ما الدليل من الكتاب والسنة على وجوب طاعة ولاة الأمر

ما الدليل من الكتاب والسنة على وجوب طاعة ولاة الأمر

ما الدليل من الكتاب والسنة على وجوب طاعة ولاة الأمر ، هو ما سيتمُّ الحديث عنه في هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أوجب على المسلمين طاعة أولياء أمورهم، لكن ما المقصود بولاة الأمر؟ وما الدليل على وجوب طاعتهم؟ وما هي حدود طاعة ولي الأمر؟ وكيف يتمُّ تقويم ولي الأمر عند اعوجاجه؟ كلُّ هذه الأسئلة ستجد الإجابة عليها بين سطور هذا المقال، وفيما يأتي ذلك:

ما المقصود بولاة الأمر

إنَّ المقصود بولاة الأمر هم العلماء والأمراء والفقهاء، الذي بعث الله بهم رسوله الكريم؛ إذ أنَّ لعلماء، ولاته حفظا وبيانا وذبا عنه، وردا على من ألحد فيه وزاغ عنه، والأمراء ولاته قيامًا وعنايةً وجهادًا وإلزامًا للناس به، وأخذهم على يد من خرج عنه، هؤلاء هم ولاة الأمر، وبقية النَّاس تبعٌ لهم ويسمون بالرعية.[1]

شاهد أيضًا: ما معنى البيعة لولاة الأمر وما هي أسبها وشرطها ومستوياتها

ما الدليل من الكتاب والسنة على وجوب طاعة ولاة الأمر

ذُكر في مقدمة المقال أنَّ طاعة ولاة الأمر واجبة على كلِّ مسلمٍ ومسلمة، وفيما يأتي الأدلة على ذلك من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة:

  • من القرآن الكريم: ورد العدين من الآيات القرآنية التي تأمر المسلمين بطاعة ولاة الأمر، منها ما هي أدلة مباشرة ومنها الأدلة غبر المباشرة، وفيما يأتي ذكر هذه الآيات ما بيان وجه الدلالة منها:[2]
    • قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}،[3] هذه الآية فيها أمرٌ مباشرٌ للمسلمين بطاعة ولاة أمرهم.
    • قال تعالى: {فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ}،[4] جاءت هذه الآية بأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن يحكم المسلمين بما أمر الله -عزَّ وجلَّ- ومن المعلوم أنَّ خطاب النبي هو خطابٌ لأمته ما لم يرد تخصيص، وإنَّ الأمر بالحكم بما أنزل الله يتوجب وجود إمامٍ يلي أمور المسلمين، وإنَّ الأمر باتخاذ إمامٍ يلي أمر المسلمين، يوجب على المسلمين طاعته.
    • قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}،[5] إنَّ الأمر بنصرة ولاة الأمر، تقتضي الأمر بوجوب طاعتهم.
  • من السنة النبوية: كذلك وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدلُّ على وجوب طاعة ولاة الأمر، ومن هذه الأحاديث ما يأتي:
    • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أوصيكم بتقوى اللهِ والسمعِ والطاعةِ وإن عبدًا حبشيًّا، فإنه من يعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ المهديّين الراشدين تمسّكوا بها، وعَضّوا عليها بالنواجذِ، وإياكم ومحدثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ”.[6]

شاهد أيضًا: ما حكم طاعة ولي الأمر مع الدليل

حدود طاعة ولاة الأمر

ليس هناك طاعة مطلقة إلا لله -عزَّ وجلَّ- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وأما طاعة ولي الأمر المسلم: فإنها تابعة لطاعة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ فإن أمر بمعصية فلا طاعة له، وإن حصل نزاع رُدَّ الأمر للكتاب والسنة، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}،[7] وفي هذه الآية لطيفة أشارة إليها الشنقيطي، حيث قال: كرر الفعل بالنسبة لله وللرسول، ولم يكرره بالنسبة لأولي الأمر; لأن طاعتهم لا تكون استقلالًا، بل تبعًا لطاعة الله، وطاعة رسوله، وما يدلُّ على عدم وجوب طاعة ولي الأمر إن خالف أوامر الله قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا طاعةَ لمَخلوقٍ في مَعصيةِ اللهِ”.[8][9]

طريقية تقويم ولي الأمر إذا اعوجَّ

وأما تقويم اعوجاج ولي الأمر المسلم: فإنه يكون أولاً بعدم متابعته على خطئه ومعصيته -كما سبقت الإشارة إليه-، ثم بمناصحته ودعوته إلى الخير، وأمره بالمعروف، ونهيهه عن المنكر، بقدر الطاقة والوسع، مع مراعاة الضوابط الشرعية في هذا الأمر، وينبغي تحري الحكمة والأسلوب الحسن في النصح، وهذا مطلوب في نصح عامة المسلمين، ولكنه يتأكد في حق ذوي الجاه والسلطان منهم؛ روى ابن أبي عاصم في السنة عن عياض بن غنم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به؛ فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه”.[10][11]

شاهد أيضًا: حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

ما الدليل من الكتاب والسنة على وجوب طاعة ولاة الأمر، مقال تمَّ الحديث فيه عن مصطلح ولاة الأمر حيث تمَّ التعريف بهم، ثمَّ تمَّ ذكر الأدلة من الكتاب والسنة على وجوب طاعتهم، بعد ذلك تمَّ بيان حدود طاعتهم، وفي الختام تمَّ الإشارة إلى طريقة تقويمهم عند الاعوجاج.

المراجع

  1. ^ dorar.net , الخروج عن طاعة أولي الأمر (العلماء والأمراء) , 8-3-2021
  2. ^ dorar.net , الأدلة من القرآن الكريم , 8-3-2021
  3. ^ النساء: 59
  4. ^ المائدة: 83
  5. ^ الحديد: 25
  6. ^ dorar.net , الأدلة من السنة النبوية , 8-3-2021
  7. ^ صحيح أبي داوود، الألباني، عبدالرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر، 4607، حديث صحيح
  8. ^ النساء: 59
  9. ^ تخريج سير أعلام النبلاء، شعيب الأرناؤووط، الحسن، 2/476، حديث صحيح
  10. ^ islamweb.net , حدود طاعة ولي الأمر وكيفية تقويمه إذا اعوجّ , 8-3-2021
  11. ^ تخريج كتاب السنة، الألباني، عياض بن غنم، 1096، حديث إسناده صحيح
  12. ^ islamweb.net , حدود طاعة ولي الأمر وكيفية تقويمه إذا اعوجّ , 8-3-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *