كم عدد انواع النسك

كم عدد انواع النسك

كم عدد انواع النسك؟، معلومٌ أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- شرع لعباده أداءَ مناسكَ مخصوصةٍ في مكانٍ مخصوصٍ وفي وقتٍ مخصوصٍ، وهذه العبادةُ تسمَّى بالاصطلاحِ الشرعي بحجِّ البيتِ، وإنَّ لهذه العبادة أنواعٌ، فكم عددُ أنواعِ نسكِ الحجِّ؟ وما هي هذه الأنواعِ؟ وما حكمها؟ وما الدليل الشرعي على مشروعيتها؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال الذي يطرحه موقع محتويات.

كم عدد انواع النسك

إنَّ أنساكَ الحجِّ ثلاثةُ أنواعٍ، وهنَّ:[1]

  • الإفراد: وهو أن يحرمَ المسلمَ بالحجِّ وحده.
  • القران: وهو أن يحرمَ المسلمَ بالحجِّ والعمرةِ معًا في ذاتِ الوقتِ، أو أن يُحرمَ بالعمرةِ وحدها ثمَّ يُدخلَ نسكَ الحجِّ عليها قبل شروعه بالطوافِ.
  • التمتع: وهو أن يُحرم المسلمَ بالعمرةِ في أشهرِ الحجِّ، ويتحلل منها بعد الانتهاء من مناسكها، ثمَّ يُحرم بالحجِّ في ذاتِ العامِ.

اقرأ أيضًا: ما أنواع النسك لمن أراد الحج

حكم أنساك الحج

إنَّ الأنساكَ الثلاثة جائزةٌ في الشرعِ الحنيفِ، فيجوزُ للمسلمِ الإحرامَ بأيِّ نسكٍ منها، وقد جاءت مشروعية هذه الأنساكِ بعددٍ من الأدلةِ الشرعيةِ، وفيما يأتي ذكرها:[2]

من القرآن الكريم

لقد جاء دليل مشروعية نسكِ التمتعِ في قول الله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).[3]

اقرأ أيضًا: أفضل أنواع النسك وأركان الحج وواجباته

من السنة النبوية المطهرة

لقد جاء دليل مشروعية الأنساكِ الثلاثة في الحديث الذي روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: (خَرَجْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: مَن أَرَادَ مِنكُم أَنْ يُهِلَّ بحَجٍّ وَعُمْرَةٍ، فَلْيَفْعَلْ، وَمَن أَرَادَ أَنْ يُهِلَّ بحَجٍّ فَلْيُهِلَّ، وَمَن أَرَادَ أَنْ يُهِلَّ بعُمْرَةٍ، فَلْيُهِلَّ قالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فأهَلَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بحَجٍّ، وَأَهَلَّ به نَاسٌ معهُ، وَأَهَلَّ نَاسٌ بالعُمْرَةِ وَالْحَجِّ، وَأَهَلَّ نَاسٌ بعُمْرَةٍ، وَكُنْتُ فِيمَن أَهَلَّ بالعُمْرَةِ).[4]

اقرأ أيضًا: هل يجوز الحج بالدين وما هو حكم الحج بالتقسيط

أفضل أنواع نسك الحج

لقد تباينت آراءُ أهل العلمِ في أفضلِ أنواعِ الحجِّ، وفي هذه الفقرةِ من هذا المقالِ سيتمُّ بيانُ أقوالهم بشيءٍ من التفصيلِ، وفيما يأتي ذلك:[5]

القول الأول

ذهب الحنفية إلى أنَّ القرانَ هو أفضلُ أنواعِ نسكِ الحجِّ؛ إذ أنَّ الإحرامَ فيهما يكونُ من الميقاتِ، إلى أن يفرغَ من المناسكِ، كما أنَّهم استدلوا بالحديثِ الذي روته أمُّ سلمة -رضي الله عنها- حيث قالت: (سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ أَهِّلوا ، يا آلَ مُحمَّدٍ ، بعُمرةٍ في حجَّةٍ).[6]

اقرأ أيضًا: حكم حج الصغير وحكم حج الطفل المميز

القول الثاني

ذهب المالكية والشافعية إلى أنَّ الإفرادَ هو أفضل أنواع النسك إن اعتمر عامه؛ إذ أنَّ الإفرادَ لا يجب الهديَ فيهِ، ولأنَّ النبيَّ -في الأصحِّ عندهم- حجَّ مفردًا، مستدلينَ بقول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (خَرَجْنا مع رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَمِنَّا مَن أهَلَّ بعُمْرَةٍ، ومِنَّا مَن أهَلَّ بحَجَّةٍ، ومِنَّا مَن أهَلَّ بحَجٍّ وعُمْرَةٍ، وأَهَلَّ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحَجِّ، فأمَّا مَن أهَلَّ بالحَجِّ أوْ جَمع الحَجَّ والعُمْرَةَ، فَلَمْ يَحِلُّوا حتَّى يَومِ النَّحْرِ).[7]

ولا بدَّ من التنبيهِ إلى أنَّ القرانَ يأتي بالأفضليةِ بعد الإفرادِ عند المالكية، بينما ذهب الشافعية إلى أنَّ التمتع يأتي بالمرتبةِ الثانيةِ في الأفضلية بعد الإفرادِ؛ وحجتهم في ذلك أنَّ المتمتع يأتي بعملينِ كاملينِ، بينما القارن يأتي بعملٍ واحدٍ.[8]

اقرأ أيضًا: هو نية الدخول في النسك هو تعريف

القول الثالث

ذهب الحنابلة إلى أنَّ التمتعَ هو أفضل أنواع النسكِ؛ إذ أنَّ الصحيح في مذهبهم أنَّ النبيَّ- صلى الله عليه وسلم- كان متمتعًا في حجَّته، مستدلينَ على ذلك بما رُوي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- حيث قال: (تَمَتَّعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حَجَّةِ الوَدَاعِ، بالعُمْرَةِ إلى الحَجِّ وأَهْدَى، فَسَاقَ معهُ الهَدْيَ مِن ذِي الحُلَيْفَةِ).[9]

مقالات مقترحة

نرشح لكم بعض المقالات الآتية:

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال كم عدد انواع النسك، وكانت الإجابة أنَّ مناسكَ الحجِّ على ثلاثةِ أنواعٍ، وهنَّ، الإفراد والقران والتمتع، كما تمَّ بيان كلِّ نوعٍ من هذه الأنواعِ والتعريفِ به بشكلٍ مجملٍ، ثمَّ تمَّ ذكر الأدلة الشرعية على مشروعيةِ المناسكِ الثلاثة وجوازُ أداءِ أيِّ منسكٍ شاءه المسلم، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان أفضلُ أنواعِ هذه المناسكِ عند الأئمة الأربعة، مع ذكر حجةِ كلِّ فريقٍ.

المراجع

  1. ^ dorar.net , أنواعُ النُّسُكِ في الحَجِّ وأحكامُها , 16/05/2023
  2. ^ dorar.net , ما هي أحكام الأنساك الثلاثة , 16/05/2023
  3. ^ سورة البقرة: , آية 196
  4. ^ صحيح مسلم , مسلم، عائشة أم المؤمنين، 1211، صحيح
  5. ^ كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، , وهبة الزحيلي، (2194/3)، بتصرف , 16/05/2023
  6. ^ نخب الأفكار، , العيني، أم سلمة، 234/9، ورد من طريقين صحيحين
  7. ^ صحيح البخاري، , البخاري، عائشة أم المؤمنين، 4408، صحيح
  8. ^ كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، , وهبة الزحيلي، (2194/3)، بتصرف , 16/05/2023
  9. ^ صحيح البخاري، , البخاري، عبدالله بن عمر، 1691، صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *