كم عدد الأحاديث المتواترة

كم عدد الأحاديث المتواترة

كم عدد الأحاديث المتواترة، هو عنوان هذا المقال، والذي سيتمُّ فيه تخصيص الحديثِ عن الأحاديثَ المتواترةِ، حيث سيتمُّ ذكر عددها، وبيان تعريف الحديثِ المتواترِ، وحكم العملِ بهِ، وشروطه وأنواعه، كما سيتمُّ ذكر بعض الأمثلة عليه، بالإضافة إلى أنَّه سيتمُّ التطرق إلى بيان الفرق بين الحديثِ المتواترِ وحديثِ الآحادِ.

كم عدد الأحاديث المتواترة

يبلغ عددُ الأحاديثِ المتواترةِ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تواترًا لفظيًا عند بعض العلماء مئة وعشرة حديثًا، مع ضرورة التنبيه إلى أنَّ هناك علماءٌ آخرون قالوا: بأنَّ الأحاديثَ المتواترةِ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أكثر من ذلك من مئة وعشرة.[1]

شاهد أيضًا: حكم العمل بالحديث المتواتر

تعريف الحديث المتواتر

إنَّ التواتر في اللغة يأتي بمعنى التتتابع، فيُقال تواتر النَّاس أي جاء بعضهم إثرَ بعضٍ، أمَّا الحديثَ المتواترِ في الاصطلاح الشرعيِّ عند المحدثين يعني: الحديثُ الذي رواه جمعٌ كثيرٌ عن جمعٍ مثلهم من أوَّل السندِ إلى منتهاه من غير انقطاعٍ، وفي جميع طبقاته، يستحيلُ تواطؤهم على الكذب ويكون مستندهم الحسُّ،[2] ولا بأس في هذا المقام من شرحِ مصطلحاتِ الحديث:[3]

  • جمعٌ كثير: أي من غير تقييد بعدد، إنما المقصود العدد الذي يحصل به إحالة العقل تواطؤهم أي اتفاقهم على الكذب. وكذا وقوع الكذب أو السهو منهم بالمصادفة.
  • عن جمعٍ مثلهم من أوَّل السند إلى منتهاه وفي جميع طبقاته: أي أنَّ هذا الجمعُ المتواترُ لا بدَّ أن يكون من أوَّل السند إلى منتهاه، فيخرج بذلك الأحاديث التي كانت آحادًا في طبقةٍ من طبقاته.
  • ويكون مستندهم الحسُّ: أي أن يكون المستند الذي قاموا عليه الرواة هو السماع والنظر، وبذلك يخرج منه المسائل العقدية والعقلية البحتة.

شاهد أيضًا: نية ذبح الاضحية وحكم الجمع بين الاضحية والعقيقة

حكم العمل بالأحاديث المتواترة

إنَّ الخبر المتواترَ يجب على المسلم تصديقه والعملَ به من غير بحثٍ في رجاله؛ لأنَّه يفيد العلم القطعي الضروري، حتَّى وإن لم يدلَّ عليه دليلًا آخرًا، ولأنَّ الحديثَ المتواترَ حديثًا موثوقًا به؛ لاستحالة تواطئ الرواة على الكذب، وحيث أنَّ كثرة عدد الرواة فيه يساوي سماعه من النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- مباشرةً.[4]

شاهد أيضًا: من هي المرأة التي شاركت في غزوة أحد

شروط الحديث المتواتر

هناك عددًا من الشروط التي لا بدَّ من توافرها ليُحكم على الحديثِ بأنَّه متواترٌ، وسيتمُّ في هذه الفقرة من هذا المقال ذكرها، وفيما يأتي ذلك:[5]

  • أن يرويه عددٌ كثيرٌ من الرواة: وقد اختُلف في تحديد العددِ الذي يثبت فيه التواتر، فذهب بعض العلماء إلى أنَّه أربعة، وذهب آخرون إلى أنَّه سبعة، وقيل أنَّ اثنا عشر، وقيل أربعون، وقيل سبعون، والصحيح عدم تحديد عددٍ بعينه.
  • وجود هذه الكثرة في جميع طبقات السند.
  • استحالة تواطؤ رواة الحديث على الكذب.
  • الاعتماد في خبرهم على الحسِّ: وهو ما يدرك بالحواس الخمس من مشاهدة أو سماع أو لمس ، كقولهم سمعنا أو رأينا ونحو ذلك ، واحترز المحدثون بذلك عما إذا كان إخبارهم عن ظن وتخمين ، أو كان مستندهم العقل ، فإن ذلك لا يفيد العلم بصحة ما أخبروا به ، ولا يصدق عليه حد التواتر.

شاهد أيضًا: حكم من لم يضحي وهو قادر

أنواع الحديث المتواتر

للحديثِ المتواترِ نوعان بحسب تقسم العلماء له، وفي هذه الفقرة من هذا الحديث سيتمُّ ذكر هذين النوعين، وفيما يأتي ذلك:[6]

  • النوع الأول: وهو المتواترُ اللفظيُّ، وهو الحديثُ الذي تواترَ بذاتِ اللفظِ من غيرِ تغييرٍ.
  • النوع الثاني: وهو المتواتر المعنويُّ، وهو الحديثُ الذي تواترَ معناهُ بالرغم من اختلافِ لفظه.

شاهد أيضًا: من هو أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم

أمثلة على الأحاديث المتواترة

هناك عددًا من الأمثلة على الأحاديثِ المتواترةِ من السنة النبوية المطهرة، مثل أحاديث الشفاعة والحوض ورؤية الله -عزَّ وجلَّ- ومسح المسلم على الخفين، ورفع يديه في الصلاة، وفيما يأتي بعض المصنفاتِ في الأحاديث المتواترةِ:[7]

  • كتاب الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة: وهذا الكتاب جمعه السيوطي رحمه الله، وقد أورد فيه كلَّ حديثٍ بأسانيدَ من خرجه وطرقه، ثم لخصه في جزء لطيف أسماه “قطف الأزهار” اقتصر فيه على عزو كل طريق لمن أخرجها من الأئمة.
  • كتاب نظم المتناثر في الحديث المتواتر: وهذا الكتاب جمعه الشيج الكتاني رحمه الله.

شاهد أيضًا: تفسير الأرواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تشابه منها اختلف

الفرق بين الأحاديث المتواترة وأحاديث الآحاد

هناك عددًا من الفروق ومن عدة حيثيات بين حديث الآحادِ والحديث المتواتر، وفي هذه الفقرة سيتمُّ ذكر هذه الفروقات، وفيما يأتي ذلك:

  • من حيث عدد الرواة: إنَّ عدد الرواةِ في حديث الآحاد قليل، وبذلك يكون فقد الشرط الأساسي من شروط التواترْ، وهو كثرة عدد الرواة.
  • من حيث الاحتجاج: إنَّ حديث الآحادِ يفيد النظر والاستدلال، بمعنى أنَّ الاحتجاج به متوقفٌ على دراسة أحوال رواته، وهذا عكس المتواترُ الذي يفيد العلم القطعي، والذي لا يحتاج إلى دراسة أحوال رواته.
  • من حيث خلُّوه من العلة والشذوذ: إنَّ حديثَ الآحاد من الممكن أن يكون فيه شذوذٌ أو علَّة ومن الممكن أن يخلوَ منهما، بعكس الحديثِ المتواتر الذي من شروطه أن يكون خالٍ من الشذوذ والعلة.

تنبيه: الشذوذ هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه، والعلة: سبب غامض خفي، يقدح في صحة الحديث، مع أنَّ الظاهر السلامة منه.

شاهد أيضًا: الفرق بين القرآن والحديث القدسي

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام مقال كم عدد الأحاديث المتواترة ؟ والذي تمَّت فيه الإجابة على السؤال المطروح، كما تمَّ بيان بعض التفصيلاتِ الخاصةِ بالأحاديثِ المتواترةِ، حيث تمَّ ذكر معناه وحكه وشروطه وأنواعه، كما تمَّ ذكر بعض الأمثلة عليه، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان الفرق بينه وبين حديثِ الآحادِ.

المراجع

  1. ^ bayanelislam , نفي وجود المتواتر في السنة , 23/6/2021
  2. ^ كتابة السنة النبوية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وأثرها في حفظ السنة النبوية، أحمد عمر هاشم، 41 , https://al-maktaba.org/book/11348/43 , 23/6/2021
  3. ^ منهج النقد في علوم الحديث، نور الدين عتر، 404-405 , https://al-maktaba.org/book/33021/405#p1 , 23/6/2021
  4. ^ islamqa.info , الحديث المتواتر , 23/6/2021
  5. ^ islamweb.net , الحديث المتواتر .. شروطه وأنواعه , 23/6/2021
  6. ^ islamweb.net , الحديث المتواتر .. شروطه وأنواعه , 23/6/2021
  7. ^ islamweb.net , الحديث المتواتر .. شروطه وأنواعه , 23/6/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *