من هو اول الخلفاء الراشدين ؟

من هو اول الخلفاء الراشدين ؟ الخلفاء الراشدين هم أربعة من الصحابة الكبار رضوان الله عليهم، وجميعهم مشهورون ومعروفون، وكلهم مبشرون بالجنة، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أمر بالاقتداء بسنتهم، والحديث عن سيرهم طويل جدًا، فقد صنفت فيهم الكثير من المصنفات، لما لهم من المناقب والخصال الحميدة، كما أن لهم إنجازات عظيمة في تاريخ الدولة الإسلامية منذ عصر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحتى تولى كل منهم الخلافة.

الدولة الإسلامية في عهد الرسول

اتَّجهت سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم العامَّة إلى توحيد العرب تحت راية الإسلام في مؤسسةٍ بعيدة عن النظام القبلي، فأسِّس جماعةً دينيَّةً سياسيَّةً شكلت كيان دولة، فدخل عامة العرب في هذا الدين، وانضووا تحت لواء الرسول صلى الله عليه وسلم، ودانوا له بالزعامتين الدينيَّة والسياسيَّة؛ فهو يصدر أحكامه عن وحي الله وأمره، كما أنَّه كان مثاليًّا في سلوكه؛ فقد سوَّى بين القبائل المختلفة، ولم يخضع لنزعات النفس وميلها إلى إيثار الأهل والعشيرة. [1]

وهذه الزعامات ربطت بين شخص الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبين ما حقَّقه للعرب  مكاسب دينيَّة واجتماعيَّة وسياسيَّة غيَّرت حياة العربي والنظام القبلي؛ كما شرَّع الجهاد في سبيل الله بدلًا من القتال من الثأر أو التسابق على الكلأ، وأطاح بفرديَّة القبيلة إلى فكرة جماعيَّة الأمَّة، وساوى بين المسلمين، ودعا إلى التكافل، ونظَّم المجتمع على نحوٍ يتناسب وطباع العرب. [1]

من هو اول الخلفاء الراشدين

بعد وفاة الرسول– صلى الله عليه وسلم- ظهرت العديد من الاضطرابات في المجتمع الإسلامي، فأجمع المسلمون على استخلاف أبو بكر الصديق وبايعوه بالخلافة، وقد اشتدت الفتن عقب وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لانشغال الأمة، وكانت تلك الفتن بمثابة التحديات الأكبر أمام الخليفة الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت مثل الإرث الثقيل على عاتقه لكنه كان جديرًا بها رضي الله عنه.[1]

وعلى الرغم من أن كلًا من علي وسعد كان ممن يتوقع خلافته، فقد كان عليًا ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وسعد بن معاذ شريفًا من الخزرج وقد التف حوله المسلمون من الأنصار يوم وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثم تحولت البيعة إلى أبي بكر الصديق بإجماع المسلمين، إلا أن موقفهم السياسي لم يترجم إلى عنف أو فوضى أبدًا، وما أسهلهما في المجتمعات القبلية- وإنما عبر كل منهما عن موقفه بطريقة سلمية، كما أن الخليفة أبا بكر لم يمارس نوعًا من الإكراه على أحد ليحمله البيعة، بل ترك الأمر لسلطان المجتمع، فتم احترام ضمير الفرد وسلطان المجتمع معا، وتمت البيعة كلها بطريقة حضارية بعيدة عن مظاهر العنف، وهذه هي علامة المجتمع الراشد بحق.[2]

الخلفاء الراشدين بالترتيب

الخلفاء الراشدين بالترتيب، هم أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب رضوان الله عليهم جميعًا، وفيما يأتي نبذة عنهم:[3]

أبو بكر الصديق

هو عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي، ويكنى بأبي بكر، ولد سنة 51 قبل الهجرة، وهو أول من آمن بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من الرجال، وأول الخلفاء الراشدين، ولقب بالصديق؛ لأنه صدق الرسول -صلى الله عليه وسلم- في خبر الإسراء والمعراج، قيل: لأسباب أخرى. وقد كان أبو بكر الصديق من سادات قريش، ومن كبار موسريهم، وكان ممن حرم الخمر على نفسه خلال الجاهلية. كما شهد الحروب مع الرسول صلى الله عليه وسلم، واحتمل الشدائد، وبذل الأموال في سبيل الدعوة.

وكان -رضي الله عنه- رفيق النبي -صلى الله عليه وسلم- في هجرته إلى المدينة المنورة، وعهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- إليه بالناس حين اشتد مرضه، بايعه المسلمين بالخلافة يوم وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. وحارب المرتدين، والممتنعين عن الزكاة، وأقام ركائز الإسلام، وافتتحت في أيامه بعضًا من بلاد الشام، والعراق، وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر ونصفًا.

عمر بن الخطاب

هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى العدوي القرشي، ويكنى بأبي حفص، ولقبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالفاروق، وهو ثاني الخلفاء الراشدين، وأول من لقب بأمير المؤمنين، وقد كان في الجاهلية من أبطال قبيلة قريش، وأشرافهم، وكان ينافر عنهم، أسلم قبل الهجرة بخمس سنوات. وشهد الوقائع كلها مع الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أرسله في سرايا متعددة، بويع بالخلافة يوم وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما.

ولاه أبو بكر القضاء في عهده، فكان القاضي الأول في الإسلام، قطع العطاء عن المؤلفة قلوبهم بعد اعتزاز الإسلام، وقوته وأخضع البلاد المفتوحة للخراج، وهو أول من بدأ التاريخ بسنة الهجرة، وأول من دون الدواوين، كما اتخذ بيت مال المسلمين، وقد زاد على نقش الدراهم (الحمد لله)، وفي بعضها: (لا إله إلا الله)، وفي بعضها: (محمد رسول الله). ضرب على شرب الخمر، ثمانين جلدة، وكانت أربعين، كما حرم المتعة، ونهى عن بيع أمهات الأولاد، وكان يخرج إذا صلى العشاء، فيطوف على من في المسجد، فينظر إليهم، ويعرف وجوههم، ويسألهم إن أصابوا عشاء، وإلا خرج فعشاهم.

عثمان بن عفان

عثمان بن عفان بن أبي العاص بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، الأموي القرشي، أبو عبد الله، وأبو عمرو. كان من كبار رجال الإسلام، ولد بمكة، وأسلم بعد البعثة بقليل، وقد كان غنيًّا، شريفًا في الجاهلية، وله أعمال عظيمة في الإسلام، منها؛تجهيز جيش العسرة، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، تولى الخلافة بعد اغتيال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فكان ثالث الخلفاء الراشدين.

كان عهده عهد فتوحات، ففي عهده تم فتح أرمينية، وأذربيجان، وإفريقية، كما بدأ غزو الروم من البر والبحر، وفتحت في عهده جزيرة قبرص، وسنة 27 للهجرة أرسل حملة بحرية لغزو سواحل الأندلس، وكان أول من فكر في فتح القسطنطينية، واقتحام أوروبا، ويعود إليه الفضل في إزالة الخلاف في قراءة القرآن؛ بجمع صحفه التي كانت عند حفصة بنت عمر بن الخطاب أم المؤمنين، ونسخها في مصحف واحد، بجهود الكثير من الصحابة الحافظين للقرآن، ثم أمر بإحراق ما سواه. وبمقتله انعطف سير التاريخ الإسلامي، فقد بدأت الفتن، ونشبت الثورات، بعد أن كانت الأمة قائمة على التوحيد بعيدة عن النزاع والفرقة.

علي بن أبي طالب

هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، ويكنى بأبي الحسن، وهو رابع الخلفاء الراشدين وآخرهم، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأول من أسلم من الصبيان، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وصهره، وعرف بشجاعته الشديدة، وكان من أكابر الخطباء، والفصحاء، والعلماء. لم يتخلف عن مشهد من المشاهد، إلا في غزوة تبوك؛ ليرعى عياله، واختاره عمر بن الخطاب بعد طعنه من بين الستة أصحاب الشورى؛ حتى يخلفه واحد منهم، ثم بويع بالخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه.

فيما سبق ذكرنا من هو اول الخلفاء الراشدين ، وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وقد بايعه المسلمون يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تبعه الخلفاء الراشدين الثلاثة من بعده وأحدثوا إنجازات عظيمة في المجتمع الإسلامي.