ما هي حرف ومهن الانبياء

ما هي حرف ومهن الانبياء

ما هي حرف ومهن الانبياء سؤال مهم من الأسئلة الشرعية التي تتطلَّبُ إجابتها الكثير من البحث والغوص في سير الأنبياء -عليهم الصَّلاة السَّلام- وقصصِ حياتهم، ولأنَّ العمل هو رأس مال الإنسان ولأنَّ الله تعالى أنزل الإنسان إلى هذه الأرض ليعمرها ويبنيها، كان العمل رئيسًا في قصص الأنبياء وحاضرًا بقوَّة في حياتهم، وفي هذا المقال سوف نتحدَّث عن الأنبياء أولًا ثمَّ سنسرد حرف الأنبياء ومهنهم المذكورة في الأثر ثمَّ بحث وموضوع عن حرف الأنبياء وأخيرًا العمل وأهميته في حياة الأنبياء عليهم السلام.

من هم الانبياء

يمكن القول في تعريف الأنبياء إنّ هذه الكلمة في اللغة العربية هي جمع لكلمة نبي، وهي اسم سورة من سور القرآن الكريم، والنَّبي هو الرجل الذي يكلِّفه الله تعالى بأداء رسالته وإيصالها إلى فئة أو طائفة أو قوم معيَّنين، إلَّا نبي الله محمد فهو مرسل إلى الناس جميعًا، والنَّبي هو الشخص الذي يوصل رسالة الله، فهو مُنبِّئٌ لأمر أوحاه الله تعالى إليه، قال تعالى في سورة الحجر: “نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”[1] وقد جاء ذكر الأنبياء في القرآن الكريم حيث سرد كتاب الله قصص الأنبياء ضربًا للمثل وعبرة وموعظة للناس أجمعين، وجدير بالقول إنَّ الله تعالى بعث في كلِّ أمة نبيًا ورسولًا منهم، ولكنَّ كتاب الله -سبحانه وتعالى- ذكر خمسة وعشرين نبيًّا ورسولًا فقط، وهم: آدم، إدريس، نوح، إبراهيم، إسحاق، يعقوب، داوود، سليمان، أيوب، يوسف، موسى، هارون، زكريا، يحيى، عيسى، الياس، إسماعيل، اليسع، يونس، لوط، هود، صالح، شعيب، ذو الكفل، محمد، عليهم صلوات الله أجمعين.[2]

ما هي حرف ومهن الانبياء

وردت في سير الأنبياء بعض حرف ومهن الأنبياء، ولم يرد عن بعض الأنبياء شيء عن عملهم أو حرفهم أو مِهَنِهم، وفيما يأتي تفصيل في حرف ومهن الانبياء عليهم الصَّلاة السَّلام:

مهن رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام

في السنين التي عاشها رسول الله محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، عمل في غير عمل واحد، ففي صغره كان راعيًا للأغنام في مكة المكرمة، ثمَّ لمَّا شبَّ قليلًا عمل في التجارة لصالح خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، ثمَّ عمل في تجارته الخاصة إلى بلاد الشام، جاء في صحيح السنة النبوية أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إلَّا رَعَى الغَنَمَ، فقالَ أصْحابُهُ: وأَنْتَ؟ فقالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أرْعاها علَى قَرارِيطَ لأهْلِ مَكَّةَ”[3] والله تعالى أعلم.[4]

مهنة سيدنا آدم عليه السلام

إنَّ أول من عمل من البشر هو نبي الله آدم عليه السلام، فبعد أن هبط من الجنات إلى الأرض بأمر من الله تعالى عمل نبيُّ الله آدم بالزراعة، فكان يجني المحاصيل التي يزرعها بيديه، كما أنَّه صنع بعض الأدوات البسيطة بنفسه لكي تعينه على حراثة الأرض وقطف الثمار.[4]

مهنة سيدنا موسى عليه السلام

وفي الإجابة عن السؤال القائل ما هي حرف ومن الانبياء وردتْ في كتاب الله تعالى حرفة ومهنة سيدنا موسى عليه السلام، حيث كان نبي الله موسى -عليه السلام- يعمل راعيًا للأغنام، قال تعالى في سورة طه: “وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى”[5] والله تعالى أعلى وأعلم.[4]

مهنة سيدنا عيسى عليه السلام

وجاء في حرف ومهن الأنبياء -عليهم صلوات الله وسلامه- أنَّ نبي الله عيسى ابن مريم -عليه السَّلام- كان يعمل طبيبًا يداوي الناس، والدليل على هذا القول ورد في سورة آل عمران في قوله تعالى على لسان نبيِّه عيسى ابن مريم: “وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ”[6] والله أعلم.[4]

مهنة سيدنا إدريس عليه السلام

إنَّ نبي الله إدريس -عليه السَّلام- هو ثاني أنبياء الله تعالى بعد آدم عليه الصَّلاة والسَّلام، وقد جاء في سيرة حياة نبي الله إدريس أنَّه كان يعمل خيَّاطًا، يخيط للناس ثيابهم، والله أعلم.[4]

مهنة سيدنا نوح عليه السلام

ارتبط اسم نبي الله نوح -عليه السَّلام- بالطوفان الذي لم يبقِ على هذه أحدًا من الناس، فمن نسل نبي الله نوح ومن معه جاء البشر أجمعين، وجاء في سيرة حياة نبي الله نوح عليه السلام أنَّه كان يعمل نجَّارًا، وقد صنع السفينة التي نجا عليها ومن معه من الطوفان بنفسه، قال تعالى لسيدنا نوح -عليه السَّلام- في محكم التنزيل: “وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ”[7] والله تعالى أعلم.[4]

مهنة سيدنا صالح عليه السلام

إنَّ البحث والغوص في سيرة حياة نبي الله صالح عليه السلام، يظهر بشكل واضح أنَّه صالح -عليه الصَّلاة والسَّلام- كان يعمل في صغره بنَّاءً مثل قومه الذين كانوا ينحتون بيوتهم في صخر الجبال، ثمّ لما كَبر صالح عليه السلام عَملَ في تربية النوق والجِمال واتجر بها وبحليبها ولبنها، والله تعالى أعلم.[4]

مهنة سيدنا داود عليه السلام

ثبت في القرآن الكريم أنَّ نبي الله داود -عليه السَّلام- كان يعمل حدَّادًا، وكان يصنع الدروع، وهو من الأنبياء الذي ذكر الله تعالى في القرآن مهنتهم، قال تعالى في سورة سبأ: “وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ”[8] وجاءت مهنة نبي الله داود -عليه السَّلام- في موضع آخر من آيات القرآن الكريم، قال تعالى في سورة الأنبياء: “وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ”[9] والله تعالى أعلم.[4]

مهنة سيدنا إبراهيم عليه السلام

نبي الله إبراهيم هو خليل الله وأبو الأنبياء، وقد ثبت عن نبي الله إبراهيم -عليه السَّلام- أنَّه كان يعمل في البناء، فهو الذي بنى الكعبة المشرفة بحسب أصح الأقوال، قال تعالى في سورة البقرة: “وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”[10] والله تعالى أعلى وأعلم.[4]

مهنة سيدنا إسماعيل عليه السلام

جاءت مهنة نبي الله إسماعيل -عليه السلام- في بعض الأقوال التي يُشك في مدى صحتها، فقيل إنَّ إسماعيل -عليه السَّلام- كان يصيد السمك من البحر ويبيعه في الأسواق للناس، وأنَّه عمل في البناء لمَّا كان صغيرًا، والله تعالى أعلم.[4]

مهنة سيدنا الياس عليه السلام

أمَّا نبي الله الياس -عليه السَّلام- فقد جاء عنه أنه كان نسَّاجًا، ولم يرد تفصيل دقيق في مهنة هذا النبي عليه وعلى جميع الأنبياء أفضل الصلوات وأتم التسليم، والله تعالى أعلم.[4]

مهن الأنبياء جميعهم

لقد بعث الله تعالى في كلِّ أمَّة نبيًّا منهم يتلو عليهم آيات الله ويهديهم إلى الطريق الصحيح والسليم، قال تعالى في سورة النحل: “لَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ”[11] ولكنَّ الأنبياء المذكورون في القرآن الكريم صراحة خمسة وعشرون نبيًّا فقط، ولم ترد في كتب السير مهن جميع هؤلاء الأنبياء، بل وردت مهن قسم منهم ولم تُعرف مهن وأعمال البقية.

فنبي الله آدم كان فلّاحًا يعمل في الزراعة، وإدريس كان خياطًا، ونبي الله موسى كان راعيًا للغنم، وموسى كان طبيبًا يداوي الناس، وداوود كان حدادًا يصنع الدروع، وإبراهيم كان بناءً، وإسماعيل كان صيادًا للسمك وبناءً يساعد أباه إبراهيم، وصالح كان بناءً كقومه وكان يربي النوق والإبل، والياس كان نساجًا، ونوح كان نجارًا يصنع الفلك، ومحمد كان راعيًا لأغنام قريش ثمَّ تاجرًا من تجار قريش، والله تعالى أعلم.

بحث عن حرف ومهن الأنبياء

بعد ما ورد من إجابة السؤال القائل: ما هي حرف ومهن الانبياء وما جاء من مهن الانبياء جميعهم، فيما يأتي بحث عن حرف ومهن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:

مقدمة البحث: لقد عمل الأنبياء جميعًا في مهن مختلفة لأنهم قدوة الناس، فكان عملهم تأكيدًا منهم على أهمية العمل في حياة الإنسان.

صلب البحث: لقد وردت في سير الأنبياء أعمال وحرف ومهن الأنبياء بشكل مثير للإعجاب، فعلى انشغال الأنبياء في تبليغ الدعوة الموكلة إليهم وانشغالهم في هداية الناس، كان الأنبياء -رضي الله عنهم- يعملون ويحترفون المهن مثل باقي البشر، فنبي الله آدم كان يزرع الأرض ويجني ثمار ما زرعت يداه، ونوح كان نجارًا يصنع السفن، وإدريس كان خياطًا يخيط ثيابه وثياب الناس، وموسى كان يرعى الغنم، وعيسى كان طبيبًا يداوي البشر من أمراضهم بإذن الله، وصالح كان يبني بيوتًا في الصخر مثل قومه في صغره وكان يربّي الإبل ويتجر بها في كبره، وإبراهيم كان بناءً، وإسماعيل كان يصيد السمك ويبيعه وكان بناءً مثل أبيه، والياس كان نساجًا، وداود كان حدادًا ومعه صنعة لبوس، أمَّا نبي الله محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- فكان راعيًا للغنم في صغره وتاجرًا لمَّا اشتد عوده.

خاتمة البحث: إنَّ هذه الحرف والمهن التي امتهنها أنبياء الله تعالى تدل بشكل واضح على أهمية العمل وتشير إلى الناس بضرورة العمل، فالإنسان موكل بعمارة الأرض وبنائها كما هو موكَّل بالعبادة.

موضوع عن حرف ومهن الأنبياء

بعد بحث عن حرف ومهن الأنبياء فيما يأتي موضوع نتحدَّث فيه ونسرد حرفَ ومهنَ الأنبياء كما وردت في الكتب والسير:

مقدمة الموضوع: تأكيدًا على أهمية العمل ودفعًا للناس إليه، كان قدوة البشر أنبياءُ الله تعالى يعملون بحرف ومهن خاصة، يتعلمونها ويحسنون القيام بها، لكي يظلوا دائمًا قدوة للناس أجمعين.

صلب الموضوع: مع أنَّ القرآن الكريم لم يذكر جميع الأنبياء والمرسلين الذين بعثهم الله تعالى إلى البشر، ولكنَّ ما لا شك فيه هو أنَّ جميع هؤلاء المرسلين كانوا يعملون بمهن وحرف خاصة بهم، وما ورد من حرف ومهن الأنبياء هو أنَّ نبي الله آدم كان يزرع الأرض ويسقي الزرع ويجني ويحصد الرزق، وأن إدريس كان خياطًا، ونوح كان نجارًا يصنع الفلك، وموسى كان راعيًا للأغنام، وعيسى كان طبيبًا، وإبراهيم كان بناءً، وإسماعيل كان صياد سمك يصيد ويبيع الناس وكان بناءً مثل أبيه إبراهيم أيضًا، وصالح كان ينحت الصخر ويصنع البيوت في الصخر وكان يربي الإبل ويبيعها ويتجر بها، والياس كان نساجًا، وداوود كان حدادًا، ومحمد كان راعيًا للغنم في صغره وتاجرًا من خيرة التجار لما كبر.

خاتمة الموضوع: العمل زينة للإنسان وسبيل للحياة الكريمة، وهو من الأشياء التي يحث عليها الإسلام، وهو من يحفظ كرامة الإنسان من مهانة السؤال ومذلة العوز.

حرف ومهن الأنبياء في جدول

حرف ومهن الأنبياء من أهم المعلومات التي يجب أن يكون الإنسان على اطلاع وعلم بها، كي يظل دائمًا مقتديًا بالأنبياء عليهم السلام، خيرة خلق الله، وفيما يأتي حرف ومهن الأنبياء في جدول:

                               اسم النبي                                حرف ومهن الأنبياء
                           آدم عليه السلام                                كان يعمل في الزراعة
                           داود عليه السلام                           كان يعمل في الحدادة وصناعة الدروع
                           نوح عليه السلام                                كان يعمل في النجارة
                           الياس عليه السلام                                       كان نساجًا
                           إسماعيل عليه السلام                            كان يصيد السمك ويبيعه وكان بنَّاءً
                           إدريس عليه السلام                                كان يعمل في الخياطة
                           إيراهيم عليه السلام                                كان يعمل في البناء
                           موسى عليه السلام                                كان يعمل في رعي الأغنام
                           عيسى عليه السلام                                كان يعمل في الطب
                           صالح عليه السلام            كان يعمل في البناء وفي تربية الإبل والاتجار بها وبحليبها
                           محمد صلى الله عليه وسلَّم                   كان يعمل في رعي الأغنام وفي التجارة

العمل في حياة الانبياء

إنَّ للعمل في حياة الأنبياء أهمية كبيرة، فالعمل بشكل عام هو ما يصون المرء من مذلة السؤال ومهانة الطلب والفقر، وهو سبيل صون الإنسان والحفاظ على شرفه وشرف عائلته وكرامتهم، كما أن العمل سبب رئيس من أسباب حس الإنسان بالمسؤولية تجاه بيته وأهله، وقد جسَّد الأنبياء اهمية العمل خير تجسيد، فعلى الرغم من انشغالهم وسعيهم إلى تبليغ رسالة الله تعالى إلَّا أنَّهم كانوا يمتهنون الحرف ويعملون بها في سبيل تحصيل الرزق الذي يغنيهم عن سؤال الناس، وتكمن أهمية العمل في حياة الأنبياء في أنَّ عملهم يجعل منهم قدوة للبشر أجمعين ويحرِّض البشر على الاقتداء بهم وتحقيق رسالة الإنسان على هذه الأرض وهي الإعمار والنباء اللذين لا يكونان إلَّا بالعمل.

إلى هنا نصل إلى ختام هذا المقال الذي تحدَّثنا فيه أولًا عن الأنبياء، ثمَّ ما هي حرف ومهن الانبياء ثمَّ سردنا مهن الانبياء جميعهم ثمَّ بحث وموضوع عن حرف ومهن الأنبياء ثمَّ حرف ومهن الأنبياء في جدول وأخيرًا العمل في حياة الانبياء رضوان الله عليهم.

المراجع

  1. ^ سورة الحجر , الآية 49.
  2. ^ alukah.net , تعريف النبي والرسول , 22-11-2020
  3. ^ صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 2262، صحيح.
  4. ^ alukah.net , الأنبياء والرسل أصحاب مهنة وحرفة , 22-11-2020
  5. ^ سورة طه , الآية 17، 18.
  6. ^ سورة آل عمران , الآية 49.
  7. ^ سورة هود , الآية 37.
  8. ^ سورة سبأ , الآية 10.
  9. ^ سورة الأنبياء , الآية 80.
  10. ^ سورة النحل , الآية 36.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *