ما هو اخر الكتب السماوية

ما هو اخر الكتب السماوية

ما هو اخر الكتب السماوية التي أنزلها الله -سبحانه وتعالى- على أنبيائه ورسله، فالدِّين الإسلامي قد أشار وتحدَّث عن عددٍ من الكتب السَّماويَّة التي اختصَّت بالدَّيانات السَّابقة لدين الإسلام، وقد أوردنا هذا المقال لنتحدَّث عن آخر الكتب السَّماويَّة.

ما هو اخر الكتب السماوية

إنَّ القرآن الكريم هو آخر تلك كتابٍ سماويٍّ أنزله الله -سبحانه وتعالى- على سيدنا محمد عليه الصَّلاة والسَّلام، فالقرآن الكريم هو الكتاب الشَّامل والخاتم كما أنَّه الحاكم على كلِّ ما جاء في الكتب السَّماويَّة التي سبقت نزوله، فقد قال تعالى: {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}،[1] كما أنَّه كتابٌ حفظه الله -سبحانه وتعالى- فهو محفوظٌ من التحريف والتَّعديل والتبديل أو حتَّى الزِّيادة عليه والنَّقص منه، فقد قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.[2][3]

وبالإضافة إلى ذلك يعدُّ القرآن الكريم كتابًا معجزًا في لفظه ومعناه، كما أنَّه بليغٌ ولا يضاهيه كتابٌ في فصاحته، أو في احتوائه على أخبار الأمم السَّابقة وحتَّى اللّاحقة منها، وما يدل على إعجازه أنَّه قد بشّرت به الكتب السَّماوية السَّابقة ودلّت عليه، وقد جاء القرآن الكريم طويلاً لاحتوائه على الكثير من التَّشريعات الربَّانيَّة، والحث على الأخلاق الحسنة.[3]

كما أنَّه تحدث عن النفسيّات السَّائدة فيما مضى من الأمم السَّابقة، ونفى ما تمَّ تحريفه وتبديله من الكتب السَّابقة له، قال تعالى: {مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}،[4] وقد جاء شاملًّ وعامّاً يدعو الإنس الجنّ جميعاً، وهذا ما ميّزه عن بقيَّة الكتب السَّابقة التي كانت تختصّ بأقوامٍ محدَّدين وأزمنة معيَّنة ومحدودة.[3]

شاهد أيضًا: الكتاب الذي نسخ جميع الكتب هو

ترتيب الكتب السماوية

لم يرد دليل على حصر الكتب السَّماويَّة بالكتب الأربعة المتعارف عليها فيما بيننا، وإنَّما ترتيب نزول هذه الكتب والصُّحف المعلومة منها كان على حسب زمن بعثة الرُّسل، فترتيبها هو كالآتي:

  • الصُّحف: وهي التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على النَّبي إبراهيم عليه الصَّلاة والسَّلام.[5]
  • التَّوراة:  وهو الكتاب الذي أنزله الله -سبحانه وتعالى- على النَّبي موسى عليه السَّلام، والتوراة هي الكتاب العظيم الذي أشتمل بين صفحاته على الهداية والرَّشاد والنُّور، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ}،[6] ولكن هذه التَّوراة قد تعرضت للتَّحرف والتَّبديل.[3]
  • الزَّبور: وهو الكتاب الذي أُنزل على النَّبي داوود عليه السَّلام، قال تعالى في محكم تنزيله: {وَآتَيْنَا دَأوُودَ زَبُورًا}.[7][3]
  • الإنجيل: وهو الكتاب الذي أُنزل من قبل الله -سبحانه وتعالى- على المسيح عيسى -عليه السَّلام- ولقد جاء متممًا لكتاب التَّوراة ومؤيدًا وموافقًا له في كثيرٍ من أمور الشَّرع، وجاء في وصف الإنجيل أنَّه يهدي إلى صراطٍ مستقيم، كما أنَّه يعمل على إظهار الحق ودحض الباطل، كما أنَّه يدعو إلى عبادة الله سبحانه وتعالى-  وحده لا شريط له دونًا عمَّن سواه، ولكنَّه تعرض للتَّحريف بعدما أُنزل على المسيح عليه السَّلام.[3]
  • القرآن الكريم: وتمَّ الحديث عنه آنفًا في فقرة ما هو اخر الكتب السماوية.[3]

الإيمان بالكتب السماوية

يُعدُّ الإيمان بما أنزل الله -سبحانه وتعالى- من كتبٍ سماويَّةٍ سابقةٍ الركن الثًّالث من أركان الإيمان المذكورة في الحديث الشَّريف، وهي عبارة عن ستّة أركان، ويجب على المؤمن الإيمان والتَّصديق بها وذلك بأن يُقرّ بإيمانه بهذه الكتب السَّماويَّة بقلبه وبلسانه معًا، ويجب عليه أن يؤمن أنَّ الكتب السَّماوية لا حصر أو عدد لها، فمنها ما اندثر وفُقِد ومنها ما غيِّر وحُرِّفَ، ولكن جميع تلك الكتب السَّابقة نُسخت بنزول القرآن الكريم وبعثة النَّبي محمد عليه الصَّلاة والسَّلام، فالمطلوب من المسلم أن يكون إيمانه بالكتب السَّابقة على وجهين اثنين هما كالآتي:[8]

  • الإيمان بأسماء الكتب التي ذكرت في القرآن الكريم: وذلك عن طريق الإيمان بأسماء الأنبياء والرَّسل الذين أُنزلت عليهم، ومنها الصحف التي أُنزلت على إبراهيم عليه السَّلام، والإنجيل هو الذي أُنزل على عيسى عليه السَّلام، وهناك الزّبور الذي أُنزل على النَّبي داوود عليه السلام، ، أمَّا التَّوراة فقد أُنزل على النَّبي موسى عليه السلام.
  • الإيمان بالكتب التي لم تذكر أسماؤها في القرآن الكريم: إنَّ لله -سبحانه وتعالى- أنزل كُتباً على أنبيائه  ورسله -عليهم السلام- لا يعرفها أحدٌ إلا هو، قال تعالى في محكم تنزيله: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}.[9]

شاهد أيضًا: ما حكم الايمان بالكتب السماوية

الأدلة على الإيمان بالكتب السماوية

من الأدلة التي تدلُّ بشكلٍ قاطعٍ وجذريِّ أنَّ الإيمان بالكتب السَّماويَّة من أركان الإيمان، وأنَّ من يكفر بها فهو خارج عن ملَّة الإسلام كثيرة، وسيرد فيما يأتي بعضًا منها:[10]

  • ما رود في سورة النِّساء قوله سبحانه وتعالى: {وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}،[11] فتدلُّ هذه الآية الكريمة على وجوب الإيمان بالكتب السَّماويَّة التي أنزلها الله -سبحانه وتعالى- عامّةً والتَّصديق بما جاءت به.
  • ما روي عن النَّبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: “الإسلامُ أن تشهدَ أن لا إله إلا اللهُ وأن محمدًا رسولُ اللهِ ، وتقيمَ الصلاةَ ، وتؤتي الزكاةَ ، وتصومَ رمضانَ ، وتحجَّ البيتَ . قال : فما الإيمانُ ؟ قال أن تؤمنَ باللهِ ، وملائكتِه وكتبِه ، ورسلِه ، والبعثِ بعد الموتِ ، وتؤمنَ بالقدرِ خيرِه وشرِّه ، قال : فما الإحسانُ ؟ قال : أن تعبدَ اللهَ كأنك تراه فإن لم تكنْ تراه فإنه يراك”.[12]
  • ما جاء في سورة البقرة بأنَّ كل ما أنزله الله -سبحانه وتعالى- هو حقٌّ، ويجب الإيمان به قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ}.[13]

شاهد أيضًا: تختلف الكتب السماوية في

لغات الكتب السماوية

قبل الحديث عن لغات الكتب السماويَّة يجب التَّنويه إلى أنَّه لا فائدة دينيَّة يرجوها القارئ والمتابع من هذه المعلومة، وإنَّما هي من باب الثَّقافة الدِّينيَّة، وسيتمُّ الحديث فيما يأتي عن لغات بعض الصُّحف والكتب السَّماويَّة:[14]

  • التَّوراة والإنجيل: فهذه الكتب كانت بلسان الأقوام التي نزلت عليهم، وهي اللغة العبرانيَّة وهي لغة بني إسرائيل.
  • الزَّبور: فلم يقل أهل العلم في لغة الزَّبور التي نزل بها شيئًا، ولكن من المعلوم أن النَّبي داوود -عليه السلام- من الأنبياء الذين بعثهم الله إلى بني إسرائيل، ومن المعلوم أنَّ الأنبياء كان الله يبعثهم بلغة أقوامهم، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ}،[15] وقيل أنَّ قوم النَّبي داوود -عليه السَّلام- كانوا يتحدَّثون بالسريانيَّة أو العبريَّة، فمن الممكن أن يكون الزبور بإحدى تلك اللغتين.

وفي نهاية الحديث عن مقال ما هو اخر الكتب السماوية، تمَّ الإشارة إلى أنَّه القرآن الكريم الذي نزل على النَّبي محمد -عليه الصَّلاة والسَّلام- فكان ناسخًا للكتب السَّابقة والدَّيانات أيضًا.

المراجع

  1. ^ يونس , الآية 37
  2. ^ الحجر , الآية 9
  3. ^ marefa.org , الكتب المقدسة في الإسلام , 03-05-2021
  4. ^ يوسف , الآية 111
  5. ^ islamweb.net , ترتيب الكتب السماوية حسب النزول , 03-05-2021
  6. ^ المائدة , آية 44
  7. ^ النساء , آية 163
  8. ^ .alukah.net , الإيمان بالكتب السماوية , 03-05-2021
  9. ^ البقرة , آية 213
  10. ^ dorar.net , الباب الأول: الإيمان بالكتب تعريفه وأهميته وحكمه وحقيقته وثمرته , 03-05-2021
  11. ^ النساء , آية 136
  12. ^ البقرة , آية 285
  13. ^ مجموع الفتاوي , ابن تيمية، 10/269، صحيح
  14. ^ islamweb.net , اللغة التي نزلت بها التوراة والإنجيل , 03-05-2021
  15. ^ إبراهيم , آية 4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *