كيف عالج الاسلام مشكلة الغضب عند الانسان

كيف عالج الاسلام مشكلة الغضب عند الانسان

كيف عالج الاسلام مشكلة الغضب عند الانسان ?، هو عنوان هذا المقال، وهو من الأسئلة الشائعةِ التي يكثرُ البحث عنها من قبلِ المسلمينَ، وفي هذا المقال سيتمُّ ذكر بعض الأمورِ التي يُمكن أن تعينَ المسلمَ على التخلص من مشكلةِ الغضبِ ومآلاته، كما سيجد القارئُ بيان الفرقِ بينَ الغضبِ وبين بعض الصفاتِ الأخرى.

كيف عالج الاسلام مشكلة الغضب عند الانسان

لقد وردَ عدد من النصوصِ الشرعيةِ سواء من القرآنِ الكريمِ، أو السنةِ النبوية المطهرةِ، التي تدلُّ المسلمَ على طريقةِ علاجِ الغضبِ، وفي هذه الفقرةِ من هذا المقالِ سيتمُّ بيانُ هذه الطرقِ بشيءٍ من التفصيلِ، مع بيانِ الأدلةِ الشرعيةِ عليها، وفيما يأتي ذلك:

الاستعاذة من الشيطان الرجيم

رُوي عن الصحابي سليمان بن صرد أنَّه قال: “كُنْتُ جَالِسًا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورَجُلَانِ يَسْتَبَّانِ، فأحَدُهُما احْمَرَّ وجْهُهُ، وانْتَفَخَتْ أوْدَاجُهُ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لو قالَهَا ذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ، لو قالَ: أعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، ذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ فَقالوا له: إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: تَعَوَّذْ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَقالَ: وهلْ بي جُنُونٌ”،[1] وبناءً على ذلكْ يُمكن علاجُ الغضب عند الانسان بالتعوذِ من الشيطان الرجيم.

شاهد أيضًا: حكم الطلاق وقت الغضب

الوضوء

ومن الأفعال التي حثَّ الاسلام عليها لعلاج الغضب عند الإنسانِ، أن يقومَ المرءُ الغاضبُ بالوضوءِ مثل وضوءه للصلاةِ، وإنَّ العبرةَ من ذلك أنْ يشغلَ الغاضبَ نفسهُ بشيءٍ يفعلُه، كما أنَّ أعضاءَ جسدهِ تكونُ حارةً، فيحتاجُ إلى الوضوءِ لتبردَ، ويبردُ الغضبُ عنه، وقدْ رُوي بذلكَ حديثًا ضعيفًا، ولا بأس من ذكره؛ إذ لا يترتب عليه أحكامًا، وهو: “الغَضبُ منَ الشَّيطانُ، والشَّيطانُ خُلِقَ منَ النَّارِ والماءُ يُطفِئُ النَّارَ، فإذا غضبَ أحدُكُم فليغتسِلْ”.[2]

الصمت

ومن الأمورِ التي حثَّ الإسلامُ الغاضبَ عليها هي الصمتُ والسكوتُ؛ والحكمةُ من ذلك أنَّ الغاضبَ قد يتفوهَ بكلامٍ يندمُ عليهِ بعد أن يزولَ الغضبُ عنه، أو قد يتفوهَ بكلامِ قد يُوقعه في المحظورِ، وقد حثَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- على الصمتِ أثناءَ الغضبِ، حيث قال: “إذا غَضِبَ أحدُكم فلْيسكتْ”.[3]

تغيرر هيئة الغاضب

كذلك يُمكن للغاضبِ علاج الغضب من خلالِ تغيير هيئته، فإذا كان جالسًا فعليه أن يضطجع، وإن كان قائمًا فعليه أن يجلس، وقد ورد هذا العلاجُ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “إذا غضبَ أحدُكم وهو قائمٌ فلْيجلسْ، فإن ذهبَ عنه الغضبُ وإلاَّ فلْيَضْطَجِعْ”،[4] ولعلَّ الحكمةَ من ذلك هو إشغالُ الغاضبِ بأمرٍ آخرٍ.

شاهد أيضًا: تفسير الأرواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تناكر منها اختلف

تذكر ثواب كظم الغيظ

من الأمور التي تعين الانسان على علاج الغضب هو أن يتذكر الأجر العظيمَ الذي رتبَّه الشرعُ الحنيفُ على كظم الغيظِ، وأن يتذكر مدح الله -عزَّ وجلَّ- للكاظمينَ الغيظَ في قوله تعالى: {ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلْكَٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ ۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ}.[5]

استذكار والتأمل في وصية رسول الله

أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلًا بعدمِ الغضبِ، وكررَ هذه الوصيةِ ثلاثَ مراتٍ، ودليل ذلك ما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: “أنَّ رَجُلًا قالَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أوْصِنِي، قالَ: لا تَغْضَبْ. فَرَدَّدَ مِرَارًا، قالَ: لا تَغْضَبْ”،[6] وإنَّ من الأمورِ التي يُمكن للمسلمِ أن يعالج الغضب عنده هي تأمله في هذه الوصيةِ، حيث أنَّ لولا شرُّ عاقبة الغضب ومآله لما حذَّر منه النبيُّ أكثر من مرةٍ.

إيمان المسلم بقضاء الله وقدره

ومن الأسباب المعينة على علاج الغضب عند الانسان، أن يكونَ مؤمنًا بقضاء الله -عزَّ وجلَّ- وقدره، وأن يكونَ عالمًا أنَّ ما حصلَ معه إنَّما حصلَ بناءً على مرادِ الله تعالى، وأنَّ مرادَ الله خيرٌ له من مراده، وأن يؤمن بذلك حقَّ الإيمانِ.[7]

شاهد أيضًا: فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

الفرق بين الغضب وبين بعض الصفات

هناكَ بعضًا من الصفاتِ التي تشكل على المرءِ فلا يستطيعَ التفرقةِ بينها وبينَ الغضبِ، وفي هذه الفقرةِ من مقالِ كيف عالج الاسلام مشكلة الغضب عند الانسان، سيتمُّ بيانُ الفروقِ بين الغضبِ وبين هذه الصفاتِ، وفيما يأتي ذلك:[8]

  • الفرق بين الغضب والسخط: إنَّ الغضبَ يكونُ من الصغير على الكبير، وكذلك يكون من الكبيرِ على الصغيرِ، بينما السخطُ لا يكون إلا من الكبيرِ على الصغير.
  • الفرق بين الغضب والغيظ: أنَّ الغضبَ لا يكون إلا على الغيرِ، بينما السخطُ قد يكون على النفسِ والغيرِ.

شاهد أيضًا: التعقل والتثبت في الامور وترك الغضب تعريف

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان كيف عالج الاسلام مشكلة الغضب عند الانسان، وفيه تمَّ بيانُ عدةِ أمورس قد تعينُ الانسانَ على علاجِ الغضبِ، مع بيان الأدلة الشرعية على ذلك، ثمَّ في ختامِ هذا المقال تمَّ بيان الفرقِ بين الغضبِ وبعض الصفاتِ.

المراجع

  1. ^ رواه البخاري في صحيحه
  2. ^ حكم الألباني على هذا الحديث بالضعف
  3. ^ رواه الألباني في صحيح الجامع
  4. ^ أورد أبو داوود في كتابه
  5. ^ آل عمران: 134
  6. ^ أخرجه البخاري في صحيحه
  7. ^ dorar.net , الأسباب المعينة على ترك الغضب , 3/12/2021
  8. ^ dorar.net , الفرق بين الغضب وبعض الصفات , 3/12/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *