كيف اتعامل مع ابني في فتره المراهقه
جدول المحتويات
كيف اتعامل مع ابني في فتره المراهقه والتعرف على طبيعة التغيرات التي يمر بها الشاب خلال تلك المرحلة يساعد في بناء جسور الثقة المتبادلة بين المربي والابن، ومرحلة المراهقة من المراحل العمرية المهمة التي تسبب العديد من التغيرات في طبيعته النفسية، وتتشكل فيها ملامح شخصيته وطريقة تعامله مع المحيطين به، وفي موقع محتويات نتعرف على طريقة التعامل مع الابن في مرحلة المراهقة وكيفية التفاهم معه في تلك المرحلة.
كيف اتعامل مع ابني في فتره المراهقه
في فترة المراهقة كثيرًا ما يشعر الشاب فيها بنمو الشخصية والحاجة إلى تقدير الآخرين من حوله، وهذه المشاعر تدفعه في الكثير من الأحيان إلى التمرد والعناد والمخالفة للتوجيهات والنصائح التي يعتبرها نوع من الوصاية على شخصيته، ومن المهم تفهم الأم والأب المرحلة التي يمر بها الابن والتعامل بشكل إيجابي يدل على إدراك التغيرات في طبيعة وشخصية الشاب، وفيما يلي نتعرف على كيف اتعامل مع ابني في فتره المراهقه:
إبداء الاهتمام بالابن في مرحلة المراهقة
الشاب في مرحلة المراهقة يشعر بضرورة تقديره والاهتمام بمشاعره، ومن صور ذلك الاهتمام الاستماع الجيد للشاب عند الحديث معه، وتوجيه الأسئلة له لزيادة التوضيح في الأمر الذي يتحدث فيه وهو ما يشعره بالاهتمام وتقدير الأم لما يطرحه، ومن صور الاهتمام أيضًا توجيه الأسئلة للابن عن أحداث يومه وما وقع فيه من أمور أو مواقف والتعرف على طريقة تصرف الابن مع المحيطين به.
التحكم في الأفعال عند التعامل
من المهم التحكم في أفعال الأب والأم عند التعامل مع الابن المراهق، فلا يتم الغضب والصراخ لأسباب قد لا تستدعي ذلك، أو التعامل بحدة وجفاء مع الشاب وهو ما قد يعتقده نوع من الهجوم عليه، فيكون الرد الذي يراه مناسب هو التمرد أو إخفاء الكثير من الأمور لتجنب اللوم والمعاملة السيئة، كما أن إظهار الانفعالات السلبية في مواجهة المراهق تدفعه إلى البحث عن الأمان في العلاقات الخارجية مع الأصدقاء في مثل سنه، والذي ينقصهم أيضًا الخبرة في الحياة.[1]
شاهد أيضًا: كيف اتعامل مع اختي في سن المراهقة
الاهتمام بتأثير الآخرين على المراهق
البيت ليس وحده الذي يربي لا سيما في تلك الأوقات التي انتشر فيها الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ومن المهم متابعة هذه التأثيرات التي تأتي من خارج نطاق الأسرة ومحاولة حماية الابن من الأمور السلبية التي قد تسببها تلك الوسائل، كما أن الأصدقاء في حياة المراهق لهم دور كبير في تشكيل الكثير من أخلاقه وطريقة نظرته للحياة، ومن ثم فمن متابعة صداقات الابن ومعرفة السيئ والجيد منهم، ولكن بأسلوب لا يشعر معه المراهق بالمراقبة أو الوصاية.
تعزيز احترام وتقدير المراهق
الحاجة إلى تقدير الذات والاحترام من أبرز السمات التي تنمو، وتظهر بقوة مع دخول الابن في مرحلة المراهقة، ويمكن تعزيز تلك المشاعر عند الابن من خلال المديح والثناء الذي يوجهه كل من الأب والأم لابنهم والتعبير عن رضاهم عن أفعاله وثقتهم فيه والتركيز على الجوانب الإيجابية في شخصيته، ولكن من المهم ألا يكون ذلك بمبالغة كبيرة قد تدفع الشاب إلى الغرور أو التصور الدائم أنه على صواب، ويتعزز تقدير الذات عند الشاب المراهق مع تقليل الانتقاد والتعليق على كل فعل أو تصرف.[2]
وضع عقوبات عند التجاوز
في كثير من الأحيان تدفع شخصية المراهق إلى ارتكابه لبعض الأخطاء في حق الوالدين أو الإخوة الأصغر أو الأكبر مثل رفع الصوت أو تعمد التأخير خارج البيت أو عدم الحديث عن الأماكن التي كان فيها، وعلى الرغم من أهمية تفهم مشاعر الشاب في مرحلة المراهقة، إلا أن الأسرة ينبغي لها وضع قواعد للعقوبات عند التجاوز، مثل سحب امتيازات من الابن أو حرمانه من الهاتف الجوال الخاص به، كما يمكن للوالد منعه من المال الزائد الذي تعود على أخذه منه، وتلك الأمور تساعد في إشعار الابن بالخطأ وعدم تكرار التصرفات.
شاهد أيضًا: كيف اتعامل مع الشخص الحساس
تعويده المسؤولية
الشاب في مرحلة المراهقة يكون في مقتبل العمر، وعلى مشارف الدخول في معترك الحياة، ومن المهم في تلك المرحلة تعويد الابن على تحمل المسؤولية وإحسان التصرف والاعتماد على النفس، فيتم في بداية مرحلة المراهقة تعويد الابن على أعمال منزلية بسيطة، والمرحلة التالية تتمثل في تكليف الشاب المراهق بعض المهام مثل توصيل الأخ الأصغر لمكان ما ليشعر بالمسؤولية، أو توصيله لمبلغ من المال لشخص آخر وغيرها من الوسائل التي تساعد في بناء شخصية الشاب المراهق.
سن المراهقة والتغيرات النفسية
في الكثير من الأحيان يترافق دخول الشاب أو الفتاة مع عدد من التغيرات النفسية، ففي مرحلة المراهقة يزيد الشعور بالقلق وعدم الاستقرار، ويزيد شعور المراهق بالحاجة إلى من يفهمه ويقدر ما يدور في ذهنه، ويشعر أن الوالدين والأسرة غير مستوعبين لما يدور في ذهنه وخاطره، وكثيرًا ما يصاحب فترة المراهقة زيادة التمرد والرغبة في العناد والمخالفة، وكل تلك الأمور تحتاج إلى فهم وحسن تعامل من الوالدين وعدم الإكثار من الشكوى بسبب التغيرات التي طرأت على الابن واعتبار ذلك من الأمور المتوقعة في ذلك السن.
شاهد أيضًا: ليش الناس تكرهني بدون سبب
تحديات في تربية المراهق
تربية المراهق والتعامل معه في تلك المرحلة العمرية ليس من الأمور السهلة، وهناك العديد من التحديات التي تواجه المربي عند تعامله في المراهق وتوجيهه له، وفيما يلي نتعرف على أبرز تلك التحديات:
- صعوبة إيجاد الحد الفاصل بين إعطاء الشاب المراهق الحرية للتصرف وتحميله المسؤولية لبناء شخصية مستقلة، وبين المتابعة والخوف على الشاب من التصرفات غير المسؤولة التي قد تتيحها تلك الحرية الممنوحة.
- التمرد والعناد وعدم الاستجابة للتوجيه والنصح واعتبار المراهق أن من حقه التصرف كيفما يشاء، وأن ما يراه الغير في كثير من الأحيان خطأ، وأنه هو على الصواب.
- شعور الابن المراهق الدائم بعدم الرضا عن مقدار الحرية والتصرف المتاحة له، وأنه يحتاج إلى مساحة أكبر من تلك الممنوحة له.
- التقلبات المزاجية التي يمر بها الشاب خلال فترة المراهقة بسبب التغيرات الهرمونية الطبيعية في جسمه وبسبب تعامله مع الأصدقاء والزملاء في مثل سنه وهو ما يؤثر على طريقة تعامله مع الأسرة والوالدين.
- الكذب الذي قد يلجأ إليه الشاب المراهق تجنبًا للوم والعتاب أو خوفًا من العقاب بسبب الأفعال الخاطئة التي قد تصدر منه.
- صعوبة سير المراهق على طريقة واحدة أو التزامه بالوعود مع الوالدين بسبب طبيعته المتمردة التي تميل إلى التفلت وعدم الخضوع.
أخطاء يجب تجنبها عند التعامل مع المراهق
هناك عدد من الأخطاء من المهم الابتعاد عنها عند التعامل مع المراهق خلال تلك المرحلة العمرية، ونتعرف على أهم تلك الأخطاء فيما يلي:[3]
- الهجوم الدائم والانتقاد المتواصل للشاب وتصرفاته من باب الخوف عليه والرغبة في تقويمه وهو ما قد يفسره الابن المراهق بأنه معاداة من الوالدين له.
- عدم وضع حدود عند التعامل مع المراهق وترك تصرفاته بدون انضباط على اعتبار أنه صغير، وعندما يكبر سيتغير تلقائيًا.
- المبالغة في علاقة الوالد بابنه المراهق وإشعاره بأنه صديق أكثر منه والد، فينبغي أن يكون هناك حد واضح يشعر به الابن أنه يتعامل مع والده أو والدته وليس مع أصدقائه وأصحابه.
- الاعتماد في تربية المراهق على الكتب النفسية، والتي غالبًا ما تكون الأسس المبنية عليها هي أسس غربية تناسب المجتمعات الأجنبية غير الإسلامية.
- تبرير تصرفات المراهق الغير منضبطة بأنه في فترة المراهقة؛ ومن ثم فكل الأمور مغفورة له.
شاهد أيضًا: كيفية التعامل مع الشخصية النكدية
نصائح عند تربية المراهق
هناك عدد من النصائح من المهم أخذها في الاعتبار في تربية المراهق نتعرف عليها فيما يلي:
- اختيار الأمور التي يتم انتقاد المراهق عليها والتي تخالف الدين أو الشكل العام مثل ارتداء الملابس الفاضحة للفتاة أو الملابس الغريبة الغير مناسبة.
- متابعة التغيرات الخطيرة التي قد تطرأ على شخصية الشاب وتصرفاته والعمل على تلافيها قبل تفاقمها.
- عقد اللقاءات العائلية بشكل دوري وإشراك المراهق في تلك الاجتماعات وأخذ رأيه في الكثير من الأمور التي يتم طرحها.
- ضرب المثل للمراهق بالشباب المنحرف على سبيل التحذير من أفعاله ولتعريف المراهق أهمية نظرة المجتمع للتصرفات.
- التقليل من المتابعة الصارمة للشاب المراهق في كل أمور حياته وأشعاره بقدر من الاستقلال والتصرف بحرية.
وبهذا نكون قد تعرفنا على كيف اتعامل مع ابني في فتره المراهقه، وأهمية إبداء الاهتمام بالابن خلال تلك المرحلة العمرية، وأهمية التوجيه والمتابعة وإبداء الاحترام والتقدير للشاب المراهق، وتعرفنا على أخطاء في تربية المراهق ونصائح وتوجيهات مهمة في التربية.