فضل دعاء ربي اني مسني الضر

فضل دعاء ربي اني مسني الضر

فضل دعاء ربي اني مسني الضر لقد حثنا الله تعالى في الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة على الدعاء لله تعالى في كل الأحوال، فللدعاء فضل كبير وأجرٌ عظيم عند الله تعالى، وهو سمة من سمات الأنبياء والمرسلين، وفي مقالنا التالي سوف نتعرف على فضل دعاء إني مسني الضرّ.

فضل دعاء ربي اني مسني الضر

إن أفضل الدعاء ما كان مأثورًا من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وخاصة أدعية الأنبياء التي قصّها الله تعالى علينا في كتابه الحكيم، ودعاء إني مسني الضر هو دعاء سيدنا أيوب -عليه السلام- فقال تعالى على لسان أيوب -عليه السلام-: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)[1]، وهذا الدعاء له عدد من الفضائل فهو سبب لرفع الضرّ والبلاء عن العبد، وهو سبب لمضاعفة المال والولد، ويرجى لمن يدعو بهذا الدعاء أن يكشف الله تعالى عنه ما به من ضرّ وبلاء، وعندما دعا أيوب -عليه السلام- ربه بهذا الدعاء أزال الله تعالى عنه ما به من بلاء دام لمدة 18 عامًا، وأعطاه أهله ومثلهم معهم، فهذا الدعاء أيضًا هو سبب لجلب الرزق ومضاعفته وكثرته وزيادته، فردّ الله تعالى لأيوب -عليه السلام- أهله ومثلهم معه رحمة منه بعبده أيوب، وأيضًا تذكيرًا للمسلمين الذين يعبدون الله تعالى، لكي يعتبروا بقصة أيوب -عليه السلامـ- ويصبروا على ما أصابهم، ويدعوا ربهم ليل نهار لكي ينجيهم مما هم فيه من ضر وبلاء.[2]

شاهد أيضًا: دعاء الشفاء من المرض لنفسي

حكم الدعاء بقول: إني مسّني الضرّ لمن لا يعاني من مرض

إن من أحسن وأفضل الدعاء هو الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والأنبياء جميعهم، ولكن من الأفضل عند الدعاء أن يكون مناسبًا هذا الدعاء لحال الدّاعي، ودعاء: إني مسّني الضرّ هو دعاء سيدنا أيوب عندما أصابه المرض والبلاء، لذا من الأفضل عند الدعاء به أن يكون الشخص الداعي يعاني من مرض أو ضرّ يمسه، وأما من لا يعاني من مرض خطير أصابه أو ضرر، فهذا الدعاء لا يناسبه بأي حال، والأفضل أن يبدأ المسلم دعائه بحمد الله تعالى، والثناء عليه، ثم الدعاء بما يشاء، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.[3]

الفوائد التربويّة من دعاء ربي إني مسني الضر

هناك عدد من الفوائد التربوية التي يجنيها المسلم من دعاء أيوب عليه السلام إني مسني الضرّ وهي:[4]

  • قول أيوب عليه السلام مخاطبًا ربه: “إني مسني الضر”، هو من باب الأدب في السؤال والدعاء، فهذا فيه إظهار لحاله، وإخبار له على وجه الذل والافتقار المتضمن لسؤال الحال، وهذا فيه الرغبة التامة والسؤال المحض بصيغة الطلب.
  • جمع أيوب عليه السلام في هذا الدعاء بين حقيقة التوحيد، وإظهار الفقر والحاجة لرب العالمين، ووجود طعم المحبة في المُتملّق له، والإقرار بصفة الرحمة له، وأنه أرحم الراحمين، والتوسل إليه بصفاته سبحانه وتعالى، وشدة حاجته، ومتى وَجَد المُبتلى هذا كُشف عنه بلواه.
  • لم يكن أيوب عليه السلام عند دعائه بهذا الدعاء جزعًا أبدًا، بل كان صابرًا يرجو رحمة الله ويطلبها، والجزع في الشكوى يكون إلى الخلق وليس للخالق، والدعاء لا يتعارض مع الرضا بالقدر، فالشكوى لا تنافي الصبر، وإنما ينافي الصبر شكوى الله.
  • في قوله تعالى : (وذكرى للعابدين)، دلالة على أنه تعالى فعل ذلك لكي يُتفكّر فيه، فيكون داعية للعابدين في الصبر والاحتساب، فإنهم إذا ذكروا بلاء أيوب عليه السلام وصبره على محنته، عوّدوا أنفسهم على الصبر والإكثار من الدعاء لرب العالمين إلى حين زوال البلاء، فهو تنبيه للعباد بإدامة الدعاء في كل الأحوال والأوقات مع احتمال الضرر.

شاهد أيضًا: ماهو الدعاء الذي كان يكثر قوله في ليلة القدر

في نهاية مقالنا تعرفنا على فضل دعاء ربي أني مسني الضر حيث أن لهذا الدعاء عدد من الفضائل التي لا يمكننا إنكارها، فهو سبب في زيادة الرزق والمال والولد ومضاعفته إذا دعى الإنسان ربه من قلب صادق موقن بالإجابة، وتعرفنا على حكم الدعاء به لمن لا يعاني من مرض، والفوائد التربويّة لهذا الدعاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *