كيف تحقق العبادة الخضوع والانقياد لله تعالى

كيف تحقق العبادة الخضوع والانقياد لله تعالى

كيف تحقق العبادة الخضوع والانقياد لله تعالى حيث أن العبادة هي الهدف الرئيسي والأساسي من خلق الله عز وجل للإنسان، وعلى ذلك فإن العبادات تشمل كل ما يحبه الله ويرضى عنه، وتشمل كل الأعمال الصالحة، حيث قال الله تعالى: “قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ”.

كيف تحقق العبادة الخضوع والانقياد لله تعالى

تحقق العبادة الخضوع والانقياد لله تعالى عن طريق فعل العبد ما أمره الله عز وجل به من عبادات، أيًا كان نوع تلك العبادات، وأيًا كان كيفيتها، وفي الوقت الذي حدده لها الشرع، مثل الصوم والصلاة والزكاة والصدقة وقراءة القرآن الكريم وأداء الحج والعمرة وما إلى ذلك، مثل ما قاله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله، فقال: “إني أعلم أنك حجر، لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك”.

ذلك هو سلوك الفرد المسلم المؤمن بالله تعالى المستسلم لأمره عز وجل، فلا يفتش أو يبحث عن الحكمة من فعل ذلك، فقط حتى يقتدي بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل أنه يبادر أيضًا بفعل ذلك وبطاعة الله تعالى، وإذا ظهرت الحكمة من تلك الأفعال تزيد من يقين العبد، حيث قال الله عز وجل: “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا “.

شاهد أيضًا: شروط قبول العبادة النفي والاثبات

أمثلة على سرعة استجابة الصحابة للعبادة، وانقيادهم وخضوعهم لله تعالى

لقد كان الصحابة رضوان الله عليهم مستسلمون لكل أوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، وكانوا سريعي الاستجابة لأداء العبادة، وللانقياد والخضوع والاستسلام لله عز وجل، مثل:

  • ما روي عن أبي سعيد الخدري: “بينما رسول الله يصلى بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره، فخلع الناس نعالهم، فلما قضى رسول الله صلاته قال: ما حملكم على إلقائكم نعالكم؟ قالوا رأيناك ألقيت نعلك فألقينا نعالنا قال: إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيهما قذرا” حيث يظهر ذلك الحديث سرعة استجابة الصحابة رضوان الله عليهم لأداء العبادات، وللامتثال بأفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولطاعة الله تعالى واستسلامهم لما يأمر به عز وجل.
  • ما روي عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بَيْنَمَا النَّاسُ فِي الصُّبْحِ بِقُبَاءٍ جَاءَهُمْ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وَأُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ، أَلَا فَاسْتَقْبِلُوهَا، وَكَانَ وَجْهُ النَّاسِ إِلَى الشَّأْمِ فَاسْتَدَارُوا بِوُجُوهِهِمْ إِلَى الْكَعْبَةِ” ذلك دليل أيضًا على خضوع وانقياد الصحابة رضوان الله عليهم لأوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فحينما علموا بتغير رسول الله صلى الله عليه وسلم لقبلة صلاته قاموا بفعل مثلما فعل دون تفكير.
  • ما قاله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله، فقال: “إني أعلم أنك حجر، لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك” ذلك إن دل فلا يدل غير على انقياد وخضوع عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأوامر الله تعالى، واقتداءه بأفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

شاهد أيضًا: صرف نوع من انواع العبادة لغير الله

ما هي أفضل العبادات إلى عز وجل؟

يوجد هناك عدة عبادات تعد أقرب العبادات وأفضلهم إلى الله تعالى، ومن ضمن تلك العبادات، ما يلي:

  • الصلاة، وبالأخص الصلاة في وقتها، بدليل قول الله سبحانه وتعالى: “وصلِّ عليهم إنّ صلاتك سكنٌ لهم” ما روي عن ابن مسعودٍ رضي اللهٌ عنه قال: سألت النبي -صلّى الله عليه و سلم: “أيُّ الأعمال أقرب إلى الله الجنَّة؟ قال: الصلاةُ على مواقيتها قلت: وماذا يا نبي الله؟ قال: برُّ الوالدين، قلت: وماذا يا نبي الله؟ قال: الجهاد في سبيل الله”.
  • قراءة القرآن الكريم، بدليل قول رسول الله صلَّى الله عليه و سلّم: “أفضل العبادة قراءة القرآن” كما قال الله عز وجل: “أفلا يَتدبَّرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها”.
  • برُّ الوالدين وطاعتهما، بدليل قول الله تعالى: “وقضى ربُّك ألَّا تعبدوا إلّا إياه و بالوالدين إحساناً” وقوله عز وجل أيضًا: “إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”.

وفي النهاية نكون قد عرفنا كيف تحقق العبادة الخضوع والانقياد لله تعالى حيث تحقق العبادة الخضوع والانقياد لله تعالى عن طريق فعل العبد ما أمره الله عز وجل به من عبادات، أيًا كان نوع تلك العبادات، وأيًا كان كيفيتها، وفي الوقت الذي حدده لها الشرع، مثل الصوم والصلاة والزكاة والصدقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *