغازية والحليب أو مشتقاته، كما ينصح بتجنب استخدام المشروبات التجارية التي تحتوي على كميات عالية من السكر، لأن ذلك سيزيد الوضع سوءًا.[7]

تقديم الطعام

يُنصح بتوفير نظام غذائي مناسب للعمر في حالة توقف القيء والتأكد من تناول الطفل للسوائل الكافية، كما هو الحال مع الأطفال الذين يعتمدون على الحليب ، ناقشنا حالتهم أعلاه،[11] حيث يُنصح بإدخال الطعام تدريجياً إلى الطفل ومن المرغوب فيه اختيار الأنواع التي يرغب الطفل في تناولها مثل الحساء والبطاطس المهروسة، والأرز والخبز ورقائق البطاطس والفواكه والخضروات واللحوم، مع ملاحظة أنه لا توجد قيود على اختيار أنواع معينة، وينصح أيضًا بتجنب الأطعمة الغنية بالألياف مثل البقوليات والأطعمة الغنية بالسكر مثل الحلوى والآيس كريم في حالة الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء،[12] وهنا تجدر الإشارة إلى أن بعض الأطفال قد يرفضون تناول الطعام وهذا ليس مدعاة للقلق، ولكن من المهم التأكد من أنهم يتلقون سوائل كافية،[13] كما هو الحال مع الرضع الذين بدأوا في تناول الطعام، ويُنصح باستئناف التقديم بالطعام المعتاد بعد 24 ساعة بدون أي قيء، كما يُنصح بعدم منع الطفل عن  الحليب والألبان  إلا إذا لوحظ أنها تفاقم الحالة، ولتعويض السوائل يمكن تناول الحبوب أو  الموز أو البطاطس المهروسة للأطفال المعتادين على تناول هذه الأنواع من الأطعمة. [7]

الراحة

يُنصح بمساعدة الطفل على الراحة والنوم لأن هذا يلعب دورًا في المساعدة على إفراغ المعدة وتقليل الرغبة في القيء،[1] ويوصى أيضًا بإبقاء الطفل في المنزل وعدم إرساله لرعاية الأطفال أو المدرسة لأنه من المعروف أن القيء الناجم عن التهاب المعدة والأمعاء يعتبر مرض فيروسي معدي يمكن أن ينتقل من مريض لآخر، كما ينصح بغسل اليدين جيداً لضمان سلامة أفراد الأسرة من العدوى، و يمكن للطفل العودة إلى المدرسة بعد 24 ساعة دون التقيؤ.[7]

شاهد أيضًا: متى ينقلب الرضيع وتفاصيل النمو الحركي للرضيع خلال الأشهر الستة الأولى

تجنب استخدام الأدوية

يُنصح بتجنب استخدام العلاجات التي لا تستلزم وصفة طبية لمدة ثماني ساعات بعد تقيؤ الطفل، حيث إن هذه الخيارات قد تجعل القيء أسوأ، ولكن في حالة تقيؤ الطفل للأدوية التي يصفها الطبيب، فيوصى استشارة الطبيب حول كيفية التعامل مع هذه الحالة بشكل صحيح، فقد تكون الحالات مصحوبة بتقيؤ وحمى، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الارتفاع الطفيف في درجة حرارة الجسم لا يتطلب استخدام أي خيارات دوائية، ولكن في حالة الحمى والحمى درجة حرارة عالية ملحوظة، وهنا يمكن استخدام تحاميل اسيتامينوفين التي يتم إعطاؤها من خلال المستقيم لاستبعاد احتمال أن يتقيأ الطفل الدواء، ولا ينصح باستخدام الإيبوبروفين لأن هذا الدواء قد يسبب اضطراب في المعدة.[1]

حالات تستدعي زيارة الطبيب

في الحقيقة معظم حالات التهاب المعدة والأمعاء يمكن علاجها في المنزل، ولكن هناك بعض الحالات أو العلامات التي تستحسن مراجعة الطبيب أو مراجعة الطبيب إذا تم ملاحظتها وظهورها عند الطفل، ومن أهما ما يلي:[5][14]

  • الأطفال أقل من ستة أشهر يتقيأون.
  • كثرة القيء.
  • رفض الطفل تناول محاليل معالجة الجفاف عن طريق الفم.
  • يعاني من جفاف شديد أو حمى.
  • الاسهال الممزوج بالدم.
  • تغير في الحالة النفسية للمريض مثل ظهور علامات ضعف أو تهيج عند الطفل، وهنا لا بد من الإشارة إلى ضرورة التدخل الطبي الطارئ.
  • تزداد حالة الطفل سوءًا.
  • عدم القدرة على توفير الرعاية المنزلية للطفل.
  • القيء المصحوب بطعام أو قيء مخضر.
  • استمر القيء لأكثر من يوم أو يومين.
  • الشعور بألم حاد مفاجئ في البطن مصحوب بالتقيؤ ، وهنا لا بد من الإشارة إلى ضرورة التدخل الطبي الطارئ.

شاهد أيضًا: اعراض الزائده عند الاطفال وأسباب آلام البطن الأخرى  

وختامًا، تمّ في هذا المقال الإجابة حول التساؤل المطروح، ما هي طرق علاج التطريش للاطفال ؟، وتمّ كذلك التطرق إلى سرد أهم النصائح والسبل الوقائية لحالات القيء عند الرّضع والأطفال الأكبر سنًا.

المراجع

  1. ^ seattlechildrens.org , Vomiting Without Diarrhea , 2/12/2020
  2. ^ healthlinkbc.ca , Nausea and Vomiting, Age 11 and Younger , 2/12/2020
  3. ^ uptodate.com , Patient education: Nausea and vomiting in infants and children (Beyond the Basics) , 2/12/2020
  4. ^ nationwidechildrens.org , Vomiting , 2/12/2020
  5. ^ nhsinform.scot , Vomiting in children and babies , 2/12/2020
  6. ^ drugs.com , Acute Nausea and Vomiting in Children , 2/12/2020
  7. ^ kidshealth.org , Vomiting , 2/12/2020
  8. ^ health.clevelandclinic.org , Why Your Child Vomits — and When to See a Doctor , 2/12/2020
  9. ^ health.clevelandclinic.org , Why Your Child Vomits — and When to See a Doctor , 2/12/2020
  10. ^ webmd.com , Remedies for Nausea and Vomiting , 2/12/2020
  11. ^ msdmanuals.com , Vomiting in Infants and Children , 2/12/2020
  12. ^ aboutkidshealth.ca , Vomiting , 2/12/2020
  13. ^ www2.hse.ie , Treating vomiting in babies and children , 2/12/2020
  14. ^ verywellhealth.com , Managing Vomiting and Diarrhea in Kids , 2/12/2020
  15. ^ parenting.firstcry.com , Vomiting in Kids – Types, Causes & Treatment , 2/12/2020
  16. ^ healthychildren.org , Treating Vomiting , 2/12/2020
  17. ^ medicalnewstoday.com , Types and side effects of antiemetic drugs , 2/12/2020
  18. ^ childrenswi.org , What is nausea and vomiting? , 2/12/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *