فضل قراءة سورة الواقعة للرزق والزواج وسبب تسميتها

فضل قراءة سورة الواقعة للرزق والزواج وسبب تسميتها
فضل قراءة سورة الواقعة

فضل قراءة سورة الواقعة هو فضل كثير، فهي أحد السور التي تحمل بين آياتها مواضيع مهمة، والتي لابدَّ لكلّ مسلم من التعرِّف عليها وفهم معانيها، لما لها من أثر على حياة الإنسان وسلوكه، وفضل وأجر، بالإضافة لأجر تلاوة القرآن بشكل عام، وسنخصص هذا المقال للتعرف على سورة الواقعة والتوقف مع فضل قراءة سورة الواقعة، وسنبيِّن إذا كان  يوجد فضل لقراءة سورة الواقعة في الفجر، أو هل يوجد فَضل لقِراءة سُورة الواقِعة على الرزق أو الزواج.

سورة الواقعة

سورة الواقعة من السور المكية، نزلت بعد نزول سورة طه، وقبل نزول سورة الشعراء، وهي السورة السادسة والخمسين بحسب ترتيب السور في المصحف الشريف، تقع في الجزء الثالث والعشرين وعدد آياتها ست وتسعون آية كريمة، وهي من السور التي لم يرد فيها لفظ الجلالة ولا مرَّة.[1]

سبب التسمية

الواقعة هو أحد أسماء يوم القيامة، وابتدأت السورة بالتأكيد على حدوث يوم القيامة بقول الله تعالى: “إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ”[2]، وسميت بذلك لما في السورة من ذكر لوقائع وأحداث يوم القيامة، ووردت هذه التسمية عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وكذلك عُرفت بهذا الاسم بين الصحابة، ولم يُذكر اسم آخر لسورة الواقعة بينهم أو عن النبي الكريم.

فضل قراءة سورة الواقعة

إنَّ فضل سورة الواقعة يكمن في كونها تتناول الكثير من المواضيع المتعلقة بيوم القيامة، وتصور الموت والبعث، ثم الحساب وجزاء كلّ من المؤمنين والكافرين، وفيما يلي سنعرض بعض فضائل هذه السورة الكريمة:[3]

  • ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قوله: “شيَّبتني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتَسَاءَلُونَ، وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ”[4]، وذلك لكون هذه السور تتحدث عن أهوال الآخرة، وما ينتظر الكافرين من عذاب جهنم، وكذلك تورد النعيم الذي ينالها المؤمنون والمتقون في الحياة الآخرة.
  • تُرغب سورة الواقعة المسلمين بالجنة، وتُذكر بالنعيم الخالد الذي أُعدَّ لهم، وتؤكد على أنَّ الجنة منازل تتناسب مع أعمال كل مرء، فكلما عمل المرء أكثر كلما ارتفعت درجته ومكانته يوم القيامة.
  • تُحذر سورة الواقعة من عذاب جهنم، ومن مصير المكذبين والكافرين، لتُنَفِرَ الناس من الكفر والمعاصي.
  • تتحدث سورة الواقعة عن النعم التي يغدقها الله تعالى على الناس في الدنيا، كإنشاء الزرع من العدم، وإنزال المطر من السماء، وفي هذا دليل على قدرة الله تعالى على إحياء البشر مرة أخرى، وعلى أنَّ نعيم الدنيا لا يقارن بالنعيم الذي لا يُعد ولا يُحصى بالآخرة.
  • كانت أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- توصي الناس بقراءة سورة الواقعة، كما روي عن ابن مسعود أنَّهُ كان يوصي بناته بقراءتها كل ليلة.

شاهد أيضًا: ما هي السورة التي تسمى عروس القرآن

فضل قراءة سورة الواقعة في صلاة الفجر

يكثُر الحديث عن صفة صلاة رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- فهو القدوة والمعلم للمسلمين، وكانت أطول صلواته هي صلاة الفجر، فكان يقرأ خلالها السور متوسطة الطول، فيقول جابر بن سمرة -رضي الله عنه- في حديثه: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي نحوًا مِن صلاتِكم كان يُخفِّفُ الصَّلاةَ وكان يقرَأُ في صلاةِ الفجرِ بالواقعةِ ونحوِها مِن السُّوَرِ[5]، فالواقعة هي أحد السور التي قرأها رسول الله خلال صلاة الفجر بالإضافة إلى السور التي تقاربها بالطول، وإنَّ في السير على خطا النبي واتباع هديه الصلاح الكبير، والفضل العظيم، بينما لم يرد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن فضل لقراءة سورة الواقعة بعد صلاة الصبح جهرًا وجماعةً، وكذلك لم يكن الصحابة يفعلون ذلك، وهي من البدع.[6]

فضل قراءة سورة الواقعة للرزق

يعتقد البعض أنَّ سورة الواقعة تُكثر الرزق وتمنع الفقر والحاجة، كما يسمونها بسورة الغنى، وينسبون ذلك لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “من قرأ سورة الواقعة كل ليلة، لم تصبه فاقة أبداً”[7]، وهذا الحديث الوارد عن كون سورة الواقعة تمنع الفقر وتجلب الغنى هو أحد الأحاديث الضعيفة، التي لم يثبت عن النبي قولها، لذا فإنه من غير المستحب قراءة سورة الواقعة بنية زيادة الرزق، أو التخلص من الفقر، وزيادة المال، ولكنه ليس محرمًا، كما أنَّهُ من الجيد قراءة هذه السورة لما لها من فضائل أخرى.[8]

فضل قراءة سورة الواقعة للزواج

لم يرد أي  دليل في القرآن والسنة الشريفة على أنَّ قِراءة سورة محددة أو بعض الآيات تُسرع من الزواج، أو تُيسره، وكذلك لم يرد عن النبي-صلّى الله عليه وسلّم-  أنَّ لسُورة الواقِعة فضل في تعجيل الزواج، أو أنَّ قراءتها يوميًا أو يوم الجمعة تؤدي إلى تسهيل الزواج، ولكن في العموم أنَّ تلاوة القرآن الكريم من أعظم العبادات، التي يمكن للعبد أنَّ يتقرب بها من الله تعالى ويتوسل بها أن تُقضى حاجاته، بالإضافة إلى الدعاء المستمر حتى يستجيب الله تعالى، والله أعلم.[9]

شاهد أيضًا: ما السورة التي افتتحت بالتسبيح واختتمت بالتسبيح؟

وبهذا نكون وصلنا لختام المقال الذي بدأ بالتعريف بسورة الواقعة، ثم بيّن فضل قراءة سورة الواقعة، وبيّن فضل قراءة سورة الواقعة في الفجر، أو لجلب الرزق، أو تسهيل الزواج وتعجيله.

المراجع

[2]سورة الواقعةالآية 1، 2.
[4]صحيح الترمذيعبد الله بن عباس، الألباني، 3297، صحيح.
[5]صحيح ابن حبانجابر بن سمرة، ابن حبان، 1823، صحيح.
[7]السلسلة الضعيفةعبد الله بن مسعود، الألباني، 289 ، ضعيف.