لماذا لحم الحاشي ينقض الوضوء

لماذا لحم الحاشي ينقض الوضوء ؟ سؤال من الأسئلة المتداولة بين المسلمين، فقد أمر الله تعال المسلمين بالطهارة، وجعل الطهارة من الأسس التي يجب أن تتحقق لإقامة أهم العبادات في الإسلام وهي الصلاة، وجعل الوضوء أحد أهم الأمور التي لا تتحقق صحّة الصلاة بدونها، لذا فإنَّ من الجدير بالمسلمين التعرّف على مبطلات الوضوء الاطلاع عليها بشكل كامل، وفي هذا المقال سنوضّح ما هي مبطلات الوضوء، كما سنذكر ما هو السبب الذي جعل لحم الحاشي مُبطلًا للوضوء.

لماذا لحم الحاشي ينقض الوضوء

في الإجابة عن التساؤل الذي يدور حول لماذا لحم الحشي ينقض الوضوء نقول أنَّ السبب الكامن وراء ذلك مجهول بالأغلب وإنَّ المقصد من جعله ناقض للوضوء هو سبب تعبّدي، والحكمة من ذلك لا يعلمها إلى الله سبحانه وتعالى، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى تفسير ذلك بأنَّ الأبل أو ما تسمى بالحاشي هي مخلوقة من الشياطين وأنّ لها نفورًا يشبه نفور الشياطين، فإنَّ أكل لحمها يولّد عند الإنسان شيء من القسوة والشيطنة وإنَّ في الوضوء يزول ذلك، لكنَّ هذا الرأي من الآراء التي لا يُثبتها دليل وليست مبنية على شيء، وهي من الأقوال الضعيفة، والأغلب في القول أن السبب تعبدي ولا علم للإنسان به، ومثله كمثل فرض عدد الركعات في الصلاة فقد جعلها الله تعال أربعًا في الظهر والعصر والعشاء وجعلها ثلاثًا في المغرب وجعلها اثنتان في الفجر، والغاية من عدد الركعات في كل وقت لا يعلمها إلّا الله، وكذلك جعل لحم الحاشي أحد نواقض الوضوء، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل لمس الفرج ينقض الوضوء

هل اكل لحم الابل من نواقض الوضوء

يعدُّ أكل لحم الأبل أحد نواقض الوضوء، والتي توجب على المسلم الوضوء بعد أكلها، وذلك لما ورد في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-  الوارد عن البراء بن عازب بقوله: “سُئِلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عنِ الوُضوءِ من لحومِ الإبلِ، فقالَ: تَوضَّئوا مِنها وسئلَ عن لحومِ الغنمِ، فقالَ: لا توضَّئوا منها، وسئلَ عنِ الصَّلاةِ في مَبارِكِ الإبلِ، فقالَ: لا تصلُّوا في مبارِكِ الإبلِ، فإنَّها منَ الشَّياطين وسُئِلَ عنِ الصَّلاةِ في مرابضِ الغنمِ، فقالَ: صلُّوا فيها فإنَّها برَكَةٌ”[2]، وبناءً على ما ورد في الحديث الشريف فإنَّ أكل لحم الأبل من الأمور التي توجب على المسلم إعادة الوضوء سواء أكان الإبل صغيرًا أو كبيرًا، مطبوخًا أو نيئًا، كما إنَّ الصلاة في الأماكن التي تُربط فيها الإبل أيضًا من الأمور التي نهى عنها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والله أعلم.[3]

مبطلات الوضوء

إنَّ نواقض الوضوء هي ثمانية، منها ما هو متفق عليه، ومنها ما يُشكل موضعًا للخلاف، وهي كالآتي:[4]

• ما يخرج من السبيلين هو ناقض للوضوء مهما كان كثيرًا أو قليلًا، طاهرًا أو نجسًا فإنّه يُبطل الوضوء، وذلك بإجماع أهل العلم.
• سيلان الدم من الجسم أو القيح أو الصديد بشكل كبير كما إنَّ القيء إذا كثُر أيضًا من مُبطلات الوضوء، وذلك حسب رأي الحنبلة والحنفية.
• زوال عقل الإنسان بأي طريقة كانت سواء أكان ذلك بسكر أو جنون أو إغماء أو نوم، إلّا إذا نام الإنسان جالسًا أو قائمًا بشكل غير يسير، فإنَّ ذلك لا يُبطل الوضوء، لما ورد عن صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّهم كانوا ينامون ثم يصلون دون وضوء، والأحوط بالإنسان إعادة وضوئه.
• مس الدبر أو الفرج باليد دون وجود حائل يحول بينه وبين اليد، فإنَّ ذلك من مبطلات الوضوء بإجماع أهل العلم.
• لمس الرجل لبشرة المرأة هو أحد مُبطلات الوضوء، وذلك لقوله تعالى: “أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا”[5]، وقد أشار بعض أهل العلم إلى أنَّ المقصود من الآية الكريمة هو الجماع، كما ذهب آخرون إلى تفسير الآية الكريمة بأنّ لمس بشرة المرأة هو أحد مُبطلات الوضوء.
• أكل لحم الإبل هو أحد نواقض الوضوء، فقد أمر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بالوضوء من لحم الإبل.
• غسل الميت من الأمور التي توجب على المسلم إعادة وضوئه.
• الردة عن دين الإسلام، لأنَّ الشرك بالله تعالى يُبطل كلّ أعمال الإنسان.

شاهد أيضًا: طريقة الوضوء الصحيح

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيّن الإجابة عن التساؤل الذي يدور حول لماذا لحم الحاشي ينقض الوضوء، كما بيّن حكم أكل الأبل والدليل على ذلك من الأحاديث النبوية الشريفة، بالإضافة لتوضيح مُبطلات الوضوء.