لماذا نقرأ القرآن

لماذا نقرأ القرآن

لماذا نقرأ القرآن ؟ هو عنوان هذا المقال، وفيه ستتمُّ الإجابة على السؤال المطروح في بداية هذه المقدمة، كما سيتمُّ بيان الغاية الأساسية من قراءة المسلمِ للقرآنِ الكريمِ، وفي ختام هذا المقال سيجد القارئ بعضًا من فضائل قراءةِ القرآنِ الكريمِ، وستيتمُّ ذكر الأدلة الشرعية الخاصة بكلِّ فضلٍ من فضائلِ قرائته.

لماذا نقرأ القرآن

معلومٌ أنَّ تلاوةَ القرآنِ الكريمِ يعدُّ من أعظم العبادات التي أُمر بها المسلم، والتي يتقرب بها العبد من ربه جلَّ وعلا وقد قال تعالى في كتابه المجيد: {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور}،[1] لكن لماذا يقرأ المسلمَ القرآنَ الكريمَ، في هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ الإجابة على هذا السؤال المطروح، وفيما يأتي ذلك:[2]

شاهد أيضًا: حكم الإجهاض قبل نفخ الروح

لأنه يشفع لصاحبه

نقرأُ القرآنَ الكريمَ؛ لأنَّه يشفع لصاحبه، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ”.[3]

شاهد أيضًا: تفسير آية وقرن في بيوتكن

لأنَّ صاحبه مع الكرام البررة

نقرأُ القرآنَ الكريمَ؛ لأنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشَّر صاحبه بأنَّه مع السفرةِ الكرامِ البررة، حيث قال: “مَثَلُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ وهو حافِظٌ له، مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ”،[4] ولأنَّ الذي يتعتع في قرائته ويقرأه وهو شاقٌ عليه له أجرانِ، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: “ومَثَلُ الذي يَقْرَأُ وهو يَتَعاهَدُهُ، وهو عليه شَدِيدٌ؛ فَلَهُ أجْرانِ”.[5]

شاهد أيضًا: قصص عن فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له

ليكسب صاحبه الحسنات

لقد رتب الشرع الحنيف على قراءة القرآنِ الكريمِ أجرًا عظيمًا، حيث جعل على كلِّ حرفٍ يقرأه المسلم حسنات والله -عزَّ وجلَّ- يُضاعف الحسنات كما شاء، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”.[6]

شاهد أيضًا: تفسير يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

لأنَّه سبب في نيل السكينة

نقرأُ القرآنَ الكريمَ؛ لأنَّ الشرع الحنيف وعد من يقرأه ويتدارسه بأن ينزل السكينة عليه، وقد ورد ذلك في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ”.[7]

شاهد أيضًا: يستعمل الخمار لتغطية ثلاث مواضع وشدها فما هي هذه المواضع

الغاية من قراءة القرآن

لا يقتصر سبب قراءةِ المسلمِ للقرآن الكريم هو ما ذُكر سابقًا من فضائل قراءته، بل إنَّ الغايةَ الأسمى والأعظم للمسلم من قراءة القرآنِ الكريمَ هو أن يقوم بتدبر آياته، وللاتعاظ والتذكير والاستعداد ليومِ القيامة، وما يدلُّ على ذلك قوله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ}.[8][9]

شاهد أيضًا: فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

فضائل اخرى لقراءة القرآن

لا يقتصر فضل القرآن الكريمِ على ما ذكر سابقًا في الفقرة الأولى من هذا المقال، وفي هذه الفقرة سيتمُّ ذكر بعضًا من الفضائل الأخرى، وفيما يأتي ذلك:

  • أنَّ المسلم يُكتب من أهل الله وخاصته، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم: “إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ ، من هُم ؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ”.[10]
  • أنَّ قراءة القرآن يزيد من إيمان العبد، حيث قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}.[11]
  • أنَّ قراءة القرآن سبب في رفع درجة العبد، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يُقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرأ وارتَقِ ورتِّل كما كنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها”.[12]

شاهد أيضًا: من هو أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم

ما هو القرآن الكريم

يعرَّف القرآنُ الكريم على أنَّه كلام الله -عزَّ وجلَّ- المنزل على نبيِّه محمد -صلى الله عليه وسلم- المتعبد بتلاوته والمبدوء بسورةِ الفاتحةِ والمختومَ بسورة الناسِ، المحفوظ من التحريف والتبديل، ويعدُّ القرآن الكريمَ هو المعجزة الخالدةُ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو آخر الكتب السماوية المنزلة.

شاهد أيضًا: عدد الرسل المذكورين في القرآن الكريم

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال لماذا نقرأ القرآن، كما تمَّ بيان الغاية الأعظم من قراءة المسلم للقرآنِ الكريمِ، وفي ختام هذا المقال تمَّ ذكر فضائلٍ أخرى لقراءةِ القرآنِ الكريمِ.

المراجع

  1. ^ فاطر: 29
  2. ^ islamweb.net , فضل تلاوة القرآن وحفظه , 30/8/2021
  3. ^ صحيح مسلم، مسلم، أبو أمامة الباهلي، 804، حديث صحيح
  4. ^ صحيح البخاري، البخاري، عائشة أم المؤمنين، 4937، حديث صحيح
  5. ^ صحيح البخاري، البخاري، عائشة أم المؤمنين، 4937، حديث صحيح
  6. ^ صحيح الترمذي، الألباني، عبدالله بن مسعود، 2910، حديث صحيح
  7. ^ صحيح مسلم، مسلم، أبو سعيد الخدري، 2700، حديث صحيح
  8. ^ ص: 29
  9. ^ islamweb.net , الهدف من القرآن الكريم وما يجب على المسلم عند قراءته , 30/8/2021
  10. ^ صحيح ابن ماجه، الألباني، أنس بن مالك، 179، حديث صحيح
  11. ^ الأنفال: 2
  12. ^ صحيح أبي داوود، الألباني، عبدالله بن عمرو، 1464، حديث حسن صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *