كم عدد اركان الايمان وما معنى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله

كم عدد اركان الايمان

كم عدد اركان الايمان ؟ من المسائل الشرعية التي يجب على كلّ مسلمٍ ومُسلمةٍ أن يكون على بيّنةٍ واضحةٍ منها؛ لأنه لا يتحقّق إيمانه إلا بهما، وبها يتميّزُ المُسلم عن المُؤمن، فالمُسلم إطلاقٌ عامّ على من شهد أن لا إله إلا الله، وأنّ مُحّمد رسول الله، وأما المؤمن فهو الذي وطّد صلته بربّ العباد-سُبحانه-، وجعل بينه وبين الله رابطًا وثيقًا، وفيما يلي سنتعرّف على ما هو الإيمان وأركانه.

التعريف بالإيمان

الإيمان هو التّصديق القلبيّ، ومن ذلك قول إخوة يُوسف لأبيهم:”قالوا يا أَبانا إِنّا ذَهَبنا نَستَبِقُ وَتَرَكنا يوسُفَ عِندَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئبُ وَما أَنتَ بِمُؤمِنٍ لَنا وَلَو كُنّا صادِقينَ”، والمراد بمؤمن هنا مُطلق التّصديق، ويُعرّف الإيمان اصطلاحًا بأنه: قول باللّسان، وتصديق بالجِنان، وعملٌ بالجوارح والأركان، والإيمان ركنٌ رئيسٌ يجب أن يتحقّق في من أراد أن يتقرّب من ربّ العباد-سُبحانه-، وبين الإسلام والإيمان عموم وخصوصٌ، فالإسلام لفظٌ عامٌّ، والإيمان لفظٌ خاصٌّ، فكُلّ مٌسلمٍ مُؤمن، وليس كل مُؤمنٍ مُسلم، وللإيمان أركان ستّة، ذُكرت في قول النبيّ-صلى الله عليه وسلّم- مُجيبًا جبريل، حينما سأله جبريل-عليه السّلام- ما الإيمان؟، فقال:”أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ”[1]، وإليك تفصيل تلك الأقسام:

الإيمان بالله

الإيمان بالله: أن تؤمن أن الله وحده لا شريك له، وأنه هو المُستحقّ بالعبادة، وأنه القادر على كلّ شيءٍ، وأنه الخالق لكلّ شيء، والتّوحيد هو أهمّ ركنٌ من أركان الإيمان، كما أنه يكمُن في الإيمان بربوبيّته، وأنّه ربّ كل شيءٍ ومليكه، ووحدانيته التي لا يُشاركه فيها أحدٌ سِواه، وألوهيّته، وأنّه هو الإله المعبود بحقّ، والإيمان بصفاته العُلا، وأسمائه الحًسنى، وأن لله تسعًا وتسعين اسمًا، ولكلّ اسمٍ من تلك الأسماء معنى هو مُلازمٌ لله-تعالى-، فهو الغفور الذي يغفر ذُنُوب عباده، وأنه المالك للسّموات، والأرض، وما بينهما، وقد ورد أنّ الله يغفر الذّنوب من يشاء، ولكنّه لا يغفر أن يُشرك به، ومما يدُل على ذلك:”إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا”، فأيّ ذنبٍ من الذُّنُوب قد يُغفر إلا الإشراك بالله؛ لأنّ التوحيد هو الأصل، فإذا فُقد الأصل، فما عاد للفرع فائدة.

الإيمان بالملائكة

الملائكة هم: أجسامٌ نورانيّة، لا يأكلون، ولا يشربون، ولا يتناكحون، ولا يتناسلون، وإنّما خُلقوا لعبادة الله وحده لا شريك له، فمنهم الرّاكع، ومنهم السّاجد، ومنهم المُسبّح، ومنهم المُستغفر، ويجب على المُسلم أن يؤمن بأن لله ملائكةً منهم: خازن الجّنة، وخازن النّار، وملك الموت، وملك عن يمينه وملك عن شماله، فملك اليمين يكتب الحسنات، والآخر يكتُب السيّئات، وأن كتُبهم لا تُغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها، وفي ذلك يقول الحقّ:”وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا”، فهذا الكتاب الذي لا يُفارق شاردةً ولا واردةً إلا دُوّنت فيه.[2]

الإيمان بالكُتُب السّماوية

قد أيّد الله -تبارك وتعالى- كلّ نبيٍّ من الأنبياء بمُعجزاتٍ من جنس ما برع فيه القوم، ولقد بُعث خاتم الأنبياء والمُرسلين بالقُرآن الكريم الذي فاقت فصاحته كلّ فصاحةٍ، فقد أُرسل في قوم هم أصحاب الفصاحة، والبلاغة، والبيان، والكُتب السّماوية هي: التوراة وقد أُنزلت على سيّدنا موسى كليم الله، وقد أُرسل إلى بني إسرائيل، والإنجيل وهو الكتاب السماويّ الذي أُنزل على سيّدنا عيسى-عليه السّلام-، والزّبور وقد أُنزل على داوود-السّلام-، والقرآن الكريم وقد أُنزل على محمّدٍ بن عبد الله، وصُحف إبراهيم وموسى، ويجب علينا الإيمان بتلك الكُتُب السّماويّة إيمانًا جازمًا، ليس مقرونًا بريبٍ أو شكٍّ، ويجب علينا الإيمان بأن القرآن نسخ كلّ الكُتب السّماويّة، فهو خاتمها.

الإيمان بالرُّسل

الرُّسُل هم عباد الله الذي اختصّهم الله بفضل مزيّة، وقد اصطفى الله رُسلًا مُبشّرين ومُنذرين، فهم مُبشّرون بالجنّة للطّائعين، ومُنذرين بالنّار للعاصين الذين خالفوا منهج الله ومنهج رُسُله، ويجب علينا الإيمان بهم إجمالًا وتفصيلًا، ولا نُفرّق بين أحدٍ منهم؛ لأن جميعَهم اختارهم الله واصطفاهم عن بقيّة الخلقِ، وقد ذُكرت بعض الصّفات للأنبياء والرُّسُل، ومنها: الذُّكُورة، فيجب أن يكون الرّسُول أو النبي ذكرًا، فلا يجوز أن يكون الرّسُول أُنثى، ولا بُدّ أن يكون صادقًا؛ لأنه لو اتّصف بالكذب، كيف سيُصدّقه النّاس في ما يُبلّغه عن ربّه، وأن يتّصف بالكمال، فلا ترنو نفسه إلى أي ذنبٍ، وإن كان من صِغار الذّنُوب، وأنبياء الله ورُسُله من البشر، لا يتّصفون بالألوهية، أو غيرها من الصّفات التي اختصّ الله بها لنفسه، كما أنّهم لا يعلمون الغيب إلا ما وفّقهم الله في معرفته.[3]

الإيمان باليوم الآخر

اليوم الآخر هو يوم القيامة، ويجب على المُسلم أن يُؤمن أن هناك آخرةً، وأن هُناك جنّةً أعدّها الله-تعالى- للمُتّقين الطّائعين، وأن هناك نارًا أعدّها الله للعُصاة الذين سلكوا طريقًا غير الطّريق المُستقيم، وأن يُؤمنوا بأن هناك حسابٌ وعقابٌ، وأن ما فعلوا مُسجّلٌ عليهم، ولم يترك الكتبة أي شيءٍ إلّا وكتبُوه، وأن هناك صراطًا أدقّ من الشّعرة وأحدّ من السّيف سيسير عليه المؤمنين بطمأنينة، ويجتازه بفضل الله، وأما غيره فيأوى به في نار جهنّم خالدًا مُخلّدًا فيه أبدًا، وأن من ثقُلت حسناته عن سيّئاته دخل الجنّة، وأن من خفّت موازين حسناته عن سيّئاته دخل النّار، وفي ذلك يقول الحقّ-تعالى-:”وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ^ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ”

الإيمان بالقدر

يجب على المُسلم أن يُؤمن بقضاء الله وقدره الذي قدّره لعباده، سواء أكان هذا القضاء الذي قضاه الله خيرًا أو شرًّا، وذلك في اعتقاده هو، فالله -تعالى- لا يُقدّر لعباده إلّا الخير، وأن الله يبتلي المؤمن بما لا يُحبّ؛ حتى يُربّيه ويُعلّمه، فالإنسان قد يظُنّ أن هذا الأمر شرًّا له مع أنّ الخير كلّه يكمُن فيه، ولكنه لا يعلم الغيبيّات التي استأثر الله-تعالى- بعلم الغيب عنده، فلا يجزع المُسلم من ضُرٍّ أصابه، وإنّما عليه أن يدعو الله، ويقول: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفّني ما دامت الوفاة خير لي، وبهذا نكون قد تعرفنا على كم عدد اركان الايمان .[4]

كم عدد أركان الإسلام

الإسلام هو الاستسلام لله، والانقياد له بالطّاعة، والبراءة من الشّرك وأهله، وللإسلام خمسة، وهي: أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن تكون هذه الشّهادة مُستقرّةٌ في ذهنك، وأن تشهد أن محمّدًا عبد الله ورسوله، أرسله ربّه -جلّ وعلا- لإخراج النّاس من ظُلُمات الكُفر إلى نور الإسلام، وأن تؤدّي الصّلوات الخمس كاملةً في أوقاتها، فالفرق بين المُسلم وغير المُسلم تكمُن في الصّلاة، وأن تصوم رمضان، والصوم عبادة روحيّة، اختصّ الله-تعالى- بها لنفسه، وأنه هو الذي يجزي بها، , وأن تؤتي الزّ:اة لمُستحقّيها، وأن تحُج البيت، ومن أراد أن يحُج بيت الله الحرام، فعليه أن يتمتّع بالقُوّة البدنيّة والماليّة؛ حتى يستطيع أن يحُجّ، وعلامة قبول الحجّ: أن يكون عمل الحاجّ بعد الرّجوع أفضل من عمله قبل الحجّ، فإذا ظهر في المُسلم تغيُّرًا إلى الأفضل؛ فهذا يدُل على قبُول حجّه، وبذلك نكون قد ميزنا بين كم عدد اركان الايمان وعدد أركان الإسلام.[5]

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرُّف على كم عدد اركان الايمان ، وما معنى الإيمان بالله، وكيف يتحقّق الإيمان بملائكة الله، وما هو عدد الكُـتُب السماويّة، وعلى من أُنزلت، وما معنى الإيمان باليوم الآخر، وهل هُناك ثواب وعقابٌ في الآخرة أم لا؟، وما هي أركان الإسلام، وما معنى الإيمان، وما معنى الإسلام، وما الفرق بينهما.

المراجع

  1. ^ alukah.net , تعريف الإيمان , 29/11/2020
  2. ^ foulabook.com , الإيمان بالملائكة , 29/11/2020
  3. ^ foulabook.com , الإيمان بالرسل , 29/11/2020
  4. ^ foulabook.com , الإيمان بالقدر , 29/11/2020
  5. ^ http://saaid.net/ , شرح حديث بني الإسلام , 29/11/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *