ما حكم تناجي الاثنين دون الثالث .. متى يكون التناجي جائزا

ما حكم تناجي الاثنين دون الثالث

ما حكم تناجي الاثنين دون الثالث سؤال من الأسئلة الشرعية المهمة وذلك بسبب انتشار ظاهرة التناجي بين النّاس، وهي ظاهرة سلبية تؤدي إلى خلق نوع من البغضاء والكره بين المتجالسين، فالتناجي هو حديث اثنين بين بعضهما في مجلس يحوي ثلاثة أشخاص مع إقصاء الشخص الثالث، وهذا المقال سيجيب عن السؤال القائل: ما حكم تناجي الاثنين دون الثالث بالتفصيل.

مفهوم التناجي

قبل الحديث عن حكم تناجي الاثنين دون الثالث يمكن القول إنّ مفهوم التناجي في اللغة العربية هو مصدر للفعل تناجى، يتناجى، فإذا قيل: تناجى الشخصان أي أفضى كل منهما إلى الآخر بما يخصّه وأخفاه عن غيره، وتناجت الهموم في صدر فلان أي كابدها وقاسى لوعة هذه الهموم، أمّا مفهوم التناجي في الاصطلاح الشرعي فهو ان يحادث فلان مع فلان بشكل سرّي عن شخص ثالث في نفس المجلس، والله تعلى أعلم.[1]

ما حكم تناجي الاثنين دون الثالث

يمكن القول في حكم تناجي اثنين دون الثالث أنّه لا يجوز تناجي شخصين دون الشخص الثالث في نفس المجلس حتى يختلطوا بالناس أو ينضم إلى المجلس شخص رابع على الأقل، ودليل هذا الحكم قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف: “إذا كُنْتُمْ ثَلاثَةً فلا يَتَناجَى اثْنانِ دُونَ الآخَرِ، حتَّى تَخْتَلِطُوا بالنَّاسِ مِن أجْلِ أنْ يُحْزِنَهُ”[2] والله تعالى أعلم.[3]

متى يكون التناجي جائزا

بعد الإجابة عن السؤال: ما حكم تناجي الاثنين دون الثالث يمكن القول إنَّ التناجي يكون جائزًا في حالتين اثنتين وهما:[3]

  • الحالة الأولى: أن يستأذن الشخصان المتناجيان الشخص الثالث، فإن قبل الشخص الثالث جاز التناجي بينهما.
  • الحالة الثانية: أن يكون في المجلس أربعة أشخاص أو أكثر عندها يكون التناجي جائزًا، ودليل ذلك ما جاء في الموطأ عن عبد الله بن دينار أنّه قال: “كُنْتُ أنا وعبدُ اللهِ بنُ عمرَ عندَ دارِ خالدِ بنِ عُقبةَ الَّتي بالسُّوقِ فجاء رجُلٌ يُريدُ أنْ يُناجيَه وليس مع عبدِ اللهِ بنِ عمرَ أحَدٌ غيري وغيرُ الرَّجُلِ الَّذي يُريدُ أنْ يُناجيَه فدعا عبدُ اللهِ بنُ عمرَ رجُلًا حتَّى كنَّا أربعةً فقال لي وللرَّجُلِ الَّذي دعا: استَرْخيا فإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: لا يتناجى اثنانِ دونَ واحدٍ”[4] والله تعالى أعلم.

آثار التناجي

يؤدي التناجي بين اثنين دون الثالث إلى آثار سلبية في المجتمع، لأنّه يسبب الحزن للشخص الثالث، والشعور بالذل والإهانة والأذى والشعور بالحرج وقطع صلة المودة والمحبة بين الناس، وهذا يؤدي إلى انتشار الكره والبغضاء بين الناس وتظهر هذه الآثار في نهاية حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه: “إذا كُنْتُمْ ثَلاثَةً فلا يَتَناجَى اثْنانِ دُونَ الآخَرِ، حتَّى تَخْتَلِطُوا بالنَّاسِ مِن أجْلِ أنْ يُحْزِنَهُ”[2] والله تعالى أعلم.[5]

لقد تحدّثنا في هذا المقال عن مفهوم التناجي في اللغة والاصطلاح وأجبنا عن السؤال القائل ما حكم تناجي اثنين دون الثالث وتناولنا الحديث عن متى يكون التناجي جائزًا وعن آثار التناجي أيضًا.

المراجع

  1. ^ dorar.net , شروح الأحاديث , 19-09-2020
  2. ^ صحيح مسلم , مسلم، عبد الله بن مسعود، 2184، صحيح.
  3. ^ islamweb.net , من أحكام التناجي , 19-09-2020
  4. ^ صحيح ابن حبان , ابن حبان، عبد الله بن عمر، 582، أخرجه في صحيحه.
  5. ^ kalemtayeb.com , النهي عن تناجي اثنين دون الثالث بغير إذنه , 19-09-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *