كيف كان الرسول سببا في نفع البشرية .. واسباب محبة الرسول

كيف كان الرسول سببا في نفع البشرية

لا بد لنا أن نعرف كيف كان الرسول سببا في نفع البشرية من خلال دعوته إلى الله سبحانه وتعالى، فقد حمل النبي -صلى الله عليه وسلم- على عاتقه عبء دعوة الناس إلى الدين الإسلامي الحنيف، وحثهم على فضائل الأعمال والعبادات، بكل ما استطاع -عليه الصلاة والسلام- من وسائل الترغيب والترهيب، فقد كان همه الأول دعوة الناس إلى دين الله لدرئهم من عذاب جهنم، ونيلهم رضى الله سبحانه وتعالى.

دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم

لقد كانت دعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مجملها تهدف إلى تعريف الناس بمصالحهم، وبما ينفعهم في حياتهم، وبعد موتهم؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الناس لفهم الدين كله، ويعلمهم الشرع الذي أكمله الله له، ويفقههم بمكارم الأخلاق التي بعثه الله سبحانه وتعالى مُتمِّمًا ومكمِّلاً لها. وقد جاءت الدعوة لإقامة العقيدة الصحيحة وهي عقيدة السلف الصالح، من الصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان، والدعوة إلى القيام بالعبادة المشروعة؛ هي العبادة التي قام عليها دليل من الكتاب والسنة، ولم تكن مُبتدَعة، واتباع الأخلاق الفاضلة؛ وهي كل خُلُق فاضل دعت إليه الشريعة، وشجعت عليه عليه وأمرت به، وهذه المسائل لا تعتبر من أمور الثقافة العامة؛ بل هي أسباب النجاة، والطريق الموصل إلى الله عز وجل. [1]

كيف كان الرسول سببا في نفع البشرية

لقد كانت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم نفسها نفع عام، فحين دخل أبو ذر في الإسلام قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:”فَهلْ أَنْتَ مُبَلِّغٌ عَنِّي قَوْمَكَ؟ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَهُمْ بكَ وَيَأْجُرَكَ فيهم”. [2]فقد كانت التربية الاسلامية الأولى عند دخول الشخص في الإسلام تتمثل في تعليمه الدعوة إلى الله تعالى، و الحرص على تعدي النفع إلى الآخرين، فالأصل أن المسلم يسعى لنفع الناس ولا يمنع النفع عنهم، ومع ذلك فإنك تجد بعض النفوس تمتنع عن أعمال لا تضرها وفيها نفعا لغيرها، وذلك اقتصارا على مصالحهم الشخصية، وهذا ليس من شأن المسلم. [3]

الإسلام يحرص على بناء مجتمعٍ قويٍّ يواجهة التحدِّيات والأزمات المختلفة، يرحم القويُّ فيه الضعيفَ، ويعطف الغنيُّ على الفقير، ويحرص أيضًا على بناءِ مجتمعٍ أخلاقيّ متعاون على فعل المعروف؛ وفقد جَاءَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمنهجٍ رائع في بناء المجتمع البشريِّ ، وجَعْل كلَّ فردٍ فيه سهمًا في الخير العام، وقيم التكافل والتعاون هي قيمٌ إنسانيَّة راقية، وقد كان الإسلام سباقًا في تطبيقها على أرض الواقع.[3]

اسباب محبة الرسول

محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- واجبة على كل مسلم قطعًا، والأدلة على ثبوت وجوبها كثيرة، ومنها قول الله سبحانه: “قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ”. [4] وقال القاضي عياض رحمه الله: “فكفى بهذا حضًّا وتنبيهًا ودلالة وحجة على إلزام محبته، ووجوب فرضها”، وعظم خطرها، واستحقاقه لها صلى الله عليه وسلم”. وهناك العديد من الأسباب التي تزر محبة الرسول في نفس المسلم ومنها: [5]

  • الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو حبيب الله، ومن أحب الله أحب كل ما أحبه، وأعظم محبوب من الخلق لله هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
  • اظهار الله سبحانه وتعالى لنا كمال رأفة الرسول وعظيم رحمته -صلى الله عليه وسلم- بأمته؛ فنحن نحب الإنسان الرحيم، الشفيق، الذي يكون على نفع الناس دائمًا مبادرًا، ولعونهم مجتهدًا، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو أعظم مَنْ رحمنا، وإن كان بيننا وبينه هذه القرون الطويلة.
  • خصائص النبي -صلى الله عليه وسلم- وخصاله العظيمة؛ فقد اجتمع فيه كل وجوه الأخلاق والمحاسن،فصحابة رسول الله إنما أخذ قلوبهم، واستمال أنفسهم بما كان عليه من حسن المعاملة، والخلق العظيم، وحسن القول، والكثير مما هو معلوم من شمائله عليه الصلاة والسلام.

تحدثنا فيما سبق عن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف كان الرسول سببا في نفع البشرية من خلال هذه الدعوة العظيمة التي جاء بها، مما مكن حبه في نفس المسلمين كلهم.

المراجع

  1. ^ alukah.net , دعوة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) , 22/10/2020
  2. ^ صحيح مسلم , أبو ذر الغفاري، مسلم، 2473، صحيح
  3. ^ islamweb.net , تقديم النفع للناس , 22/10/2020
  4. ^ سورة التوبة , الآية 24
  5. ^ archive.islamonline.net , محبة النبي صلى الله عليه وسلم , 22/10/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *