ما هي اول صلاة فرضت على رسول صلى الله عليه وسلم

ما هي أول صلاة فرضت على الرسول صلى الله عليه وسلم

ما هي اول صلاة فرضت على رسول صلى الله عليه وسلم ، من الأسئلة الهامة التي سيتم التعرف عليها في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمس، وهي الركن الذي فُرض على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين كافة في رحلة الإسراء والمعراج، حيث كانت خمسين صلاة وخُففت حتى أصبحت خمس صلوات، وفيما يأتي بيان أول صلاة فُرضت.

ما هي اول صلاة فرضت على رسول صلى الله عليه وسلم

إن أول صلاة فرضت على الرسول صلى الله عليه وسلم هي: صلاة الظهر، وذلك بعد فرض الصلوات الخمس بأوقاتها المعلومة في ليلة الإسراء والمعراج، وكان ذلك قبل الهجرة إلى المدينة المنورة بسنة، والواجبات الخمس هي: الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء،[1] ولها مكانة وأهمية كبيرة في الإسلام، ولا سيّما أنه آخر شيء أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته، فقال: (الصَّلاةَ وما ملَكت أيمانُكُم)،[2] وهي آخر ما ينتقض من أركان الإسلام، وتاركها جحودًا فهو كافرًا، مما يعني أن من يضيعها استخفافًا فقد ضيّع الدين كلّه، حيث يقول  -صلى الله عليه وسلم-: (لتُنْقَضَنَّ عُرَى الإسلامِ عروةً عروةً، فكلَّما انتقضتْ عروةٌ، تشبث الناسُ بالتي تليها، فأوَّلُهُنَّ نقضًا الحكمُ، وأخِرُهُنَّ الصلاةُ)،[3] وهي العبادة الرئيسة التي ليست كبيقية العبادات حيث تبقة ملازمة للعبد طوال حياته وحتى مماته.[4]

الظّهر أول صلاةٍ فُرضت على الرسول

بينا سابقًا أن صلاة الظهر هي أول صلاة فرضت على الرسول صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي بيان الأدلة على ذلك من السنة النبوية الشريفة والآثار:[5]

  • السنة النبوية الشريفة: رفع الله سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – ليلة الإسراء والمعراج في مكان علي ، وفرض عليه الصلاة ، وعلمه الأعداد والصفات التي ذكرها. – صلى الله عليه وسلم – في حديث طويل يثبت أن أول صلاة يصليها هي صلاة الظهر، حيث قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَمَّني جبريلُ عندَ البيتِ، فصلَّى بيَ الظهرَ حين زالتِ الشمسُ فكانت بقدرِ الشِّراكِ، ثم صلَّى بيَ العصرَ حينَ كان ظلُّ كلِّ شيٍء مثلَيْه، ثم صلَّى بيَ المغربَ حينَ أفطرَ الصائمُ، ثم صلَّى بيَ العشاءَ حينَ غابَ الشفقُ، ثم صلَّى بيَ الفجرَ حينَ حَرُمَ الطعامُ والشَّرابُ على الصائمِ، ثم صلَّى الغَدَ الظهرَ حينَ كان ظِلُّ كلِّ شيٍء مثلَهُ، ثم صلَّى بيَ العصرَ حينَ صارَ ظِلُّ كلِّ شيءٍ مثلَيْهِ، ثم صلَّى بيَ المغربَ حينَ أفطرَ الصائمُ، ثم صلَّى بيَ العشاءَ إلى ثُلثِ الليلِ الأولِ، ثم صلَّى بيَ الفجرَ فَأَسْفَرَ، ثم التفتَ إليَّ فقال: يا محمدُ هذا وقتُ الأنبياءِ من قبلِكَ الوقتُ فيما بيْنَ هذينِ الوقتينِ).[6]
  • آثار الصحابة رضي الله عنهم: جاء في مُصنّف عبد الرزاق ما نصّه: “أول صلاة صلّاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الظهر، فأتاه جبريل، فقال: وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ)”،[7] ثم وقف النبي خلف جبريل – صلى الله عليه وسلم -، وكان الناس خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى معهم أربع ركعات وقتها، ثم عند غروب الشمس صلى عليهم المغرب ثلاث مرات، ولما ذهب الشفق صلى معهم المساء أربعة، ولما طلع الفجر صلى معهم ركعتي الفجر.

سبب تسمية صلاة الظهر

روى الطبراني في “الأوسط” أن أول صلاة فرضت على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كانت صلاة الظهر، فعن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه- قال: (كانَ يُصَلِّي الهَجِيرَ -الَّتي تَدْعُونَها الأُولَى- حِينَ تَدْحَضُ الشَّمْسُ)، لهذا سميت صلاة الظهر الأولى لأنها أول صلاة يصليها جبريل – صلى الله عليه وسلم – مع الرسول – صلى الله عليه وسلم – في البيت الحرام بعد وضع الصلوات الخمس ليلة الإسراء والمعراج، قال ابن حجر؛ لأنها أول صلاة النهار، وأما سبب دعوتها الظهر: هذا لأنها أول صلاة ظهرت في الإسلام، وسميت أيضا بالهجرة لأنه يصلي في الهجرة.[8]

شاهد أيضًا: كم عدد الصلوات التي فرضت في رحلة الإسراء والمعراج

فرضيّة الصّلوات الخمس

إن فرضية الصوات الخمس متفق عليها بين العلماء كافة، وجاء الدليل على ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)،[9] وقال -تعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ)،[10] تجمع هذه الآية فرضية الصلوات الخمس ، لأن النهار ينقسم إلى قسمين: الغد ؛ ويمتد من أول النهار إلى وقت الظهر وبعد المساء، وتؤدى صلاة الفجر في نهاية النهار ، وتؤدى صلاة الظهر والعصر في الجهة الأخرى كما المغرب وصلاة العشاء فتؤدى على شفاه الليل وهي ساعاته، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).[11][12]
ولا خلاف يذكر في كونها خمس صلاة في النهار والليل، ولا خلاف في وجوبها أيضا، ولا يشترط غيرها إلا بنذر ، بخلاف الحنفية الذين طلبوا الوتر، ودلّ على أنَّها خمس صلوات حديث الأعرابي الذي جاء يسأل الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الإسلام، فقال له: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)، وقوله -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ -رضي الله عنه- عندما أرسله إلى اليمن: (أخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ)، وفيما يأتي بيان أقوال العلماء التي تحدد الوقت الذي فرضت فيه الصلاة:

  • القول الأول: فرضت قبل الهجرة في رحلة الإسراء والمعراج، ودليلهم قول أنس رضي الله عنه: (فُرِضَتْ عَلى النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- ليلةَ أُسرِيَ بِه الصَّلواتُ خَمسينَ، ثُمَّ نَقصَتْ حتَّى جُعِلَتْ خَمسًا، ثُمَّ نودِيَ: يا محمَّدُ: إنَّهُ لا يُبَدَّلُ القولُ لديَّ، وإنَّ لَكَ بِهذِهِ الخمسِ خَمسينَ).
  • القول الثاني: فرضت في يوم السابع عشر من رمضان في يوم السبت في رحلة الإسراء، وهذا ما ذهب إليه الحنفية.
  • القول الثالث: فُرضت في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، وهذا ما ذهب إليه أهل الأمصار وأكد على ذلك ابن حجر.

والصلاة مفروضة على كل مسلم بالغ عاقل راشد، ويستحب أن يأمر الأبناء في السابعة من عمرهم حتى يبلغوا سن العاشرة، حتى يعتادوا عليها، ويألفونها ويحبونها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مُروا أبناءَكُم بالصَّلاةِ لسَبعِ سنينَ، واضرِبوهم عليهَا لعَشرِ سِنينَ)، وتعتبر الصلاة من أعظم واجبات الإسلام بعد الشهادة لما له من منافع دينية ودنيوية تعود على المسلم والمجتمع بالخير والبركات، ومنها: تقوية رباط العبد بربه ، وإظهار عبودية له وإنابة الأمر إليه، ومناجعته، وتحقيق الطمأنينة، والربح والنجاح، والتكفير عن الذنوب، والحصول على الحسنات، وهو أمر معروف من الدين بالضرورة، ولا يجوز إنكار فرضيتها.

شاهد أيضًا: ما هي أول صلاة صلاها الرسول

مكانة الصلاة في الإسلام

وفيما يأتي بيان مكانة الصلاة في الشريعة الإسلامية:[13]

  • إن الصلاة أساس الدين وعموده الذي لا تقوم حياة العبد إلا عليها، قال -صلى الله عليه وسلم-: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُهُ الصَّلاةُ، وذروةُ سَنامِهِ الجِهادُ).
  • أن الصلاة لها مكانة عظيمة ودليل ذلك خطاب الله تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم بصورة مباشرة دون وجود وسيط.
  • أول ما يحاسب عليه الإنسان في قبره وفي يوم القيامة، قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ بِهِ العبدُ المسلمُ يومَ القيامةِ الصَّلاةُ المَكتوبةُ).
  • الصلاة مذكورة في مواضع عديدة مقترنة مع عبادات أخرى مما يدل على عظمتها ومكانتها، لقوله تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ)، وقوله: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).
  • الصلاة المطلوبة في السفر والحضر والأمن والخوف، ولا تسقط على المسلم، وقد رعاها الله تعالى ببيان صلاتها في هذه المواقف في كتابه الكريم.
  • الصلاة من أجل وأفضل العبادات إلى الله تعالى بعد الشهادتين، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).
  • إن الصلاة جاءة في مواضع عديدة تتضمن المدح للملتزم بها، وأخرى مواضع ذم لتاركها، قال الله -تعالى-: (وَاذكُر فِي الكِتابِ إِسماعيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَكانَ رَسولًا نَبِيًّا * وَكانَ يَأمُرُ أَهلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِندَ رَبِّهِ مَرضِيًّا)، وقال -سبحانه-: (فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا).

متى فرضت الصلاة

فرضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة الإسلامية بمكة المكرمة قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة إما خمس أو ثلاث سنوات حيث اختلف المؤرخون على ذلك، واختلف المؤرخون في تحديد الليلة التي طلب الله فيها الصلاة إلا أن أغلبهم اجتمعوا ليلة السابع والعشرين من شهر رجب والله أعلم، وقد أمر الله في البداية بخمسين واجبًا في اليوم على أمة محمد ، لكن رسولنا الكريم طلب من الله أن يريح المسلمين حتى بلغ عدد الصلوات المفروضة خمسًا في اليوم.

كيف فرضت الصلوات الخمس

تتلخص الإجابة على هذا السؤال في قول النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في المعراج: (فَرَضَ اللَّهُ عز و جل عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى فَقَالَ مَا فَرَضَ اللَّهُ لَكَ عَلَى أُمَّتِكَ قُلْتُ فَرَضَ خَمْسِينَ صَلَاةً قَالَ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى قُلْتُ وَضَعَ شَطْرَهَا فَقَالَ رَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ فَرَاجَعْتُهُ فَقَالَ هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ).

كم كانت عدد الصلوات قبل الإسراء والمعراج

كانت عبارة عن قيام ليل بدون تحديد عدد الركعات، وقيل أنها كانت ركعتين أول النهار وركعتين في آخر النهار، وقد ورد عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قالت: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)، وكان الرسول – صلى الله عليه وسلم – والصحابة – رضي الله عنهم – يصلون سرًا في الدعوة الأولى بمكة المكرمة، وكان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يصلي علانية في الكعبة المشرفة أول إسلامه مع بعض الصحابة.

شاهد أيضًا: اين فرضت الصلاة ومتى

إلى هنا نكون قد بينا وأجبنا على سؤال: ما هي اول صلاة فرضت على رسول صلى الله عليه وسلم ، بالإضافة إلى العديد من الأمور المتعلقة بالصلاة كمكانتها في الإسلام وكيفية فرضيتها على الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين كافة.

المراجع

  1. ^ عبد الرحمن الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت- لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 163، جزء 1. بتصرّف , 28-04-2021
  2. ^ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1327، صحيح
  3. ^ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 5075، صحيح
  4. ^ al-maktaba.org , فرض الصلوات الخمس وعدد ركعاتها , 28-04-2021
  5. ^ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر، دار الصفوة، صفحة 52، جزء 27. بتصرّف , 28-04-2021
  6. ^ رواه أبو داوود، في سنن أبي داوود، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 393، إسناده صحيح
  7. ^ سورة الصافات , 165-166
  8. ^ ابن رجب الحنبلي (1996)، فتح الباري شرح صحيح البخاري (الطبعة الأولى)، المدينة المنورة، مكتبة الغرباء الأثرية، صفحة 256-257، جزء 4. بتصرّف , 28-04-2021
  9. ^ سورة البينة , 5
  10. ^ سورة هود , 114
  11. ^ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح
  12. ^ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، سوريا-دمشق، دار الفكر، صفحة 653-655، جزء 1. بتصرّف , 28-04-2021
  13. ^ al-maktaba.org , الصلاة , 28-04-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *