ما معنى البيعة لولي الأمر وما هي أسبابها وشرطها ومستوياتها

ما معنى البيعة لولي الأمر

ما معنى البيعة لولي الأمر ؟ تفرَّدت الحضارة الإسلامية عن مثيلاتها من أي حضارة إنسانية أخرى؛ فن الأشياء التي أبدعتها  هذه الحضارة، وقَدَّمته سائغًا للمسلمين وغيرهم نظام البيعة. فالحضارات السابقة لم تعرف البيعة على الإطلاق، ففي معنى البيعة أنها؛”المُبايعةُ والطاعةُ”، تعني إشراك الرعية في المنظومة السياسية الحاكمة، ولو بجزء ضئيل كما في بعض الأوقات من التاريخ الإسلامي؛ غير أنها كانت من أهم مميزات النظام السياسي في الإسلام.

ما معنى البيعة لولي الأمر

تعرف البيعة بأنها إعطاء العهد من المبايع إلى الخليفة على السمع والطاعة، وذلك في غير معصية الله سبحانه وتعالى، أو تعرف بأنها عهد على الطاعة يصدر من الرعية إلى لراعي، ويتضمن إنفاذ مهمات الراعي على الوجه الأكمل، وأهم ما فيها سياسية الدين والدنيا على مقتضى شرع الله سبحانه وتعالى، ومن الجدير بالذكر أن البيعة في الإسلام لم تُفَرِّق بين الرجل والمرأة، أو بين كبير وصغير، وهذا من الحسٌّ التربوي للرعية؛ حيث أن الإسلام يعلم المسلمين على ضرورة المشاركة بينبعضهم على الارتقاء بمجتمعهم وأمتهم الإسلامية. [1]

البيعة في عهم الصحابة

كانت البيعة منذ فجر حضارة الإسلام؛ فقد بايع النبي-صلى الله عليه وسالم- صحابته أكثر من بيعة واحدة: مثل بيعتي العقبة الأولى والثانية، وأسضًا بيعة الرضوان، وكانت كل طوائف المسلمين يُبايعونه صلى الله عليه وسلم، فمن الرجال الذين بايعوا الرسول -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- عدد لا نستطيع حصره، ومن النساء العدد الكبير أيضًا، وقد أحصى الإمام ابن الجوزي عدد من بايع الرسول -صلى الله عليه وسلم- من النساء، فقال أنهن بلغن 457 امرأة، وهو لم يصافح على البيعة امرأة وإنما بايعهن عن طريق الكلام، وقد وجدنا رسول الله  يبايع الأطفال، حيث بايع عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وهو ابن سبع سنين.[1]

أسباب البيعة لولي الأمر

نذكر لكم فيما يأتي الأحوال التي تؤخذ فيها البيعة لولي الأمر:[2]

  • موت الخليفة، حيث تؤخذ إلى لخليفة من بعده.
  • خلع الخليفة لسبب ما، فتبايع الأمة بعده إمامًا يقوم على أمورها.
  • البيعة للخليفة المعهود إليه بعد وفاة العاهد.
  • أَخْذ الخليفة البيعة على الناس لمن يكون خليفة بعده.
  • عند خروج ناحية من البلاد عن الطاعة، يوجِّه إليهم من يأخذ له البيعة عليهم، حتى ينقادوا لأمره.

شروط صحة البيعة لولي الأمر

حتى تصح البيعة في الاسلام لا بد من أن يتوافر فيها الشروط الآتية:[2]

  • أن يكون المتولي لعقد البيعة أهل الحل والعقد.
  •  أن تحقق شروط الإمامة فيمن تؤخذ له البيعة.
  •  أن يقبل المبايع له البيعة، فلو امتنع لم تنعقد إمامته.
  •  أن تكون البيعة لواحد بعينه، فلا تنعقد البيعة لأكثر من واحد.
  • أن تكون البيعة على كتاب الله وسنة رسوله؟، بالعمل بموجبهما، وحمل الناس عليهما.
  • حرية المبايعة، فيبايع كل إنسان باختياره، ولا يكرَه أحد.

مستويات البيعة لولي الأمر

تنقسم البيعة لولي الأمر إلى مستويين اثنين متتابعين متلازمين هما: [3]

بيعة الانعقاد

وبموجبها ينعقد للمبايع السلطان ويكون له الولاية الكبرى دون غيره‘ وذلك حسما للخلاف حول الذي يتولى أمر المسلمين، وهذه هي البيعة التي يقوم بها أهل الحل والعقد، والدليل على هذه البيعة واضح تمامًا في انعقاد البيعة إلى الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وأرضاهم، حيث كان أهل الاختيار يختارون الإمام ثم يبايعونه بيعة انعقاد أولية.[3]

البيعة العامة أو بيعة الطاعة

وهذه بيعة عامة لكافة الأمة، أي بيعة  المسلمين جميعهم للخليفة، وهذا ما تم في عهد الخلفاء الراشدين جميعا، حيث أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- بعد أن بويع من أهل الحل والعقد من المهاجرين والأنصار داخل سقيفة بني ساعدة، دُعِي جميع المسلمين للبيعة العامة داخل المسجد، فصعد أبو بكر إلى المنبر بعد أن أخبرهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- باختيارهم له خليفة للمسلمين، ومبايعتهم إياه، وأمرهم أن يبايعوه فبايعه المسلمون، والذي حدث مع أبي بكر الصديق حدث مع الخلفاء الراشدين كلهم، وهذه البيعة التي تمت تاريخيًا في عاصمة الدولة الإسلامية ومركز الحكم ثم كان يطلب من كل واحد من ولاة الأمصار أخذها إلى لخليفة.[3]

ذكرنا فيما سبق ما معنى البيعة لولي الأمر في الإسلام، كما بينّا أسباب البيعة وشروطها وأقسامها، وذكرنا كيف كانت البيعة تتم في زمن الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم أجمعين بدءًا من أبي بكر الصديق إلى باقي الخلفاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *