كيف أهلك الله قارون

كيف أهلك الله قارون

كيف أهلك الله قارون ؟ سؤالٌ يكثرُ البحث عنه، وسيكون هذا السؤال هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- ذكر في كتابه الكريم عددًا من قصص الكافرين الطاغين المتكبرين، وذكر كيفية إهلاكهم من باب العبرة والعظة، وسيتمُّ في هذا المقال تخصيص الحديث عن قارونَ وذكر كيفية إهلاكه، كما سيتمُّ بيان الثمرات المستفادة من ذكرِ قصته.

كيف أهلك الله قارون

أَهلكَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- قارون بالخسفِ؛ إذ خسف به وبداره الأرض، ودليل ذلك قول الله تعالى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ}.[1]

شاهد أيضًا: عوقب قارون بعقاب في الدنيا هو

من هو قارون

بعد الإجابة على سؤال كيف أهلك الله قارون ؟ سيتمُّ التعريف به، حيث أنَّ قارون كان رجلًا من أتباع نبيِّ الله موسى -عليه السلام- وهو قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب، وهو واحد من أقرباء موسى وعشيرته، وتقول بعض الروايات إنَّه كان ابن عم موسى لأبيه وأمه، فيلتقيان في النسب عند قاهث،[2] وقد كان شديد العبادة حتى أنَّه فاق جميع بنو إسرائيل في عبادته، وقيل أنَّه اعتزل في أحد الجبال يتعبد ربه أربعين عامًا، وحاول إبليس أن يفتنه بالشياطين لكنَّهم لم يقدروا عليه، فتمثل إبليس نفسه على صورة رجل ودأب يتعبد معه حتى فاقه في العبادة، فأصبح قارون يتواضع لإبليس أشد التواضع، وبدأ يستدرج قارون فقال له لا نشهد للقوم لا جماعة ولا جنازة فوافقه قارون، ثم جعل بنو إسرائيل يحملون الطعام إليه، فقال له إبليس إنّنا صرنا عالة على القوم، فالرأي أن نخرج في يوم نكسب فيه وباقي الجمعة نعبد الله، ثم استدرج إبليس قارون أكثر فقال لقارون: صرنا لا نتصدق على أحد ولا نساعد أحد، فالرأي أن نعمل يومًا ونتعبّد يومًا، فلمَّا وصل قارون إلى هذه الدرجة تمكَّن منه الشيطان وتركه وانصرف عنه، وفُتحت لقارون الدنيا فنسي ما كان عليه من الزهد والعبادة.[3]

شاهد أيضًا: تحدثت سورة القصص عن قصة كل من

كنوز قارون

بعدما فُتحت الدنيا لقارون، أصبح يخرج على قومه بزينته متكبرًا تعلوه بهرجة الحياة وزينتها ومعه المراكب والخدم والحشم وهو يمشي في خيلاء ويستعرض ما عنده من المُلك أمام النَّاس حتى تمنى طائفة من القوم أن لو كانوا مثله ومعهم ما معه من متاع الحياة الدنيا،[4] وقد سُميت أمواله كنوزًا؛ لأنَّه اكتنزها ولم يُخرج منها شيئًا للزكاة، حتى إنَّ مفاتيح كنوزه كان يعجز عن حملها الرجال الأشداء الأقوياء، وقد صنعت مفاتيح كنوزه من جلود الإبل، وكان كل مفتاحٍ من المفاتيح لكنز من الكنوز، ولقد كان قارون يحمل مفاتيح كنوزه أين ما ذهب، فكانوا يضعون المفاتيح على سبعين بغل من البغال الشديدة القوة.[5]

دعوة موسى لقارون

لمَّا طغى قارن بمال الله -تعالى- الذي آتاه إياه قال له الصَّالحون من بني إسرائيل لا تبغِ يا قارون، ولا تفخر بنعم الله -تعالى- التي آتاك إياها، ولا تتكبر بما منحك إيّاه الله -تعالى- من الأموال، فالله لا يحب هذه الصفات في عباده، وفي رواية أنَّ المراد بالقوم الذين دعوا قارون هو نبي الله موسى عليه السلام، وقد نبهه موسى من أن يبخل بمال الله الذي امتنَّ به عليه، وأن يطلب رضا الله -تعالى- في هذه الأموال التي استودعها عندك، فأعطِ المحتاجين وأنفِق عليهم وأطعِم الجياع واكسُ العراة؛ فهذا ديدن الرجل المؤمن في أمواله التي أعطاه إيّاها الله تعالى، إلَّا أنَّه جحد واستكبر أكثر وعلا في الأرض أكثر حتَّى أنَّه نسب الرزق لذاته وليس لله عزَّ وجلَّ.[6]

شاهد أيضًا: نوع الوحي الذي ألقاه الله على أم موسى هو

الثمرات المستفادة من قصة قارون

في الفقرة الثالثة من مقال كيف أهلك الله قارون، سيتمُّ ذكر بعض الثمرات التي يُمكن للمسلم استخلاصها من قصته، وفيما يأتي ذلك:

  • ضروة إقرار المسلم بنعم الله -عزَّ وجلَّ- ونسبتها إليه، وليس لنفسه.
  • ضرورة إيتاء زكاة الأموال وعدم اكتناز المال.
  • ضرورة الابتعاد عن الكبر والفخر، لما له من عواقب وخيمة تعود على صاحبه.

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال كيف أهلك الله قارون؟ ثمَّ تمَّ التعريف بهذا الرجل من حيث نسبه وحياته ودعوة نبيِّ الله موسى له، وفي ختام هذا المقال تمَّ ذكر بعض الثمرات التي يُمكن للمسلم استنباطها من قصة هارون.

المراجع

  1. ^ القصص: 81
  2. ^ تفسير الطبري، الطبري، ص309 , https://al-maktaba.org/book/7798/33661 , 2/5/2021
  3. ^ مكائد الشيطان، ابن أبي الدنيا، ص78 , https://al-maktaba.org/book/8061/96 , 2/5/2021
  4. ^ دروس الشيخ أحمد فريد، أحمد فريد، ص6 , https://al-maktaba.org/book/32588/205 , 2/5/2021
  5. ^ فتح البيان في مقاصد القرآن، صديق حسن خان، ص148 , https://al-maktaba.org/book/32265/6962 , 2/4/2021
  6. ^ نهاية الأرب في فنون الأدب، النويري، ص234 , https://al-maktaba.org/book/10283/4449#p1 , 2/4/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *