ما حكم الاذان لكل جماعة وضح دلالة الحديث على ذلك

ما حكم الاذان لكل جماعة وضح دلالة الحديث على ذلك ؟ من الأحكام الشرعية التي من المُستحبّ على كلّ مُسلمٍ ومُسلمةٍ على بيّنةٍ منها؛ حتى يتحرُّوا الحلال؛ فيتّبعونه، والحرام؛ فيجتنبونه، والصلاة هي عماد الدّين من أقامها؛ فقد أقام الدّين، ومن هدمها؛ فقد هدم الدين، ووقت الصّلاة يُعرف بالأذاان، وفيما يلي سنتعرف على ما حكم الاذان لكل جماعة وضح دلالة الحديث على ذلك.

التعريف بالأذان

يدُور الجذر اللغوي لكلمة الأذان في معاجم اللغة العربية حول معنى الإعلام، وأما في اصطلاح العلماء فهو: الإعلام بدُخول وقت الصلاة بكيفيّة مخصوصة، وهناك بعض الصّفات المُستحبّة من المؤذن، وهي: كونه صيّتًا، وأن يكون صوته جهريًّا، وأن يكون هذا الشخص يتمتّع بصفة الأمانة؛ فلا إيمان لمن لا أمانة له، فتوافر الأمانة في الشخص على النّاس يتقبّلونه على اختلاف أشكاله، وكذلك الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر من الأشياء المُستحبّة، وأن يكون على معرفةٍ تامّةٍ بأوقات الصلاة المفروضة، فالصّلاة لها وقتٌ مُحدّد، ولا يجوز أن يؤذّن المؤذن إلا في تلك الأوقات، وأن يكون واقفًا في حالتي الأذان والإقامة لا قاعدًا.[1]

ما حكم الاذان لكل جماعة وضح دلالة الحديث على ذلك

حكم الأذان لكل جماعةٍ واجب ، فيجب على المسلمين حينما تحضُر وقت الصلاة أن يختاروا من بينهم من يُأَذّن لهم، وأن يكون حسن الصوت، وقد اختار النبي-صلى الله عليه وسلّم- بلال بن رباح؛ ليكون مُؤذّن النبي ّ، ومن الأدلة على هذا الحكم ما ذكره البخاري في صحيحه في روايةٍ طويلةٍ عن مالك بن الحويرث قال:” أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في نَفَرٍ مِن قومي، فأقَمْنا عنده عشرين ليلةً – وكان رحيمًا رفيقًا – فلما رأى شوقَنا إلى أهلينا قال: ((ارجِعوا فكونوا فيهم، وعلِّموهم، وصلُّوا، فإذا حضرتِ الصلاةُ فليُؤذِّنْ لكم أحدُكم، وليَؤُمَّكم أكبرُكم”، ومفهوم منطوق هذا الحديث يدُل دلالةً واضحة على وجوب الأذان عند كل جماعة، وفي التعبير بالفعل ” فليؤذّن” خير دليل على ذلك.[2]

صيغة الأذان وكيفيته

تتفق صيغة الأذان لكل الصلوات إلا أن بعض الألفاظ تُزاد في صلاة الفجر، وصيغة الأذان هي:” الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمّدًا رسول الله، أشهد أن مُحمّدًا رسول الله، حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله”، ويُزاد في صلاة الفجر: ” الصلاة خير من النوم”، وأما ما يُزاد في أذان الشيعة ما لم يرد في صحته نص، فيقومون بزيادة:” أشهد أن عليًّا وليّ الله”؛ فهذا من الألفاظ غير الصحيحة التي لم يثبت بها دليل من القرآن الكريم، ولا من السنة النبوية المطهرة، ولا من أقوال الصّحابة، وفي كل لفظ من ألفاظ الأذان يُردّد المُستمع ما يقوله المؤذّن إلا في الحيّعلتين” حي على الصلاة، حي على الفلاح” يقول المستمع: لا حول ولا قُوّة إلا بالله، وبعد الفراغ من الأذان يُقال:”اللهم ربّ هذه الدعوة التّامة، والصلاة القائمة، آت سيدنا محمد الوسيلة والفضيلة، والدرجة العالية الرفيعة، وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد”[3]

حكم الأذان على الرجال

ما حكم الاذان لكل جماعة وضح دلالة الحديث على ذلك ؟ الأذان يُعلم المُسلمين بدخول وقت الصلاة، وبعد أن يُنصتون إلى الأذان يتوجّهون إلى رب العزة بقلوب ضارعة؛ حتى يتقبّل الله منهم، وقد أفتى الفقهاء بأن الأذان سنّة مؤكّدة، ولكنّ الحنابلة أفتوا بأن الأذان من قبيل فرض الكفاية، وفرض الكفاية هو الذي إذا قام به البعض؛ سقط عن الباقين، وهذا في ما يتعلّق بصلاة الجماعة، فإن جاء وقت الصّلاة، وأذّن أحد الحاضرين؛ فلا حرج على الباقين، أما إن حضر وقت الصلاة ولم يؤذن أحد الحاضرين؛ أثموا جميعًا، أما إن كان صلاته إفرادًا؛ فيجوز أن يُؤذّن ويُقيم، وإن لم يفعل؛ فلا حرج عليه، والأذان لكل جماعة واجب.[4]

شروط صحة الأذان

لصحة الأذان لا بد من توافر بعض الشروط، وتتمثل تلك الشروط في: أن يكون المؤذن مسلمًا، ومن هذا الشرط يخرُج الكافر؛ لأن الكافر غير مُكلّف، وكذلك يجب أن يكون عاقلًا؛ فلا يصحّ من المجنون؛ لأنه لا يعي ما يقوله، وأن يكون ذكرًا؛ فلا يجوز من الأنثى، وأن يكون مشهورًا بالعدالة، وأن يكون حافظًا الألفاظ التي تتم بها الأذان، وكذلك النية من شروط صحة الاذان، والنية يكمن محلها في القلب، وأن يجهر بصوته في الأذان، وتوافق الأذان مع وقت الصلاة المُعدّة له، وأن يقيم من يؤذن.[5]

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرف على ما حكم الاذان لكل جماعة وضح دلالة الحديث على ذلك ، وما هو التعريف بالأذان في اللغة والاصطلاح، وما هي صيغة الأذان وكيفيته، وما الحكم الشرعي الأذان للرجال، وهل يختلف الحكم في أذان الجماعة وأذان الصلاة منفردًا، وما هي شروط صحة الأذان، وما هو الدليل على وجوب الأذان لكل صلاة جماعة.