ما الدليل على تحريم الخروج على ولاة الامر

ما الدليل على تحريم الخروج على ولاة الامر

ما الدليل على تحريم الخروج على ولاة الامر ؟ ، هو أحد الأسئلة المهمّة التي لا بدّ أن يعرف إجابتها المسلمون، فأمر الخروج على الحاكم أمر عظيم، ولا يجوز الاستهانة به، والخروج على ولي الأمر أو الحاكم هو محرّم في الديّن الإسلاميّ، وقد وردت أدلّة كثيرة على هذا التحريم في القرآن الكريم والسّنّة النبويّة.

ما الدليل على تحريم الخروج على ولاة الامر

الخروج على الحاكم أو ولي الأمر محّرم في الإسلام، ولكنّ ما الدليل على تحريم الخروج على ولاة الامر، والإجابة في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الذي يقول فيه: من خرج من الطاعةِ وفارق الجماعةَ مات مِيتَةً جاهليَّةً[1]، وقوله تعالى في كتابه العزيز: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا[2]، فالحديث والآية الشريفة ينصّان على وجوب طاعة ولي الأمر.[3]

أنواع الخروج على الحاكم

بعد الإجابة عن السؤال: ما الدليل على تحريم الخروج على ولاة الامر، سنشرح أنواع الخروج على الحاكم بحسب ما قسمها العلماء والفقهاء، وهي كالآتي:[4]

الخروج على الحاكم الظالم

حرّم أهل السّنّة والجماعة القتال تحت لواء الحاكم الظالم ضدّ من يخرج من رعيته ليطالب بحقّه وقد قال ابن حجر في ذلك: “إلا أن الجميع يحرمون القتال مع أئمة الجور ضد من خرج عليهم من آهل الحق”، كما يرى العلماء أنّ من خرج على الحاكم الظالم الذي يريد أن يسلب حقه معذور، وذلك أيضًا في قول ابن حجر: “وأما من خرج عن طاعة إمام جائر أراد الغلبة على ماله أو نفسه أو أهله فهو معذور ولا يحل قتاله وله أن يدفع عن نفسه وماله وأهله بقدر طاقته”.

الخروج على الحاكم الجائر

جاء في فتوى للشيخ ابن باز رحمه الله تعالى أنّه يجوز الخروج على الحاكم الجائر، ولكنّ ذلك بشرط وهو اجتماع الأئمة على هذا الرأي الذي يقول أنّ الحاكم جائر ويظلم شعبه، فليس من الجائز على الشعب أن يثير الفوضى في بلده، بل لا يكون القيام على الحاكم إلّا بعد أخذ مشورة الأئمة الذين شُهد لهم بالصلاح.

الخروج على الحاكم الفاسق

بعد الإجابة عن السؤال: ما الدليل على تحريم الخروج على ولاة الامر، جاء إجماع العلماء على أنّه من قال لا إله إلّا الله ولكنّه لم يعتقد بها، أو اعتقد بها ولكنّ لم يعمل بما تقتضيه من الحكام وغيرهم لا بدّ أن يُحاسب حتى يعمل بما دلت عليه من النفي والإثبات، فرسول الله عليه الصلاة والسّلام يقول: “أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله”، وفي تعليق للإمام النووي على هذا الحديث قال: “فيه وجوب قتال مانعي الزكاة أو الصلاة أو غيرهما من واجبات الإسلام قليلا أو كثيرا”، وهذا هو الفسق.

الخروج على الحاكم الكافر

أمّا في حالة الخروج على الحاكم الكافر، فلا بدّ أن يكون كفره واضح للأعيان والشهود وبوجود برهان ودليل عليه، فيحلل الخروج عليه، ولكن بشرطين ألهما أن يوجد البديل وأن يكون مسلمًا على دولة مسلمة، فلا بدّ إذا أزيل الإمام الكافر يؤتى بإمام مسلم يقيم شرع الله في أرض الله، وثانيهما أن يكون هناك قدرة على القيام بالشرط الأول، على إزالة الحاكم الكافر.

أحاديث الخروج على الحاكم

بعد معرفة الإجابة عن السؤال: ما الدليل على تحريم الخروج على ولاة الامر، سنذكر بعض الأحاديث النبويّة التي تتحدث عن الخروج على الحاكم، فهناك أحاديث كثيرة في هذا المعنى، وهي جميعها صريحة في النهي عن الخروج على الأئمة، وإن رأى الإنسان ما يكره، وصريحة كذلك في الأمر بالصبر على جورهم وعدم نزع اليد من الطاعة:[5]

  • حديث أم سلمة رضي الله عنها: “إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنه يستعمل عليكم أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم قال: لا ما صلوا”.
  • حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: “سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم. وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم. قال: قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم؟ قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئًا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدًا من طاعة”.
  • حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من خلع يدًا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية”.
  • حديث حذيفة قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس، قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع. وفي رواية: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قال فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك”.

وهكذا نكون قد أجبنا على السؤال ما الدليل على تحريم الخروج على ولاة الامر،  وعرفنا أنواع الخروج على الحاكم الظالم والجائر والفاسق والكافر، وذكرنا بغضًا من الأحاديث النبوية الصحيحة التي تحدثت عن حرمة الخروج على الحاكم.

المراجع

  1. ^ تخريج كتاب السنة , أبو هريرة،الألباني،1064،إسناده صحيح
  2. ^ سورة النساء , الآ 59
  3. ^ binbaz.org.sa , هل اقتراف بعض الحكام للمعاصي والكبائر موجب للخروج عليهم؟ , 08-03-2021
  4. ^ wikiwand.com , خروج على الحاكم , 08-03-2021
  5. ^ عارضة الأحوذي , أم سلمة أم المؤمنين،ابن العربي،5/97،صحيح
  6. ^ dorar.net , حكم الخروج على الأئمة , 08-03-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *