كم مرة ذكر التمر في القرآن الكريم

كم مرة ذكر التمر في القرآن

كم مرة ذكر التمر في القرآن الكريم ؟ يعد التمر من الأطعمة الطيبة التي أنعم  الله -سبحانه وتعالى-  بها على عباده، فأحل لهم أكلها، وجعل تناولها في مواضع معينة عبادة يتم التقرب بها إليه، فهو -جل في علاه- يثيبهم على ما فيه اللذة وطيب العيشة لهم، والتمر هو تمر النخل الذي ذكره الله -عزّ وجل- في كتابه العزيز بأحسن الذكر، لما في تناوله من الفوائد العظيمة التي تتعلق بتقوية جسم الإنسان وإمداده بالطاقة اللازمة.

كم مرة ذكر التمر في القرآن الكريم

تعد النَّخلةُ شجرةٌ عَظيمةُ البَركةِ، كَثيرةُ الفائدة، عُرِفتْ مُنذُ العصور القِدَيمِة بالشَّجرةِ الطَّيبةِ، و شَجرةِ الحَياةِ، كما وُصِفَتْ بأَميرةِ الشَّجرِ، وأَميرةِ الحُقُولِ، وأمِّ الشَّجرِ، وتعد طعامًا للفَقيرِ وحَلوى للغَنِيِّ، وزَادُ المسافرِ، وقد اتَّفقَتِ الشُّعوبُ على احتِرامِهَا، بشكل لَم يَتكرَّرْ مع أيٍّ مِن النَباتاتِ الأخرى، وقد وردَ ذكرُ النخيلِ في القرآنِ الكريمِ تقريبًا عشرينَ مرة؛ وذلك لعظم قَدرِ هذه الشجرةِ نَفعِهَا. [1]

كما ذَهبَ أهلُ التفسيرِ مِنَ الصحابةِ والتابعينَ والذين بَعدَهُم إلى أنَّ الشجرةَ الطيبةَ التي شُبِّهَتْ بكلمةِ التَّوحيدِ في قولِ الله تعَالى:” أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ” [2] فقَالوا: هذه النَّخلةُ. وقد قالَ ابنُ حَجر رحمهُ اللهُ: “وَبَرَكَةُ النَّخْلَةِ مَوْجُودَةٌ فِي جَمِيعِ أَجْزَائِهَا مُسْتَمِرَّةٌ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهَا فَمِنْ حِينِ تَطْلُعُ إِلَى أَنْ تَيْبَسَ تُؤْكَلُ أَنْوَاعًا ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يُنْتَفَعُ بِجَمِيعِ أَجْزَائِهَا حَتَّى النَّوَى فِي عَلْفِ الدَّوَابِّ وَاللِّيفِ فِي الْحِبَالِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَخفَى”.[1]

فوائد التمر

التمر له دور كبير في الدعم الغذائي لنمو العضلات، احتواء التمر على النيكوتينيك فيتامين B2 يجعلها مفيدة لعلاج الاضطرابات المعوية، فتناول كمية كافية من التمر يُساعد على الحفاظ على مراقبة مستوى نمو الكائنات الحية الممرضة، وبذلك يفيد في تنشيط ظهور الجراثيم الصديقة أو المفيدة للأمعاء، كما يُزود الجسم بطاقة إضافية خلال نصف ساعة من تناوله.[3]

ولما كان التمر يحتوي على البوتاسيوم، وعلى 20 نوعًا من الأحماض الأمينية، فإنه يُساعد في السيطرة على الإسهال، فهو يُسهل عملية الهضم، وأشارت الأبحاث إلى أن تناول كمية كبيرة من البوتاسيوم تصل إلى 400 ملغ يمكنها أن تقلل من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية بنسبة 40% تقريبًا، ويعد تناول التمر عند الإفطار بعد الصيام مهمًا لتجنب الإفراط في أكل الطعام؛ فحين يمتص الجسم التمر بما فيه من القيمة الغذائية، يختفي لديه الشعور بالجوع، ويمكن الاستفادة من التمر بتناوله، أو بشرب منقوعه بعد 24 ساعة من النقع، أو من خلال أكل التمر المهروس.[3]

فوائد التمر للحامل

للتمر منافع صحية كبيرة، وخصوصاً للحوامل؛ فقد ذُكِر في القرآن الكريم أن الله -سبحانه وتعالى- أمر السيدة مريم عليها السلام، بتناول التمر خلال المخاض. وقد أشارت دراسة علمية حديثة، إلى أن تناول التمر للنساء اللواتي خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة من الحمل، يقلل من عرضتهنّ للولادة القيصرية. كما أنه يمد الحامل بالحديد الذي يعمل على الوقاية من فقر الدم، ويساعد على التخلص من إرهاق الحمل.[4]

ويساعد تناول التمر على زيادة كمية الحليب للمرضع؛ حيث أن تناول أربع حبات منه يزود الجسم بأكثر من 15% من كمية البوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم التي ينصح بتناولها كل يوم، والتي تساعد بدورها على توازن مستوى الأملاح في الجسم، وعلى نمو الجنين، كما يساعد التمر على تقوية جهاز المناعة؛ وفي فترة الحمل لا تستطيع الحامل تناول الكثير من الأدوية، فقد يضر ذلك بالجنين. لذلك، ينبغي الحرص على تناول التمر في فترة الحمل من أجل الاستفادة من الفوائد الصحية التي يقدمها التمر، وخاصةً في هذه الفترة.[4]

اكل سبع تمرات يوميًا

ثبت في الحديث النبوي الشريف أن من أكل سبع تمرات من عجوة المدينة في كل صباح لم يضره سم، ولا سحر ذلك اليوم، ففي حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-عن  النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “مَن تَصَبَّحَ كُلَّ يَومٍ سَبْعَ تَمَراتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ في ذلكَ اليَومِ سُمٌّ ولا سِحْرٌ“، [5] وقد بوب ابن ابي شيبة في علاج السم وغيره بالتمر،  فقال في كتابه: “ما ذكروا في تمر عجوة هو للسم وغيره”.[6]

وقد اختلف هل العلاج بالتمر خاص بأهل المدينة، أو بتمر المدينة. فقد قال ابن مفلح في الآداب: “هذا الحديث أريد به أهل المدينة, ومن جاورهم، وللأمكنة اختصاص ينفع كثيرا، فيكون الدواء الذي ينبت في هذا المكان نافعا من الداء، ولا يوجد فيه ذلك النفع إذا نبت في مكان غيره لتأثير نفس التربة، والهواء أو هما”. في حين يرى سماحة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز أن كل تمر المدينة توجد فيه هذه الصفة، وأن ذلك يرجى لمن تناول سبع تمرات من غير تمر المدينة.[6]

عرفنا أن التمر ذكر في القرآن الكريم لما له من فوائد عظيمة تعود على الإنسان بالنفع، كما تطرقنا إلى ذكر كم مرة ذكر التمر في القرآن ، بالإضافة إلى توضيح أهم فوائد التمر المتعلقة بجسم الإنسان بشكل عام وجسم الحامل بشكل خاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *