ما هو التقصي الوبائي

التقصي الوبائي

عملية التقصي الوبائي (بالإنجليزية: outbreak investigation) من العمليات الوقائية، التي تقوم بها وزارات الصحة بكل أنحاء العالم، وذلك يتم تحديداً بأوقات تفشي الأمراض المُعدية والأوبئة، إذ تحرص الجهات المعنية بالقطاعات الصحية في العالم على عمل ذلك الإجراء الهام، اليوم سوف نتعرف سوياً على مفهوم التقصي الوبائي، وخطوات عمل ذلك الاستقصاء، بالإضافة إلى التعرف على الأدوات المستخدمة في إجراء الاستقصاء، كذلك سوف نعرض دور وسائل الإعلام المختلفة أثناء مرحلة التقصي الوبائي، وكيف يمكن لتلك الوسائل أن تؤثر بشكل إيجابي في عملية التقصي.

تعريف التقصي الوبائي

مصطلح التقصي الوبائي من المصطلحات الطبية الهامة، ذلك المصطلح أصبح متداول بشكل كبير، بعد الإعلان عن تفشي فيروس كورونا  (COVID-19) بالعالم، مما أحدث الكثير من الجدل بين المواطنين، وذلك بسبب فهم تعريف التقصي الوبائي بشكل خاطئ، لنتعرف معًا على التعريف الصحيح لهذا المصطلح الطبي.

التقصي الوبائي هو عملية التعرف على مصدر الفيروس الذي انتقل إلى المصاب، من خلال إجراء التحقيقات مع المصابين ومعرفة أنشطتهم، التي قاموا بها خلال فترة انتقال العدوى، مما يُمكّن الجهة المعنية من معرفة الأشخاص الذين قام المصاب بمخالطتهم، ومن ثم إجراء التحليلات اللازمة لهم، لضمان عدم نقل العدوى للمزيد من الأشخاص.

الجدير بالذكر أن عملية الاستقصاء الوبائي تهدف إلى مجموعة من الأهداف، تتمثل في الآتي:

  • تحديد مصدر انتقال العدوى
  • منع انتقال العدوى، مما يترتب عليه منع حدوث حالات إضافية
  • محاصرة المرض مما يساهم في منع تفشيه بين أفراد المجتمع، وذلك يترتب عليه الحفاظ على الأرواح
  • زيادة المعرفة بالمرض مما يساهم في منع تفشيه في المستقبل
  • تعزيز التعاون بين مجتمعات الصحة العالمية [1]

تعرف على كيفية تعامل دول العالم مع فيروس كورونا: تعامل الدول مع فيروس كورونا

أسباب الاستقصاء الوبائي

إجراء الاستقصاء الوبائي في فترات انتشار الأوبئة والأمراض المُعدية أمر هام، لكن أسباب إجراء هذا التقصي ربما تكون مجهولة إلى حد ما، فهناك بعض الدول تقوم بإجراء التقصي الوبائي حتى بعد انتهاء الوباء، لنتعرف على أبرز أسباب الاستقصاء الوبائي من وجهة نظر المنظمات الصحية في العالم.

  • تقليص عدد الحالات المصابة بالمرض، من خلال تحديد مصادر نقل العدوى.
  • إجراء العديد من الدراسات العلمية بناءً على نتائج التقصي الوبائي
  • التعرف بدقة على أسباب تفشي المرض
  • توفير استراتيجيات خاصة لمنع تفشي المرض في المستقبل
  • تقييم استراتيجيات الوقاية القائمة، والتطوير من هذه الاستراتيجيات للحد من ظهور المرض من جديد [1]

شاهد طرق مواجهة الأوبئة في العالم: كيف نواجه الاوبئة

خطوات التقصي الوبائي

عملية التقصي الوبائي لا تتم بصورة عشوائية، لأنها إن تمت بشكل عشوائي بإمكانها أن تكون خطيرة أو غير مُجدية، بينما تتم بناءً على خطوات مدروسة من قبل المنظمات الصحية، لنتعرف سوياً على أهم خطوات التقصي الوبائي، الذي تعزم الكثير من الدول في الوقت الحالي على القيام به.

  • التجهيز التام لعملية التقصي
  • التحقق من التشخيص العام للمريض
  • وضع تعريف دقيق للحالة العامة للمريض
  • القيام بإجراءات علم الوبائيات الوصفي، فهذا العلم يقوم بالتركيز على الشخص والزمان والمكان، فتلك هي العناصر الرئيسية لهذا العلم، وكذلك لعلم الأوبئة التحليلي
  • تطوير الفرضيات المطروحة حول السبب والمصدر
  • تقييم الفرضيات التي تم تطويرها، وإجراء المزيد من الدراسات إذا لزم الأمر
  • تنفيذ كافة إجراءات وتدابير مكافحة المرض والوقاية منه بشكل تام
  • إخطار الجهات المعنية بنتائج الاستقصاء التي تم الوصول إليها، عادًة ما تطلب تلك الجهات تقارير شفهية ومكتوبة، وذلك حتى يتمكن المسئولون من تنفيذ التدابير الوقائية بشكل سليم [2]

تلك كانت أهم خطوات إجراء التقصي الوبائي، الآن سنتعرف على أهم أدوات الاستقصاء الوبائي.

قد يُهمك ايضًا:  ما هو الحجر الصحي المنزلي

ولا تنسى التعرف على علم الوبائيات: ما هو علم الوبائيات

أدوات التقصي الوبائي

عملية التقصي الوبائي أحد العمليات الاستقصائية الحساسة، لذا تحتاج إلى أدوات ثابتة للوصول إلى النتائج المنشودة، لنتعرف على أبرز أدوات الاستقصاء الوبائي.

  • جمع البيانات: تعد عملية جمع البيانات الشاملة والدقيقة للمريض، أحد الأدوات الرئيسية في عمليات التقصي الوبائي، تلك الأداة تعتبر بمثابة حجر الأساس في الاستقصائيات الوبائية التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية، فقد أكدت الجهات المعنية أن جمع المعلومات المتغيرة يضعف من جودة الاستقصاء، لذا يتم الاعتماد على بيانات ثابتة وتطويرها.
  • متغيرات EpiCore (بالإنجليزية: EpiCore): هي أداة الحصول على المعلومات في كل جلسة من جلسات التحقيق مع المصاب، بغض النظر عن مكان حدوث الوباء أو العامل المسبب له، وهذه الأداة تمثل مجموعة من المتغيرات الرئيسية الواجب جمعها، حيث يتم جمع معلومات بشأن الشخص والزمان والمكان.
  • T0 (T-zero): إنها أداة تمثل نموذج التحقيق الأولي للمصاب، تلك الأداة تقوم بالكشف عن الحد الأدنى للمتغيرات التي تم الوصول إليها أثناء التحقيق مع المصاب، من ثم يتم دمج ما تم التوصل إليه بشكل عام، حتى تصل الجهات المعنية إلى معلومات دقيقة بشأن المرض وأعراضه وسبل الوقاية منه.
  • قاموس البيانات (بالإنجليزية: The data dictionary): يضم هذا القاموس مجموعة المعلومات التي تم جمعها من خلال استخدام الأدوات السابقة، وذلك لضمان تحقيق الفهم المشترك لكل المتغيرات التي تم الوصول إليها، مما يسهل على الباحثين عملية الدراسة.[3]

الجدير بالذكر أن تلك الأدوات ما هي إلا حلقة متكاملة، جميعها تصُب في مصلحة الفرد والمجتمع، وفي جودة الاستقصاء الوبائي بشكل عام، لذا يتم العمل بدقة بكل مرحلة من مراحل التقصي، حتى يستفيد المصابين والغير مصابين بشكل عام.

لمعرفة المزيد بشأن الوقاية من العدوى الفيروسية قم بقراءة المقال التالي: الوقاية من العدوى الفيروسية

دور وسائل الإعلام أثناء التقصي الوبائي

إجراء التقصي الوبائي يجعل وسائل الإعلام هي الأكثر ترقب، من أجل نقل الحدث باعتباره ” خبر عاجل “، وذلك ما يؤثر بشكل سلبي على العالم، فنقل وسائل الإعلام لتطورات نتائج التقصي الوبائي قد يكون ضار، وذلك لأن المعلومات التي يحصل عليها الباحث تكون متغيرة، مما يؤدي إلى إصابة الشخص المتابع لوسائل الإعلام بالتشتت.

لنتعرف على دور وسائل الإعلام المطلوب أثناء عملية الاستقصاء الوبائي:

  • الحصول على المعلومات الكاملة بدقة من المصدر الموثوق، ومن ثم نقل هذه المعلومات إلى الجمهور المتابع، بدون إضافة معلومات غير مؤكدة على سبيل الحصول على انفراد حصري.
  • نشر الوعي بالمرض أو الوباء المتفشي، وذلك حتى لا يتم تداول معلومات مغلوطة، مصادرها غير موثوقة.
  • إطلاع المتابعين على الإرشادات التي يجب عليه اتباعها، من أجل التقليص من أعداد المصابين بالوباء نتيجة لعدم الوعي.
  • ضرورة المساهمة في نشر الوعي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بما أن تلك الوسائل أصبحت هي الأكثر متابعة في العالم، وذلك من خلال اعتماد استراتيجيات جديدة لكي تعُم الفائدة على المجتمع وأفراده.
  • زيادة وعي المتابع بالمخاطر وإدراك كيفية التعامل معها، بدلاً من نشر سبُل منع الخطر فقط، فتصور الخطر وإدراكه يقلل من حدة التوتر والقلق في حالة التعرض له.

تلعب وسائل الإعلام دور محوري بهذه المرحلة، لذا تشدد الجهات المعنية بالقطاع الصحي على ضرورة إنشاء اتصالات دائمة مع وسائل الإعلام، لأن تلك الوسائل تكون هي السبيل الوحيد للتواصل المباشر مع المواطن.[4]

شاهد أيضًا: الفرق بين كورونا والانفلونزا

من خلال هذا المقال نكون قد عرضنا كل ما يخص التقصي الوبائي، من حيث أسباب عمل هذا الاستقصاء بفترات تفشي الأمراض والأوبئة، بالإضافة إلى الخطوات الكاملة لعمل الاستقصاء الوبائي، كما قدمنا بإيجاز دور وسائل الإعلام أثناء عملية التقصي، التي يتم إجرائها من قبل القطاعات الصحية في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *