فضل سورة الملك

فضل سورة الملك

فضل سورة الملك من أكثر التساؤلات التي تُثير أذهان النّاس؛ وذلك لرغبتهم المُلحّة في نيل الثواب الجزيل الذي أعدّه الله -عز وجلّ- لمن يُداوم على قراءة القرآن الكريم بوجهٍ عامٍّ، وسورة المُلك بوجهٍ خاصٍّ، فهذه السُّورة من أعظم السُّور التي ذُكر لها الكثير من الفضائل في السنّة النّبويّة؛ فهيّا معًا نتعرّف على فضل سورة الملك.

سورة الملك

سورة الملك من السّور المكيّة، وقد ذُكرت الكثير من الآراء في تعريف السّور المكيّة، والتفرقة بينها وبين السُّور المدنية، ولعلّ أصح الأقوال التي قيلت في ذلك: إن السُّور المكية هي التي نزلت قبل الهجرة، ولو بغير مكّة، والسُّور المدنية هي التي نزلت بعد الهجرة، ولو في غير المدينة، وقد قال بعضُ العلماء: إن سورة المُلك من السُّور المكّيّة، باستثناء ثلاث آيات منها؛ فلم تنزل قبل الهجرة، ولم يذكر ما هي الثلاث آيات.

وتحتلّ سورة المُلك المرتبة السابعة والسّتين في ترتيب سُور المُصحف، كما أنها السورة الأولى في ترتيب الجزء التاسع والعشرين، يسبقها سورة التّحريم، ويليها سورة القلم، وعدد آياتها ثلاثين آيةً، وهي من سُور المُفصّل، تبدأ ب” تبارك الذي بيده المُلك..”، وسُمّي هذا الجزء جزء تبارك.

أسماء سورة الملك

تعدّدت الأسماء التي أُطلقت على سورة المُلك، ومن تلك الأسماء:-

  • سورة المُلك.
  • سورة تبارك
  • سورة تبارك الذي
  • المانعة.
  • الواقية
  • المجادلة.

سبب نزول سورة الملك

القُرآن الكريم هو مُعجزة الله -عز وجلّ- الخالدة التي تحدّى بها الإنس والجنّ، وهو إثباتٌ بأن النبي-صلى الله عليه وسلّم- مُرسلٌ من عند رب العزّة- سُبحانه، ونزل القُرآن مُفرّقًا حسب الوقائع والأحداث التي حدثت، ولعلّ سبب نزول سورة المُلك؛ أنبأ عنه آية:” (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)، فقد كان بعضُ المُشركين يتهامسون على النبي-صلى الله عليه وسلّم- للإيقاع به، ولكن جبريل-عليه السّلام- أخبر المُصطفى بهذه المكائد، وقرّر أن جهرهم كسرّهم؛ فالله -عز وجل- عالمٌ بالأسرار، وما تكنّه النّفوس.

سبب تسمية سورة الملك

تعدّدت أسباب التسمية لسُورة الملك، وذلك بتعدّد أسمائها، فقيل: إن سبب تسميتها بسورة الملُك هو أن الله -عز وجلّ- قد تحدّث فيها عن أحوال الكون، وقدرة الله على تدبير أمور الكون، وأنه وحده من يمتلك تلك القوّة المُطلقة، وأن من يُنازع في ذلك؛ سيلقى جهنّم، وبئس المصير، وقد قيل إن المُنجية؛ لأنها تُنجيّ من يقرؤها، وقد قيل إنها الواقية؛ لأنها تقي قارؤها من كُل سوء، وقيل: إنها المانعة؛ لأنها تمنع قارؤها من عذاب السّعير.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الفاتحة بالسبع المثاني

وقت قراءة سورة الملك

لا وقت محدّد لقراءة سُور القرآن الكريم، ولكن لأفضلية سورة المُلك، وأنها قد تُنجّي قارؤها وتقيه مما يُلاقيه من عثرات؛ فيُستحبّ أن يختم المُسلم يومه بها؛ فيقرؤها قبل النّوم مُباشرةً، لأن الإنسان لو حضرته الوفاة يكون لقى ربه، وهو قارئ للسورة التي تُنجيه من عذاب القبر، وللسورة التي تُأمّنه من أية عقبات، وإن لم يكتُب له الوفاة؛ استهلّ يومه مُحصّنًا بقراءتها.

فضل سورة الملك وقصتها

ذخرت السنة النبوية المُطهّرة بالكثير من الأحاديث التي تُبيّن فضل سورة المُلك لمن حافظ عليها، ومن داوم على تدبُّر معانيها وآياتها، ومنها أنها تُنجّي صاحبها من عذاب القبر، والدليلُ على ذلك: ” روى الحاكم عن ابن مسعود-رضي الله عنه-، قال: يؤتى الرجل في قبره فتؤتى رجلاه فتقول رجلاه: ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ بي سورة الملك، ثم يؤتى من قبل صدره أو قال بطنه فيقول: ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ بي سورة الملك، ثم يؤتى رأسه فيقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ بي سورة الملك. قال: فهي المانعة تمنع من عذاب القبر، وهي في التوراة سورة الملك، من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطنب”، وفي هذا دلالةٌ واضحة على أن هذه السّورة تُأمّن المحافظ على قرائتها من عذاب القبر.

شاهد أيضًا: فضل سورة الفاتحة

فضل سورة الملك للاطفال

لا شكّ في أن كلّ سُور القرآن الكريم مُفيدةٌ للأطفال؛ فمن اعتاد قراءة القرآن، وحفظه في الصّغر؛ شبّ على هذا الفعل الذي يجعله على مقربةٍ دومًا من الحلال، وفي بُعدٍ شديدٍ عن الحرام، كما أن المُسلم الذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه- أي يقرؤه بصعوبة- له أجران؛ فهذه من نِعم الله -سُبحانه- على العباد، وسورة المُلك تُعدّ تحصينًا للطفل مما ينتظره من عقبات لا يقوى على تخطّيها إلا بالقُرآن الكريم.

فضل سورة الملك للميت

سورة المُلك لها فضلٌ عظيمٌ على الميّت، فإذا كان الميّت قبل موت مُحافظًا على هذه السورة؛ فإنها ستشفع له يوم القيامة؛ وتقيه عذاب القبر وعذاب النّار، أما بعد الموت فلا حيلة له إلا أن يدعوَ له أبناؤه أو أحد اقاربه؛ لأن الميّت لا قُوة له إلا بثلاث بعد موته: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولدٌ صالحٌ يدعو له، كما أخبرنا بذلك النبي-صلى الله عليه وسلّم-، ما روي عن أبي هريرة أن رسول الله قال: “إنّ سورةً من كتاب الله ما هي إلا ثلاثون آية شفعت لرجل؛ حتى غفر له تبارك الذي بيده الملك “، ومنها قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: “سورة من القرآن خاصمت عن صاحبها حتّى أدخلته الجنة تبارك الذي بيده الملك “، وهذ إن دلّ فإنه يدُل على المكانة العظيمة التي يحظى بها من ذاوم على هذه السّورة، وثواب من قُرئَت له.

شاهد أيضًا: فضل سورة البقرة

فضل سورة الملك للزواج

كل ما في هذه الحياة الدّنيا من قرارات ومواقف لا بد وأن يُداخلها الكثير من العقبات، وإذا كان الزواج من أهم الخُطُوات التي يأخذها المُسلم في حياته، وكانت سورة المُلك هي التي تقيه من كلّ سوء يُقابله؛ فبلا شكّ يُستحبّ لكلّ من الزّوجين قراءة تلك السّورة؛ حتى تتزلّل لهما العقبات التي سيواجهونها، وكذلك يسعدا بحياةٍ يملؤها الأمن والأمان النفسي قبل الحسّي.

شاهد أيضًا: ايات تدل على التأمل

فضل سورة الملك قبل النوم

كلّ ما صدر عن النبي-صلى الله عليه وسلّم- من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ من السنّة النّبويّة، وقد كان من سنّة النبي الفعليّة أنه كان قبل نومه يقرأ سورة المُلك، وسورة السّجدة، وفعل النبي دليلٌ جازمٌ على فضل تلك السّورة قبل النّوم، والدليل على ذلك: ” عن جابر-رض الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا ينام حتى يقرأ ” آلم ” تنزيل السجدة، و”تبارك الذي بيده الملك”

فضل سورة الملك عند الشيعة

من المعلوم أن للشيعة كثيرًا من الأفكار التي تُخالف أهل السُّنة والجماعة، وما عليه أصحاب الوسطيّة في الدّين، ومن معتقداتهم الفاسدة إلا إذا أُثبت حديثٌ صحيحٌ عن النبي بها يقولون: إن قراءة سورة المُلك تُعادل إحياء ليلة القدر، وإنها في قلب كل مؤمن، وأن من قرأها في الليل يُصبح في مأمنٍ إلى النّهار، ومن قرأها بالنّهار يُصبح في مأمنٍ إلى الليّل، وكثير من الفضائل التي إذا أثبتوها بحديثٍ نبوّي؛ صار صحيحًا، وإن لا كان داخلًا في إطار عقيدتهم الفاسدة

شاهد أيضًا: فضل سورة التكاثر

تفسير سورة الملك

تحدّثت هذه السُّورة عن قُدرة الله- عز وجل-، وأن هو الذي بيده مُلك السّموات، والأرض، وما بينهما، وأنه على كلّ شيء قدير؛ إذا قال للشيء: كُن فيكون، وأنه هو الذي أمات؛ فأحيا، وهو الذي قدّر فهدى، وأنه خالص السموات بقُدرة بديعةٍ؛ وأن مصيرمن يُخالف ما جاء به النبي-صلى الله عليه وسلّم- سيكون عاقبته عذاب السّعير، كما دعت السُّورة إلى ضرورة السّعي؛ لتنفيذ ما يُريده الإنسان، وغيرها من الفضائل العظيمة التي دعت لها تلك السُّورة.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التّعرّف على فضل سورة الملك ، وأهم المضامين التي ذُكرت في تلك السّورة، وأسمائها، وسبب تسميتها بتلك الأسماء، وما السّبب في نُزول سورة المُلك، وتفسير سورة المُلك، وفضلها على وجه العموم، وفضلها للأطفال، وللزواج، وعند الشيغة، وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *